هل تتسبب الأعاصير في حدوث الزلازل؟ ولماذا؟

هل تتسبب الأعاصير في حدوث الزلازل؟ ولماذا؟

نشاط زلزالي تزامن مع حدوث إعصار إيرين في عام 2011 قبالة شواطئ فلوريدا

صاغ الأستاذ المساعد وين يوان فان المختص في علوم الأرض والمحيطات والغلاف الجوي بجامعة فلوريدا مصطلح “الزلازل الإعصارية ” لوصف الظاهرة الجيولوجية التي اكتشفها وفريقه مؤخرا، وهي عبارة عن أحداث زلزالية شبيهة بالهزات الأرضية إلا أنها تحدث بالتزامن مع الأعاصير أو العواصف القوية الأخرى.

فقد كشف باحثون من جامعة ولاية فلوريدا عن ظاهرة جيوفيزيائية جديدة يمكن فيها للإعصار أو غيره من العواصف القوية أن يتسبب في حدوث حركات زلزالية في المحيط القريب بقوة تصل إلى 3.5 درجات على مقياس ريختر.

وعزا الفريق الحدوث المتزامن للزلازل والأعاصير إلى التأثير المتبادل بين الغلاف الجوي والأرض والمحيط، حيث تنقل الأعاصير الطاقة في موسم العواصف إلى المحيطات وتنشأ معها أمواج قوية تتفاعل بدورها مع القشرة الأرضية في قاع المحيط، لتكون بذلك مصدرا لنشاط زلزالي مكثف، ونشرت نتائج البحث بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في دورية “جيوفيزيكال ريسيرش ليترز”.

تحليل زلازل العقد الماضي
حلل فان وزملاؤه الزلازل وسجلات علوم المحيطات المسجلة خلال العقد الماضي ابتداء من سبتمبر/أيلول 2006 وصولا إلى فبراير/شباط 2019، ووجدوا أن هناك رابطا بين العواصف القوية والنشاط الزلزالي المكثف بالقرب من حافة الصفائح القارية.

ووجد الباحثون أدلة على وجود أكثر من عشرة آلاف هزة أرضية في الفترة من 2006 إلى 2019 قبالة شاطئ نيو إنغلاند وفلوريدا وخليج المكسيك في الولايات المتحدة، وقبالة شاطئ نوفا سكوتيا ونيوفاوندلاند وكولومبيا البريطانية في كندا.

وبهذا برهنت الدراسة على أنه يمكن أن تكون لدينا مصادر زلزالية في المحيط مشابهة لمصادر الزلازل داخل القشرة الأرضية، إلا أن الاختلاف بينها يكمن في المدة الزمنية التي يدوم فيها ذلك الحدث الزلزالي، حيث لا تتجاوز الزلازل الأرضية بضع دقائق محدودة، في حين وجد الفريق أنه يمكن أن تدوم الزلازل الإعصارية لساعات وربما أيام.

وطور الباحثون طريقة جديدة للكشف عن الأحداث الزلزالية، وتحديد موقعها وتمييز ما إذا كان هذا الحدث زلزالا إعصاريا أو أرضيا، إذ يستلزم أن يحدث خلال يوم عاصف، كما أنه لا بد أن يلبي المعايير الجيوفيزيائية الأخرى بما يتوافق مع متطلبات العلاقة بين قوة العاصفة وتحفيز نشوء زلزال متزامن معها.

وبالتالي، فإنه باعتماد هذا النهج المبتكر يمكن للعلماء استبعاد الأحداث الزلزالية التي لا تدخل ضمن نطاق الزلازل الإعصارية.

أمثلة لأعاصير تزامنت مع زلازل
وللدلالة، أورد الباحثون العديد من الأمثلة، منها إعصار بيل الذي ضرب المحيط الأطلسي عام 2009، وقد ترافق معه حدوث العديد من الحركات الزلزالية قبالة سواحل نيو إنغلاند ونوفا سكوتيا، والتي أنتجت بدورها موجات سطحية عابرة للقارات.

وبالمثل، تسبب إعصار آيك في عام 2008 في نشاط زلزالي بخليج المكسيك، وبالمثل تم رصد نشاط زلزالي تزامن مع حدوث إعصار إيرين في عام 2011 قبالة شواطئ فلوريدا.

ليس كل إعصار مصدرا للزلازل
ولاحظ الباحثون أنه على الرغم من قوة بعض الأعاصير فإنها لم تترافق مع حدوث زلازل إعصارية، وبهذا لا يمكن تعميم فرضيتهم على كافة الأعاصير.

ولم يكتشف العلماء أي دليل على حدوث زلازل قبالة المكسيك أو من نيوجيرسي إلى جورجيا في الولايات المتحدة، وحتى إعصار ساندي على الرغم من كونه أحد أعنف العواصف المسجلة في الولايات المتحدة فإنه لم يحفز حدوث زلازل عاصفية.

وهذا يؤكد أن آلية حدوث الزلازل الإعصارية تتأثر بشدة بالميزات المحيطية المحلية وتضاريس قاع البحر، ويواصل الباحثون جهودهم لتوصيف هذه الظاهرة الجديدة وكافة العوامل التي يمكن أن تؤثر في آلية عملها.

يشار إلى أن هذا العمل هو ثمرة لتعاون باحثين من جامعة فلوريدا ومعهد وودز هول لعلوم المحيطات وكذلك معهد سكريبس لعلوم المحيطات والمسح الجيولوجي الأميركي.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: