بكر البدور
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

وقف علاوة المعلمين بين الضرورة الاقتصادية والعقلية الانتقامية

بكر البدور
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لم ينسى الأردنيون حراك المعلمين لتأسيس نقابتهم الذي سبق ثورات وأحداث الربيع العربي بأشهر عدة وكيف تفاعلت جماهير المعلمين على امتداد الوطن من شماله إلى جنوبة ومن شرقه إلى غربة وقد تضمن هذا الحراك صورًا مشرقة للحراك السلمي الراشد المنضبط المنتمي بمختلف الفعاليات من وقفات احتجاجية واعتصامات ومسيرات مطالبة بتحسين ظروف المعلمين وتأسيس مظلة نقابية لهم تتبنى همومهم ومشاكلهم وتدافع عنهم وتساعدهم في تنمية قدراتهم المهنية والأكاديمية.

كما يستذكر الأردنيون بتقدير واحترام إضراب المعلمين الكبير الذي شكل أطول اضراب في تاريخ المملكة مطلع العام الدراسي الحالي والذي أيَّدته قطاعات عريضة من المواطنين وساهمت في إنجاحه والذي تكلل بتوقيع إتفاقية بين الحكومة ونقابة المعلمين كان من أبرز مخرجاتها إقرار علاوة الرتب للمعلمين العاملين في وزارة التربية والتعليم.

كما يستذكر الجميع حالة الجمود في موقف الحكومة من مطالب المعلمين والآلية التي تعاملت بها مع اعتصامهم المعلمين والذي تسبب قمعه وإفشالة بلجوء المعلمين إلى إضرابهم الكبير، ولابدَّ أن الذاكرة الجمعية للشعب الأردني تستذكر حالة الحنق والسخط التي سادت الإعلام الرسمي خلال الإضراب وما تميزت به التغطية الإعلامية من إنحياز واضح للموقف الرسمي والبعد عن المهنية وصولًا إلى شيطنة الإضراب واتهامه بتهم بعيدةً كل البعد عن الحقيقة، وقد عززت الطريقة التي تم التعامل بها مع مطالب المعلمين من الشعور بوجود مراكز قوى متنفذة ومتنفعة تتغول على الحكومة وتحدّ من قدرتها على الحركة وتضيق هامش المناورة المتاح أمامها ولكن مع إصرار المعلمين على مطالبهم وتماسكهم والتفاهم حول مجلس النقاقبة والدعم الشعبي غير المسبوق والذي رأى في حراك المعلمين بارقة أمل في تحسن الظروف المعيشية لكل المواطنين حال نجاحة قاد إلى تحقيق قدر معقول من المطالب خاصة في الجانب المالي المرتبط بالعلاوة وقد كان الوصول إلى التفاهمات وفك الإضراب بمثابة عرس شعبي حقيقي لكن على ما يبدو أن هذا الشيء لم يرق لاطراف وجهات تريد أن تستاثر بكل المقدرات والامكانت وتحجبها عن بقية فئات المجتمع الاخرى لكن الأمور سارت بعيدًا عن رغبتهم.

ومع وصول جائحة كورونا إلى الأردن وبدء الإجراءات الحكومية لمواجهته وتفعيل قانون الدفاع منتصف شهر آذار الماضي لاحت في الافق العام بعض الملامح التي تشي باستثمار الجائحة وتوظيفها في الانقضاض على الاتفاق بين نقابة المعلمين والحكومة ومن أبرز تلك الملامح صدور نظام معدل لنظام رتب المعلمين في وزارة التربية والتعليم مطلع شهر نيسان الماضي ونشره في الجريدة الرسمية وقد جاء صدور نظام الرتب في توقيت ملفت للانتباه خلال اسبوعين من الإجراءات الاستثنائية لمواجهة كورونا وفي ذروة مواجهة هذه الجائحة وفي سياق بعيد عن الحالة الوطنية المستنفرة في مواجهة الوباء والتصدي لآثاره فأي ضرورة تدعو لصدور هذا النظام في هذا التوقيت وعلى مايدل ذلك،  أما الملمح الآخر فقد تمثل بإيقاف علاوة رتب المعلمين إبتداءً من شهر نيسان 2020 وحتى نهاية العام مع أن القطاعات بدأت تعود للعمل تدريجيًا منذ مطلع شهر أيار وهل فعلًا كان هذا الإجراء نتيجة ضرورة اقتصادية ملحة أم أن المسألة خلاف ذلك؟ وقد يقول قائل بأن قرار وقف العلاوات شمل كل الجهاز الحكومي العسكري والمدني ولكن بمعرفة بعض التفاصيل نجد أن هنالك وجاهة في الشك إذا علمنا أن عدد العاملين في قطاع التربية والتعليم حوالي ١١٦ألف وعدد موظفي القطاع العام المدني حوالي 210 آلاف وبذلك تكون نسبة المعلمين أكثر من 55% من القطاع العام، ومع استثناء قرابة 40 ألف موظف في وزارة الصحة تمت إعادة علاوتهم تحت مسمى آخر، تصل نسبة المعلمين من القطاع العام إلى اكثر من 66% وباستبعاد موظفي الهيئات المستقلة والشركات الحكومية  الذين يتقاضون راتب ثالث عشر ورابع عشر ولكونهم أعلى دخلًا وأقل تأثرًا تصبح نسبة المعلمين ٧٦% من القطاع العام وهذا يغزز فرضية استهداف قطاع المعلمين بقرار وقف العلاوة وبإيحاء من علقلية ثأرية انتهزت خصوصية الظرف الوطني لإغلاق الباب أمام أي رد فعل من الطرف الآخر تَحَرُّجًا من الظرف السائد وإرهاصاته.

ومما يعزز الفروض السابقة أيَضًا تجاهل الحكومة لمبادرة نقابة المعلمين لدعم الجهود الوطنية في مواجهة كورونا.

وختامًا أتمنى أن تكون الافتراضات السابقة غير صحيحة وأن يتم قطع كل التكهنات والافتراضات بالعودة عن قرار وقف العلاوة والإلتزام بما تم التفاهم عليه بين النقابة والحكومة تحقيقًا للمصلحة العامة.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts

Comments 2

  1. مقال جيد حيث أن صاحبه بين فيه استغلال الحكومة جائحة كورنا منأجل ايقاف العلوات للمعلمين بعداضراب شامل وناجح هل فعلا يتم إقاف العلاوات عن هذا القطاع الهام أم أن الدولة تتراجع عن هذا الأمر لقد كان لمقال عباراته دالة وواضحة أحسنت النشر أبوبكر الجزائر شرقا

  2. مقهور says:

    لا احد يشك في استهداف المعلمين خاصة عندما تعلم ان اقتطاع موظفي الجامعات اختياري