“وادي عربة”.. 25 عامًا و”السلام البارد” يراوح في مكانه

“وادي عربة”.. 25 عامًا و”السلام البارد” يراوح في مكانه

عمان – رائد الحساسنة

د. أمين مشاقبة: إسرائيل لم تحترم بنود معاهدة وادي عربة

د. أمين مشاقبة: الاختراقات الإسرائيلية لأجواء الأردن زادت عن 250 اختراقًا

د. امين مشاقبة: معاهدة وادي عربة فشلت بشكل أو بآخر رغم عدم حدوث الحرب

د. بسام العموش: رفض معاهدة وادي عربة قناعات مبدئية لدينا

د. بسام العموش: لم يجن الأردن شيئًا من معاهدة وادي عربة

د. بسام العموش: يجب إعادة النظر بمعاهدة وادي عربة ليكون للأردن قوته وشخصيته

أكد وزيران أردنيان أسبقان تحدثت لهما “البوصلة” على أن معاهدة وادي عربة ورغم مرور 25 عامًا عليها إلا أن الأردن لم يجن منها سوى “الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المتكررة” التي حاولت إقصاء الأردن واستبعاده، وهو الأمر الذي أدى لفشل الاتفاقية بشكلٍ أو بآخر رغم أنه لم تحصل حربٌ بين البلدين لكنّ “السلام البارد” ظل يراوح مكانه منذ العام 1994 وحتى اليوم.

وشددوا على أن الشعب الأردني والشعوب العربية التي وقعت أنظمتها السياسية اتفاقيات مع دولة الاحتلال وقفوا بثباتٍ لرفض كل أنواع التطبيع مع العدوّ الصهيوني على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، الذي جعل معاهدات السلام “جامدة باردة” في حدود ما يمكن تسميته “سلام الضرورة” الذي توقعه الحكومات العربية وترفضه الشعوب جملة وتفصيلاً.

25 عاما من الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية للأردن

الوزير الأسبق الدكتور أمين مشاقبة يرى في حديثه لـ “البوصلة” أن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية التي مر عليها 25 عامًا، لم تؤد إلى حل السلام الشامل العادل في المنطقة بالصورة التي يريدها الفلسطينيون والعرب، مستدركًا: “حتى أوسلو1 وأوسلو2 فشلت في الوصول إلى حال عادل وشامل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.

ويشدد مشاقبه على أن “إسرائيل لم تحترم العديد من بنود المعاهدة التي تم التوقيع عليها في وادي عربة”.

ويسرد الوزير الأسبق الانتهاكات الإسرائيلية مؤكدًا أنها شملت عددًا من القضايا الهامة وعلى رأسها “القدس التي لم تحترم دولة الاحتلال الوصاية الهاشمية والحقوق الخاصة للأردنيين فيها واستمرت الاقتحامات وحفر الأنفاق للبحث عن آثار يهودية مزعومة، وثبت عدم صحة هذه المزاعم فلم يجدوا شيئًا”.

ويتابع حديثه بالقول: “كما اشتملت الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأردن قضية الانتهاكات الجوية، حيث زادت الاختراقات الإسرائيلية لأجواء الأردن عن 250 اختراقًا، بما يخالف معاهدة السلام”.

يستدرك مشاقبة: “ناهيك عن الممارسات التي تمت بمحاولة اغتيال خالد مشعل في عمّان، والمحاولات الاستفزازية للأردن في كثيرٍ من النواحي”.

ويتابع حديثه: بالتالي هذه المعاهدة “سلامٌ بارد”، بمعنى أنه على المستوى الشعبي لا يوجد أي نوع من أنواع التطبيع وحتى على البعد التعليمي والثقافي والتكنولوجي.

“حتى على مستوى المشاريع التي كانت من المزمع إقامتها لتجسير العلاقة اقتصاديا بين الدولتين لم تتم، وبالتالي إسرائيل لديها مخططات ربما أخذت هذه الاتفاقية كعملية إقصاء الأردن وإبعاد الأردن، لكن هي لم تحترم تمامًا لا حقوق الشعب الفلسطيني ولا البروتوكولات المتفق عليها في المعاهدة، وحين نأخذ على سبيل المثال موضوع استرداد الباقورة والغمر الشهر القادم نجد تهديدات إسرائيلية بقطع المياه عن الأردن”، بحسب مشاقبة.

وينتقد عقلية الاحتلال في التعامل مع الأردن، “من المؤسف أن مثل هذه الاتفاقيات ومثل هذا التفكير، وتفكير الاحتلال بقطع المياه عن الأردن إذا لم يعد التفكير باستعادة الباقورة والغمر” ، على حد تعبيره.

“عندما نتحدث عن حقوق أردنية يتم التهديد والاستفزاز فيها”، يقول مشاقبة.

ويؤكد أن كل الممارسات الإسرائيلية عبر ال 25 سنة الماضية هي ممارسات استفزازية للفلسطينيين وللأردنيين.

يقول: ناهيك عن أن الحديث بالاتفاقية عن إيجاد حل إنساني وحل عادل لقضايا اللاجئين، وهذا لم يتم تناوله أو طرحه بأي شكل من الأشكال، سواء بعودتهم أو إيجاد حلول جذرية لمشاكل اللاجئين لأنه أغلبية اللاجئين موجودين على الأرض الأردنية.

ويصل الوزير الأسبق مشاقبة في حديثه لـ “البوصلة” إلى خلاصة مفادها: “بالتالي فشلت الاتفاقية بشكل أو بآخر، صحيح أنه لم يحصل حروب بين الأردن وإسرائيل منذ العام 1994، إلا أنه يوجد جوانب أخرى سياسية واقتصادية وتكنولوجية أثرت على الحال الأردنية من خلال هذه المعاهدة”.

رفض معاهدة وادي عربة قناعة مبدئية

من جانبه، يستذكر الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش في حديثه لـ “البوصلة” أنه كان أحد النواب الذين حجبوا الثقة عن قانون المعاهدة عام 1994عندما عرضته الحكومة على المجلس، ويقول: “كانت قناعاتنا برفض المعاهدة قناعات مبدئية”.

ويتابع العموش حديثه: “كقراءة سياسية الحكومة عرضت الموضوع بطريقة عاجزة عن إقناع أحد، وغير موضوع القناعة والمبادئ حتى القناعة السياسية كانت غير موجودة”.

ويروي الوزير الأسبق لـ “البوصلة” شيئًا مما كان يقال في المجالس المغلقة، قائلا: “الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله كان يقول في المجالس المغلقة إننا في الأردن نريد الحد الرابع للأردن والاعتراف بأن خط النهر هو حدود الأردن، لأن إسرائيل تدرس أبناءها حتى الآن أن حدود إسرائيل عند أخر قدم جندي إسرائيلي، ولا تعلمهم أن من الشرق الأردن”.

“وكان برأي الملك أن المعاهدة تأتي في سياق الاعتراف بالحد الرابع للأردن وإبطال ما يسمّى إسرائيل الكبرى”، على حد تعبير العموش.

ويتابع حديثه بالقول: “25 عامًا على مرور معاهدة السلام مع الاحتلال لم يجن الأردن منها شيئأ”.

وينوه العموش إلى أنه فيما يتعلق بموضوع المياه، “هذه المياه للأردن وهي بلغة القانون الدولي أنه لا يجوز لأي دولة أن تحبس ماء السماء أو مجاري الأنهار وبالتالي تبقى تسير بوضعها الطبيعي، وكان جزء من هذا الماء يذهب لسوريا والجزء الآخر يستولي عليه اليهود، وتم الاتفاق على تخزينها في بحيرة طبريا ثم ضخها للأردن ونتذكر كيف أنهم ضخوا للأردن مياه عادمة”.

ويشدد على أن معاهدة السلام لم تأت للأردن بشيء، فعلى المستوى الاقتصادي إسرائيل تتحكم بـ 85 بالمائة من السوق الفلسطيني وللأردن ليس إلا 15%.

ويؤكد العموش على أنه فيما يتعلق بالانتهاكات، فإن الأردن التزم ببنود المعاهدة ولكن دولة الاحتلال تنتهك كل شيء وتنتهك الأقصى وهم من قتل اثنين من أبنائنا في السفارة الإسرائيلية، وقتلوا الشهيد رائد زعيتر، وهم من يتحكمون بكل شيء عبر ممارسة جميع الموبقات.

ويقول الوزير الأسبق “الأردن بحكم أن أمّته منقسمة، ونقطة ضعفه الاقتصادية، وبحكم أن أمريكا حامية إسرائيل لا يستطيع أن يفعل شيئًا، وآخر قضية في الباقورة والغمر”.

ويتابع: نحن لا نستطيع القول أننا نريد المعاهدة أو نرفضها وأنا أذكر أن الأمير الحسن قال إننا جلبنا إلى مؤتمر مدريد جلبًا، ولم نذهب باختيارنا، ولكن تم إجبارنا إجبارًا.

وينوه العموش إلى أن كل الأردنيين يعلمون سواء من عارض أو غيره، يعلمون أن دولة الاحتلال وجودها مؤقت، ولكن متى يزول الاحتلال فإنه يعتمد على إعدادنا لأنفسنا وترتيب أوراقنا لنكون قوة عسكرية واقتصادية مستقبلة ممكن أن يتغير الوضع.

ويستدرك بالقول: لكن في ظل الوضع الحالي أمة مقسمة منهارة وكل ما جرى في الربيع العربي كان الهدف من ورائه تفتيت الدول العربية لصالح إسرائيل.

ويحذر العموش من أي مشكلات يمكن أن تحصل في بلدنا، مشددًا على أنه يجب الدولة أن تلتقط الرسالة وأن عليها ترتيب الصف الداخلي والوضع الاقتصادي وإلا سيندس المندسون وستأتي القوى الخارجية لجعل الأردن ساحة مستباحة وبالتالي تحدث حالة الفوضى.

ويؤكد أن كل معاهدات السلام لا توقف دولة الاحتلال عن أهدافها، وهي لم تغير أهدافها ولا مناهجها، وتخترق المعاهدة في كل وقت.

يقول العموش: يوجد نص في المعاهدة على الوصاية الهاشمية على القدس ودولة الاحتلال لا تبالي وتقوم بانتهاكات يومية بالاقتحامات والحفر تحت المسجد.

ويستدرك حديثه: إذا أراد أردني الدخول لفلسطين سيجد مائة عقبة، وفي المقابل اليهودي “يسرح ويمرح في الأردن”.

ويصف العموش المعاهدة بأنها “السلام البارد.. وسلام الضرورة”.. قائلا: أنا لا أبرر ، بل أقول إنه يجب على الدولة أن تعيد النظر في المعاهدة ليكون للأردن قوته وشخصيته وفي حال تمّ ما قاله الملك بما يتعلق بالباقورة والغمر سيكون بداية لالتفات الدولة الأردنية لمبادئها.

ويقول العموش يجب أن نشد على يد الملك في هذا القرار وأن لا يستمر التأجير للباقورة والغمر بأي حالٍ من الأحوال.

إمكانية إلغاء معاهدة السلام وإعادة النظر فيها

ينظر الوزير الأسبق أمين مشاقبة في تصريحاته لـ “البوصلة” للدعوات المنادية بإنهاء معاهدة وادي عربة من ناحية أن “يجب التفكير بالمصلحة الوطنية الأردنية”.

ويرى مشاقبة أن الدعم الغربي وعلى رأسه الدعم الأمريكي منقطع النظير لإسرائيل جعل قدرات الأردن العسكرية ضعيفة مقابل القدرات العسكرية الإسرائيلية”.

ومن وجهة نظره يؤكد أن “استمرار المعاهدة في الوقت الراهن، ربما أفضل من إلغائها”.

بدوره يؤكد الوزير الأسبق بسام العموش لـ “البوصلة” أنه يجب على الأحزاب الأردنية والنواب والمواطنين الاستمرار بالمطالبة بإلغاء معاهدة وادي عربة، مشددًا على أن هذا الأمر غاية في الأهمية، على الرغم من اعتقاده أن “صاحب القرار لا يستطيع هذا الأمر لأنه يتعلق بدول وموازين قوى عالمية، فلنتبادل الأدوار ولنتقاسمها”.

يقول العموش: مصر وقعت قبل الأردن ما هو التطبيع المصري الشعبي، التطبيع الرسمي يأخذ مجالات فيقولون إسرائيل دولة الجوار إقامة بعثات رسمية، لكن على مستوى الشعب لا المصريون يريدون إسرائيل ولا نحن نريدها ولا يمكن أن نقبل بها.

ويستدرك بالقول: الفلسطيني في الداخل وقع اتفاقية أوسلو.. لكن هل الشعب الفلسطيني يحب اليهود ويريدهم، قطعًا لا.

ويؤكد العموش على أن “سلام الحكومات، هو سلام الضرورة.. لكن عندما تصبح الأمة بغير هذا الوضع؛ أمة متناحرة أمة جيوشها تدمر وأموالها تنهب وترامب يؤشر بإصبعه تطير المليارات كيف يمكن لأمة بهذا الوضع أن تواجه إسرائيل ومن خلفها”.

ويتابع حديثه بالقول: نحيي كل من يعبر عن رأيه ونطالب وهذه أسلحة بيد الدولة، ولكن على الدولة أن لا تضيق بهذا الرأي وتسمح للناس بالخروج في المظاهرات، وأن تكون رسائل باللغة الإنجليزية حتى يقرأ الغرب حتى يستطيع صانع القرار عندما يجلس مع القوى الدولية يخبرهم بأن الشعب الأردني  غير راضٍ فيستقوي بشعبه ضد الآخرين بدلاً من أن يمارسوا عليه الضغط.

وينوه الوزير الأسبق العموش في حديثه إلا أنه يجب أن تكون الخيارات متعددة؛ مستدركًا: لكن كقراءة سياسية أنا لا أتوقع أن الدولة الأردنية تقول إنها ستلغي معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.

ويشدد العموش على انه في حالات الضرورة إذا ما تم إهمال الأردن وإدارة الظهر له في كل شيء عندها الأردن لديه سلاح ويستطيع الأردن القول في حينها: “أنا ألغي معاهدة السلام”، وهذا معناه أن كل الحدود الأردنية مفتوحة مع فلسطين، ودع دولة الاحتلال لا تتلقى من غزة فقط بل من جهات أخرى.

“سياسة تبادل الأدوار.. سياسة جيدة فلنقم بها”، ختم العموش حديثه لـ “البوصلة”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: