وسط حالة اقتصادية صعبة.. أنباء ارتفاع الأسعار تربك الشارع الأردني

وسط حالة اقتصادية صعبة.. أنباء ارتفاع الأسعار تربك الشارع الأردني

البوصلة – ليث النمرات

سادت حالة من القلق، في الشارع الأردني، وبدا ذلك واضحا من خلال منصات التواصل الاجتماعي، التي عبر الكثيرون فيها عن مخاوفهم لزيادة أسعار كثير من السلع الأساسية، وعلى رأسها الاسمنت وأجهزة كهربائية وغيرها.

وحذر رئيس غرفة تجارة الاردن نائل الكباريتي من موجة ارتفاع ستطال اسعار الكثير من السلع والبضائع بالسوق المحلية، جراء زيادة أجور الشحن واثمان المواد الأولية عالميا.

واكد الكباريتي في تصريح صحفي، ضرورة ان تتحوط الحكومة لهذه القضية التي قد تؤثر على اسعار السلع والبضائع بالسوق المحلية خلال الفترة المقبلة، لافتا الى ان تجارة الاردن نبهت الى ذلك منذ فترة طويلة.

واوضح ان عوامل ارتفاع الاسعار بالسوق المحلية، هي بالاساس عالمية لكن هناك جزءا منها محلي يتعلق ببعض الاجراءات والرسوم والضرائب المفروضة على المستوردات.

وتسببت تلك التصريحات، التي انعكست فعلا على بعض السلع وشهدت ارتفاعا بالأسعار إرباكا في الشارع الأردني، الذي لم يستفق بعد من أزمة فيروس كورونا، وما شهدته عدة قطاعات تجارية من توقف جزئي وكلي عن العمل، مما أدى إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة، بصورة مقلقة وصلت بعضها إلى 50% لدى الشباب.

وقال عضو اللجنة المالية في مجلس النواب السابق موسى الوحش، إن اللجنة الملكية التي جرى الإعلان عنها مؤخرا ستبحث الإصلاح على المستوى الاقتصادي، على اعتبار إنها واحدة من أكبر المشاكل والتحديات التي تواجه الدولة والحكومة الأردنية.

وبين الوحش في تصريح لـ”البوصلة” بأن الارتفاع بأسعار بعض السلع “أزمة عالمية” جاءت نتيجة الارتفاع العالمي بكلف الشحن، جراء تداعيات أزمة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن “الأردن يعاني أصلا من فوضى في السياسات الاقتصادية”، لا سيما وأن المواطن الأردني يعاني من أزمات اقتصادية قبل أزمة الجائحة الأخيرة.

واعتبر أن ارتفاع قيم ضريبتي الدخل والمبيعات، عوامل أساسية في رفع الأسعار، في حين إن الحكومات المتعاقبة لا تهتم برفع الأسعار، بقدر ما تهتهم بقيمة المبالغ التي ستحصلها للخزينة من خلال الضرائب، التي يكتوي بنارها المواطن.

وشدد النائب السابق، على ضرورة مواجهة أزمة ارتفاع الأسعار، عقب أزمة فيروس كورونا، إعادة النظر بقيمة ضريبة المبيعات بشكل أساسي، لأنها تمس كافة الطبقات سواء الفقيرة أو المتوسطة أو الغنية، لافتا إلى أن إعادة النظر في ضريبة المبيعات، سيخفف من الأعباء التي يواجهها المواطن.

واستغرب الوحش، القيمة المفروضة على المشتقات النفطية، حيث تربح الحكومة عليها أكثر من الدول المنتجة للنفط، وبالتالي فإن ارتفاع أسعار المحروقات سيسهم في رفع كافة السلع، باعتبار أن المحروقات عنصر أساسي في تصنيع معظم السلع التي يحتاجها المواطن بشكل مستمر، مما سيشكل ظغطا أكبر على المواطن.

وحذر من خطورة ارتفاع أرقام الفقر والبطالة بسبب تداعيات أزمة كورونا، حيث فقد آلاف وظائفهم، فيما بلغت نسبة البطالة وفق الاحصاءات الأخيرة إلى مستوى 50% لدى الشباب، وهي أرقام تدعو للقلق، ويؤكد على ضرورة إعادة النظر بشكل كامل في السياسات الاقتصادية، إضافة إلى المتابعة الجادة لقضايا الفساد التي ترهق خزينة الدولة.

وأوضح “الوحش” بأن المرحلة الحالية صعبة بكافة المستويات، لكنها ستكون أصعب بحال بقيت السياسات الاقتصادية على حالها، حيث كشفت جائحة كورونا عوار “الاعتماد على الغير” وعدم الاعتماد على الذات، حيث انشغلت كل دولة بأزماتها الداخلية، وهو ما فاقم المشكلة الاقصادية للأردن.

وبين “الوحش” بأن مراجعة السياسات الاقتصادية يتطلب في البداية الاعتماد على الذات، ومن خلال أيدٍ أمينة حريصة على الاستقرار الاقتصادي للبلاد، والعمل على وضع خطط واستراتيجات قابلة للتطبيق في أسرع وقت ممكن، للحد من مشكلتي الفقر والبطالة.

وشدد النائب السابق على ضرورة وضع سياسية اقتصادية لدعم الطبقة الفقيرة، حيث إن التركيز عليها في الفترة الحالية مهم جدا، لمواجهة تحديات وانعكاسات أزمة فيروس كورونا.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: