عاصم منصور
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هل أصابت السويد وأخطأ العالم؟

عاصم منصور
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

عندما يتعرض قطيع من الظباء لخطر الهجوم من قبل الحيوانات المفترسة فإن غريزة البقاء لديها تدفعها للهرب مجتمعة؛ رغم أن معظم أفراد القطيع قد لا تكون قد رأت هذا الخطر رأي العين لكنه في أوقات الخطر يقوم الفرد بتعطيل تفكيره ويتبنى تفكير القطيع؛ وقد يستمر بالركض طويلا حتى بعد زوال الخطر وذلك تحت تأثير دفقات الادرينالين، فهل وقع العالم ضحية هذا النوع من تفكير القطيع بتبني معظم الدول خيار حظر الحركة والغلق التام لمعظم مظاهر الحياة؟

لقد أصبح هذا السؤال مطروحا بقوة هذه الأيام ويتردد في أروقة وسائل التواصل الاجتماعي في ظل القرارات المتتالية التي تتخذها معظم الدول للتخلي عن سياسة الحظر لصالح أخرى اكثر انفتاحا ستؤدي حتماً الى عودة الحياة الى سابق عهدها مع بعض الضوابط التي لن تعمر طويلا.

لقد كان لتجربة الصين “الناجحة” في احتواء الوباء الدور الاكبر في دفع دول العالم لتبني هذه السياسة؛ وقد تبنت معظم الحكومات هذه السياسة دون قناعة لكن غلب عليها الخوف من تحمل المسؤولية عن الوفيات المحتملة مستقبلا من جهة ولغياب البديل من جهة أخرى؛ لكن إجراءات الحجر والإغلاق لم تلبث أن تداعت على مبدأ حجارة الدومينو تحت أنات الاقتصاد وتبرم الناس من تقييد حرياتهم ، وبسبب السلبيات التي بدأت بالإعلان عن نفسها مثل اهمال شؤون الصحة الاخرى والتي ترتب عليها خسائر بشرية ربما فاقت تلك التي تسبب بها الفيروس بصورة مباشرة.

وحدها السويد شذت عن قاعدة التفكير الجماعي، واختطت لنفسها سياسة مستقلة تقوم على الإبقاء على مظاهر الحياة دون تغيير يذكر اللهمّ إلا من بعض التقييد للاجتماعات الحاشدة وعلى حركة الطاعنين في السن؛ فبقيت المدارس والمطاعم والمقاهي تعمل كسابق عهدها ولم تفرض ارتداء الأقنعة وعولت على وعي الشعب في الالتزام بمبادئ الصحة العامة. ورغم هذه السياسة المنفتحة التي تبنتها السويد فان أعداد الاصابات والوفيات المسجلة كانت اقل من مثيلاتها في معظم الدول الغربية رغم أن معدل عمر سكان هذه الدولة يعتبر من ضمن الاعلى على المستوى الاوروبي، ونحن نعلم الآن أن الشيخوخة هي عامل الخطورة الاهم لاحتمالية الوفاة نتيجة الإصابة بالفيروس.

يرى أنصار فكرة عبثية الحجر العام أن ما قامت به معظم الدول لا يعدو كونه عقاباً جماعياً طال مليارات البشر؛ غالبيتهم العظمى لا تزيد احتمالية وفاتهم بالفيروس عن احتمالية الوفاة بسبب قيادة السيارة بضعة كيلومترات؛ فهل من المنطق أن نقوم بحظر قيادة السيارات للتقليل من حوادث الطرق أم أننا نكتفي بتحذير السائقين وتحسين وسائل السلامة على الطرق وفرض عقوبات صارمة على المخالفين؟

من السهل ادعاء الذكاء بأثر رجعي والتنظير بعد ان يكون غبار المعركة “أو بعضه” قد انقشع، وبانت بعض سلبيات القرارات المتخذة في حينه؛ لكن الدول التي تبنت خيار الحظر انما فعلت ذلك وسط ظرف غير مسبوق من انعدام الرؤية فأصابت حينا وأخطأت أحيانا ، لكن المهم أن لا تكرر هذه الأخطاء.

(الغد)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts