هكذا ترك وباء كورونا نتائجه الكارثية على القدس المحتلة

هكذا ترك وباء كورونا نتائجه الكارثية على القدس المحتلة

قال كاتب إسرائيلي إن “البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة تعاني من أجواء متفاقمة من اليأس والإحباط، في ظل تراجع معدلات السياحة الخارجية للمدينة، التي تعتبر الأوكسجين الحصري لتجار البلدة القديمة، لكنها باتت مهجورة منذ شهور، إلى الدرجة التي لم تشهد حرب الخليج 1991 إغلاقا للمحال التجارية كما تشهده اليوم”.

وأضاف عادي روبنشتاين في تقريره على صحيفة “إسرائيل اليوم”، ترجمته “عربي21” أنه “يمكن الاستعانة بلغة الأرقام باستمرار لتأكيد مدى خطورة الوضع في القدس، مع العلم أن بعض المحال التجارية تدفع أجورا شهرية بقيمة خمسين ألف شيكل، قرابة 15 ألف دولار، وحين لا يكون هناك عمل وإغلاق لمراكز التسوق، فهذا يعني أننا خسرنا مصالحنا الاقتصادية”.

وأكد أن “مدينة القدس تعتبر مركز جائحة كورونا، حيث يتزايد مئات المرضى المصابين بالوباء يوميًا، خاصة مع وجود الأحياء اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة، الحريديم، وفيما يبدو أنه موجة ثانية من الفيروس، تعد البلدة القديمة واحدة من النقاط الساخنة الرئيسية، لكن لا أحد يتحدث هنا عن الفيروس، بقدر ما يتبادلون الأحاديث حول عواقبه الاقتصادية”.

وأشار إلى أنه “مع مرور الساعات ندرك أن تضرر المصالح الاقتصادية أكثر رعباً من أي شيء آخر، وحين نتحرك نحو كنيسة القيامة، نرى المجمع الكنسي نفسه فارغًا، كما لو أصبح موقعًا لصناعة الأفلام المستقبلية، عدد قليل من السكان المحليين في المتاجر القريبة يشرحون لنا أنه بمجرد توقف المسيحيين عن القدوم، يمكن أن يصل الضرر إلى الملايين بسبب نقص السياحة”.

وأوضح أنه “في محيط الكنيسة التي كانت قبل الجائحة مزدحمة للغاية، وكان من المستحيل التنقل، أصبح من الممكن الآن التنقل بحرية دون إزعاج الرهبان، حيث لم يمر أي مرشد سياحي هنا منذ أربعة أشهر، وكثير آخرون في العزل الانفرادي بعد أن أصيب بعضهم بالفيروس”.

وأضاف أن “هدوء البلدة القديمة صحيح أنه بات يشكل فرصة رائعة للمشي في هذه الأيام، شرط إن وضعت جانباً للحظة المخاوف من الهستيريا الفيروسية، لكن اللافت أنه في الوقت الذي أصبحت فيه متاجر الهدايا التذكارية مغلقة، فإن المطاعم في الحي الإسلامي تواصل محاولة الحفاظ على الروتين”.

ونقل عن أحد بائعي الحمص، صاحب المطعم الأكثر شهرة في البلدة القديمة قوله: “أعمل هنا منذ 72 سنة، مررنا بكل شيء، لكن مثل هذه الفترة في الحياة لم تكن، لا حروب ولا هجمات مسلحة ولا انتفاضة، وبدلا من أن يواصل استقبال عدد لا نهاية له من السياح، فإن الإسرائيليين الذين يأتون لتناول الطعام يبلغونه أنهم تعلموا صنع الحمص في المنزل مؤخرًا، رغم أن الجمهور الإسرائيلي متعطش للعودة إلى جولات الطهي في تل أبيب والقدس”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: