أردوغان: لا تفاوض مع الإرهابيين ونرفض الوساطة

أردوغان: لا تفاوض مع الإرهابيين ونرفض الوساطة

أردوغان

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفض بلاده التفاوض مع المنظمات الإرهابية، والوساطة التي طرحها زعماء بلدان أخرى في هذا الإطار.

جاء ذلك تعليقًا على مستجدات عملية “نبع السلام” المستمر شرق نهر الفرات في سوريا، خلال اجتماع عقده، الأحد، في إسطنبول، مع ممثلي وسائل إعلامية.

وقال أردوغان: “هناك من يعرضون الوساطة بيننا وبين التنظيم الإرهابي، كيف أصبح هؤلاء رؤساء حكومات ودول؟ هذا ما لا يمكن فهمه”.

وأضاف: “متى رأيتم دولة ما تجلس إلى طاولة المفاوضات مع منظمة إرهابية؟”، في إشارة إلى تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي.

والخميس الماضي، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة من “الوساطة بين تركيا والأكراد (في إشارة إلى التنظيم)”.

الرئيس التركي أكّد أن أولوية بلاده كانت تنفيذ مشروع “المنطقة الآمنة” مع حلفائها الموجودين في المنطقة، وحل هذا الأمر سوية.

وأشار إلى سيطرة القوات المشاركة في العملية العسكرية على مركز مدينة “رأس العين”، و4 قرى في الوقت الحالي.

وتابع: “المهم أن تتم العملية بأقل قدر من الخسائر والآلام”.

وبيّن أن مناطق سكنية في ولايات “شانلي أورفة” و”ماردين” و”شرناق” و”غازي عنتاب”، تعرضت إلى 652 هجوما بالهاون والقذائف الصاروخية حتى الآن.

ولفت إلى استشهاد 18 من المواطنين، قسم كبير منهم أطفال، وإصابة 147 في الهجمات على المدن التركية الحدودية مع سوريا.

وأضاف: “استشهد اثنان من جنودنا و16 من أفراد الجيش الوطني السوري في منطقة العملية”.

وكشف الرئيس التركي أن عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم في إطار العملية، بلغ 490 إرهابيا، بينهم 440 قتيلا، و26 مصابا، و24 سلموا أنفسهم.

وأعلن أنه تمت السيطرة على 109 كم مربع حتى الآن خلال عملية “نبع السلام”.

واستطرد: “عمليتنا لا تستهدف الشعب السوري، ولا الأكراد هناك، بل الإرهابيين، وهذا واضح للعيان”.

وأوضح أن تركيا تحظى بالدعم الأكبر في عملية “نبع السلام” من أكراد سوريا.

وشدّد على أن تركيا لم ولن تسمح بإقامة دويلة إرهابية شمالي سوريا.

وأشاد الرئيس التركي بالانتصارات التي يحققها الجيش الوطني السوري عبر نضال بطولي وبسالة في تطهير المناطق السكنية من الإرهابيين.

وأشار إلى أن التنظيم الانفصالي عجز عن المقاومة أمام قوات “نبع السلام”، رغم 30 ألف شاحنة من الأسلحة والذخائر والآليات والمعدات التي حصل عليها من الولايات المتحدة.

وأكّد أن القوات المشاركة في العملية تضبط كميات من الأسلحة التي وصلت إلى التنظيم، وكان آخرها 400 شاحنة وصلت المنطقة الأسبوع الماضي.

وقال إنهم يحرصون خلال العملية على عدم تعريض القوات التركية والأشقاء في الجيش الوطني السوري للخطر، رغم معرفتهم بعدم قدرة الإرهابيين على المواجهة.

وأضاف: “الإرهابيون يختارون المناطق التي لم تبدأ تركيا فيها العمليات بعد لتنفيذ الهجمات، علمًا أن نصف القذائف تقريبًا سقطت على نصيبين وقيزل تبه (بولاية ماردين)”.

وبيّن أن التنظيم الإرهابي يتعمد قصف المناطق التي يوجد فيها المدنيون مثل الحدائق والمستشفيات ودور العبادة والأزقة، وذلك لدفع تركيا إلى الرد والتسبب بسقوط ضحايا بين المدنيين.

وأوضح أن الطائرات المسيرة التركية رصدت قيام الإرهابيين بشن الهجمات من داخل كنيسة في المناطق التي يحتلونها.

ولفت إلى أن تركيا لو تدخلت واستهدفت الكنيسة سيسارعون لتوجيه الاتهامات ضدها، ولذلك فإن الجيش التركي لا يريد أن يمنح الإرهابيين الفرصة للقيام بذلك.

ومضى يقول: “يحاولون إنتاج أدوات للدعاية عبر دماء الأبرياء، ولكن تركيا لم ولن تنجر وراء هذه المؤامرة”.

وأكّد أن تركيا تتمتع بالخبرة والتكنولوجيا، والأكثر من ذلك الأخلاق التي تمكنها من تحييد إرهابي واحد فقط من بين 100 مدني بدقة عالية.

أردوغان قال إن من بين المدنيين الذين استشهدوا جراء هجمات الإرهابيين، الرضيع السوري محمد البالغ من العمر 9 أشهر.

وأضاف: “تحدثت إلى والد الطفل السوري، وكان أخونا سليمان (وزير الداخلية) قد ذهب لزيارتهم، حيث أبدى صبرًا وتماسكًا يفوق كل تقدير”.

من جهة أخرى، أشار أردوغان إلى وجود 3 نقاط تثير التساؤلات فيما يتعلق بالعملية العسكرية، أولها وضع عناصر تنظيم “داعش” في سوريا عقب العملية.

وبيّن أن النقطة الثانية تتمثل في ما إذا كانت العملية تستهدف التنظيم الإرهابي أم الأكراد، والثالثة هي حسابات تركيا للمناطق التي تسيطر عليها في سوريا.

وأوضح أن تركيا هي الدول الوحيدة التي أبدت كفاحًا حقيقيًا ضد تنظيم “داعش” الدنيء الذي تحاول بعض البلدان والجهات اتهام تركيا من خلاله.

وشدّد على أن تركيا مستعدة لتولي جميع أشكال المسؤولية فيما يخص عناصر “داعش” الموجودين في سوريا حاليًا.

وأكّد أنه لولا حرص تركيا على المدنيين لكانت سحقت التنظيم الإرهابي في أيام قليلة في ساحة العمليات، ولكنها تسعى جاهدة لعدم إراقة دماء الأبرياء.

وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده اضطرت للتدخل عسكريا في سوريا لدحر التنظيمات الإرهابية عن حدودها، بسبب عدم مقدرة النظام السوري القيام بهذه المهمة في إطار اتفاقية أضنة الموقعة بين الجانبين في 1998.

وأضاف “النظام لا يستطيع الصمود أمام الإرهابيين (ي ب ك/ بي كا كا)، ولأنه لا يستطيع الصمود قمنا نحن بالدخول إلى سوريا”.

وبيّن الرئيس التركي أن عملية نبع السلام أتاحت لهم فرصة رؤية موقف كل جهة مع من تقف على الصعيد الدولي.

وقال إن “بلاده رأت وترى وسترى بلدانا فقدت وعيها لدرجة جعلتها تصف عملية تركيا المشروعة بالاحتلال”.

وشدّد أن التلويح بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا لن تثنيها عن طريقها، مؤكدا أن من يتوهمون أنه بإمكانهم ردع تركيا عبر هذه التهديدات، مخطئون.

وقال “قبل قليل تحدثت مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقلت لها بأي شيء ستوضحين لي العبارات التي يستخدمها شريككم في الحكومة وزير الخارجية؟ ألسنا نحن حليفين في الناتو؟ أم أنكم أدرجتم تنظيما إرهابيا إلى الناتو وأنا لا أعلم؟ هل يوجد هناك موقف كهذا؟ هل أنتم معنا أم مع تنظيم إرهابي؟”.

وأعرب أردوغان عن استغرابه من دعم دول غربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة تنظيمات إرهابيا بأكثر من 30 ألف شاحنة محملة بالسلاح، في الوقت الذي يجلسون فيه في العديد من المحافل الدولية لمناقشة سبل مكافحة الإرهاب والتدابير المتخذة في هذا الإطار.

وشدّد أن عملية نبع السلام ومكافحة الإرهاب تمثل مسألة مصيرية بالنسبة لتركيا. مبينا أن بلاده تحت تهديد الإرهاب منذ 35 عاما.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: