فجأة عاد القلق من وباء كورونا ليبلغ مداه في البلد، السبب يعود لعودة الاصابات وبلوغها اكثر من اربعين اصابة محلية في ثلاثة ايام.
المنطق ان ما جرى يجب ان يكون متوقعا، فالدول التي تحيط بنا “فلسطين، سوريا، العراق” دخلت مرحلة كورونا مكثفة، مما يعني اننا امام تحد كبير.
ما يقلقني ان المواطنين اقل ايمانا بخطر المرض، واقل ايمانا بالاجراءات الوقائية اللازمة لمواجهته، فرغم تفاقم الاصابات الا ان قناعة الناس متراخية بأهمية اتخاذ التدابير اللازمة.
ما جرى من عودة الاصابات، وبعيدا عن منطق المؤامرة السياسية، يبدو انه انتشار يتراوح بين نظرتين؛ الاولى: تتحدث عن موجة جديدة ستفرض ايقاعها على الجميع ومنهم الاردن.
والثانية تتحدث عن اخطاء ادارية حكومية فادحة، تغافلت عن معبر جابر، مما اوصلنا لبؤرة خطيرة من حيث لم نحتسب، وبين النظريتين ارجح ان كليهما فيه وجهة نظر واعتبار.
نحتاج الى ربط الاحزمة من جديد، لكن بشرط ان تكون الاجراءات الاحترازية بدون حظر شامل، او حظر جزئي يقتل ما تبقى من اقتصاد.
الناس متعبة اقتصاديا ونفسيا، حتى سياسيا ووطنيا الناس مرهقة، بالتالي يجب على الحكومة مراعاة ذلك كله، وعدم المبالغة بالتفاعل مع عودة الاصابات.
العودة للسيطرة ممكنة، فلم ينفلت العقال بعد، فالاصابات معروفة المصدر والاتجاه، وبشيء من الجهد والحكمة يمكن لنا اعادة السيطرة، وتجاوز ما جرى.
الوباء يعود للعالم مرة اخرى، ونحن لسنا بمنأى عن ذلك، لكن الشطارة ان نواصل ما حققناه سابقا من نجاح، بشرط ان تكون الكلفة على الناس والدولة اقل ما يمكن.
(السبيل)
