د. عبدالحميد القضاة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

نـــداء إلى أصحاب الفضيلة

د. عبدالحميد القضاة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بقلم: الدكتور عبدالحميد القضاة / اختصاصي الجراثيم الطبية

  نداء إلـى أصحاب الفضيلة من الأئمة والوعـاظ والخطبـاء والمدرسين فـي المساجـد، وإلـى حملة العلم الشرعـي، وإلى أساتذة كليات الشريعة وطلابها، وإلى الدعاة إلى الله تعالى، … وإلى معالي وزير الأوقاف، وإلى كل من يهمه أمر البشرية، نقول لكم  بملء الفم: ” إنَّ الناس في خطر! وإنّ هذا يومكم، وإنّ واجبكم كبير، أكبر بكثير مما تظنون.!

يا أصحاب الفضيلة:

       هذا نداءٌ حارٌ لكم، لأنكم ملح البلد، وقادة الرأي، والمسؤولون عن التوجيه والإرشاد والتبليغ فيه، ولأننا نعلم مدى حرصكم وحرقتكم على نفع وتوجيه الناس، ومدى حبكم وغيرتكم على بلادكم، وسعيكم للحفاظ عليها. لقد عمّ بلاء ووباء كورونا البلاد والعباد، وغدا في كل بيت مبتلى، ولا بد من أن تتظافر الجهود لتحذير أقوامنا من هذه النازلة ومن تبعاتها؛ إرضاء له ومعذرة إليه، وتحقيقا لحفظ النفس الإنسانية وصيانة البلدان .

يا أصحاب الفضيلة!

       إن لم تكونوا أنتم من ينبري لهذا الأمر؟ فمن ذا الذي سيتصدى له؟، فأنتم خيرُ من يعلم أن الإنسان إذا ضاقت به الدنيا ازداد تقربا ولجوءاً إلى الله تبارك وتعالى؟، لأن مقاليد الأمور كلها بيده، ورغم أنه قادر على كل شيء، إلاّ أنه أمرنا أن نأخذ بكل الأسباب الممكنة، فمن أراد النجاح والنصر فلابد له من السعي والعمل، فالقعودُ ولعنُ الظلام لا يُفيد في شيء، وصدق العلماء عندما قالوا: “إنّ شآبيب الرحمة تتنزل على العاملين في ميادينهم قبل أن تتنزل على العاكفين في مساجدهم”، لذا أصبح لزاما على كل قادرٍ أن يقوم بواجبه، ولذلك وجدنا لزاما علينا أن نوجه لكم هذا النداء الحار .

يا أصحاب الفضيلة!

          تعلمون أنّ كَثُرَة الفِتَن تَحَيَّر النَّاس، وَلَو عَرَفُوا أنَّ سَبَبَها مَعصِيَةُ الله، لَاختَصَرُوا العِلَاجَ وَأطَاعُوه، لقوله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. فالعـِلْمِاء ثـَلاَثَة أَصـْنَافٍ، منهم: صـنفٌ يتعلم ويُعلِّم، فـهو ينتفع بعلمه وينفع غيره، فـينال الأجر الثواب – ونحسبكم منهم إن شاء الله – حيث أنكم منعتم في فتواكم الرسمية المعلنة على المُصاب بالمرض المعدي أن يُصلي في المسجد، وأن يُخالط الناس في أماكن تجمعاتهم، وأنّه يُعتبر آثما إن فعل ذلك، ودعوتم إلى التزام المصاب بالحجر الصحي أو العزل المنزلي والتزام التوجيهات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا، فقد أخذتم بالأسباب المادية – وأنا معكم في هذا – ولكنّه ليس بكافٍ، فدوركم أكبر وأعظم في مثل هذه الظروف التي تسببها الجائحة المدمرة.  لقد شعر الناس في هذه الجائحة بالخوف والرهبة، فهم لم يألفوا سماع المؤذن من قبل ينادي: “صلوا في بيوتكم”، ورأوا بأم أعينهم ما لم يتصوره يوما من أن تُمنع العمرة، وتُقفل أبوابُ الحرمين الشريفين!، ولم يخطر ببالهم لحظةً أن يروا الكعبةَ حزينةً كئيبةً – كما ترونها اليوم – تُناجي أقصانا بصمتٍ وانكسار.

 يا أصحاب الفضيلة!

           هل يعقل أن يسبقكم إلى هذا الدور أحد؟!، فهذا حاكم أعظم دولة في العالم – رغم باطله – يجعلُ يوم الأحد الموافق 15 \ 3 \2020 م يوما وطنيا للصلاة والتضرع، لحماية أمريكا من كورونا؟!، ويقوم نفس الحاكم – رغم ماديّته العجيبة وعبادته المفرطة للمال – بجعل نسبة الربا صفرا بالمئة في بلده، هروبا من تكبد المزيد من الخسائر في تداولاته؟، وهل يعقل أن تسبقنا صحيفة نيوزويك الأمريكية، الصادرة يوم الثلاثاء الموافق 17\3\2020م، وتفاجئ قرّائها على لسان البرفسور كرق كونسايدن، بمقالٍ عن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم وعلاقتها في الوقاية من الجراثيم بشكل عام، وفيروس كورونا بشكل خاص. ألسنا – نحن المسلمين – الأولى بالعودة إلى الحق والدين القويم؟!، والله تعالى ينادينا ويقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾.

يا أصحاب الفضيلة!

        هل يعقل أن يحدث كل هذا عند الكفّار؟ ونحن مشغولون بالأوامر الرسمية لتطبيقها على الناس تحت الوعيد والتهديد. ألا يكفينا ما أسلفنا من الاعتماد على الأسباب المادية فقط؟!!، هذا الوباء كما تعلمون ابتلاء من الله تعالى، وهو لا ينحسر ويرتفع إلاّ بالتوبة والإنابة، والضراعة إلى الله. فهلّا تناديتم وأجمعتم أمركم لجعل ساعة من كل ليلة جمعة مخصصة للدعاء والتضرع إلى الله جهراً من سماعات المساجد، ومن شبابك البيوت وسطوحها، ليسمع الله نحيب التأبين ودموع المحرومين، يعودون إليه، ويكثروا من الاستغفار، ليكشف الله ما بنا وبهم… جدّدوا نياتكم، وتوكلوا على ربكم، وأكثروا من الصلاة على الحبيب، وتحرّوا أوقات الاستجابة، فليس لها من دون الله كاشفة.                 

         فيا “رب لقد طال الوباء، وتعب الأطباء، وقل الدواء، وعجزت حلول الأرض، وبقيت حلول السماء، وزاد خوفنا على الأحباء، فاصرف عنا هذا الوباء الذي عجز عنه العلماء، بقوتك وقدرتك ارفعه عنا يا رب؛ يا ذا الجلال والمنّ والعطاء”.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts