حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هل المشكلة غياب «السرديات» فقط..؟

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

في افتتاح المؤتمر الذي نظمته رابطة علماء الاردن نهاية الاسبوع الفائت حول « المجتمع الأردني: الواقع والتحديات، آفاق المستقبل» قدم العين صخر دودين «سردية « طويلة عن الحقائق والانطباعات، قارن فيها بين ما يتداوله بعض الناس من اشاعات حول مديونية الاردن وحركة «البيوعات»  كالمطار والميناء والشركات الكبرى، وبين الحقائق التي تؤكد – كما قال – ان كل ذلك مجرد انطباعات مغلوطة لا اصل لها على الاطلاق.

أوافق العين المحترم في نقطة واحدة، وهي ان الجهات الرسمية لم تقدم  حتى الان «سردية» مقنعة ومتكاملة لما جرى، وانها بالتالي فتحت المجال واسعا امام قصص وروايات اختلط فيها الصحيح بالغلط، لكنها اصبحت بحكم الحقائق الثابتة، واضيف ان غياب  رواية الدولة لم يكن السبب الوحيد في ذلك، فما يصلنا من ارقام ودراسات ( واغلبها من مؤسسات خارجية ) يؤكد ان ثمة اخطاء وقعت، يكفي ان اذكر هنا بآخر تقرير (  gci review 2009-2019)  ذكر اننا تراجعنا في مؤشرات المؤسسات والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات  واستقرار الاقتصاد الكلي  والتعليم والمهارات وسوق المنتج والقدرة على الابتكار، فيما سجلنا تقدما فقط في مؤشرات حجم السوق، والنظام المالي، وسوق العمل والصحة، اتساءل  هنا:  لماذا حدث ذلك، ثم هل سنسمع من يرد عليه بسردية مقنعة..؟

 المشكلة ليست في غياب السردية الرسمية  فقط، وانما في غياب بعض المؤسسات القادرة على مواجهة الازمات ووضع ما تحتاجه من حلول ومعالجات، بالاضافة الى ما اصاب حركة السياسة والادارة  والاقتصاد في بلادنا من «تعطل»، يتحمل مسؤوليته بعض الذين وصلوا الى هذه المواقع ولم ينجحوا في اصلاح الصورة او تغييرها.

بقي لدي ملاحظتان، الاولى ان عيون المجتمع اصبحت قوية، سواء بفعل الضغوطات التي يتعرض لها، او بسبب الاعلام الجديد الذي فتح هذه «العيون» على كل شيء يدور حولها،، وبالتالي فإن من واجب الدولة ان تبادر الى «بناء» خطابها العام ليكون معبراً عن قيمتها ومواقفها، ومع ضمير الناس وقضاياهم، والّا فإن البديل هو رواج خطابات شعبية متحمسة احياناً، ومتضاربة احياناً اخرى، لكنها ستجد من سيصدقها ويأخذ بها، واذا حدث ذلك فإن محاولة الرد عليها او ابطالها سيحتاج الى جهد كبير، او انه –ربما- لن يكون مجدياً.

الثانية ان  «التغطية» على المعلومات واحتكارها، لأسباب مختلفة،  كانت فكرة رائجة ومقبولة لدى بعض المسؤولين، لكن مع ثورة الاتصالات وما جرى على مجتمعنا الصغير من تحولات، تغير الواقع كثيراً، ووجدنا انفسنا امام خرائط مكشوفة ومزدحمة بالمعلومات، بعضها صحيح والاخر مجرد اشاعات، لكنها في المجمل استطاعت ان تكسر دوائر «الاسرار» وتضع الناس امام حقائق شكلت لبعضهم صدمة وللآخرين مجالاً للتندر والسخرية.

هنا كان لا بد ان يكون للدولة «مطبخ» يتمتع بالكفاءة والمصداقية، بحيث تبدو الرواية الرسمية ممثلاً وحيداً لخطاب الدولة، ويكون هذا الخطاب سريعاً ومتماسكاً ومقنعاً للمجتمع، وهذا يحتاج الى كسر الحواجز بين المؤسسات وتوثيق العلاقة بينها، بحيث تقوم كل جهة بواجبها، وتتولى التنسيق مع غيرها.  اذا غابت الدولة عن تقديم رواياتها بشكل متقن وصحيح وفي الوقت المناسب، فمن غير المعقول ان نتهم الناس بانهم يروجون لسرديات مغلوطة لا اصل لها، لانهم عندئد ليسوا فقط ضحايا لمعلومات غير صحيحة وانما ضحايا لواقع غامض مزدحم بالالغاز والاخطاء ايضا.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts