جواد الحمد
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

أزمة وباء كورونا والروح المطلوبة

جواد الحمد
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لقد اجتاح العالم وبلادنا هذا الوباء القاتل، وحول حياتنا والعالم عن كثير مما كان ملتصقا عضويا ببرنامج حياتنا واهتماماتنا واعمالنا، بل حتى في حركتنا وسكننا، وشكلت الحالة الجديدة تحولا مهما في التفكير بالمستقبل في الدنيا والآخرة، وأعادت تأسيس نظرة البشر لحقيقة الدنيا والقدرة البشرية التي تتوقف عند إرادة الله سبحانه وتعالى في تسيير الكون بكل مخلوقاته ما عظم منها وما كان مجهريا، وبذلك اطلعنا وعايشنا حقيقة قرآنية تناولها كتابنا الكريم بتوسع عندما اظهر الله عظمته وضعف المخلوقين على مر الدهور والعهود التي ساقها القران وحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم في الماضي والمستقبل. 

في ظل هذه الاجواء، وأَيم الله إن الساعات التي تمر بنا في هذه المرحلة لتحمل في طياتها قدرا ومستقبلا خيّرا لهذه الامة، في هذه اللحظات في عمر التاريخ مهما ظن اهل الارض انها طويلة او نظر اليها البعض بأنها نهاية الدنيا، فإنما هي جزء طبيعي من حياتنا التي كتب الله لنا ان نعيشها بما فيها، والتي امتحن الله قلوبنا وعقولنا في قراءتها والبحث في مستقبلها، وفتح على اقوام واغلق على آخرين وتاه في البحث فيها كثيرون . في هذه اللحظات ينبغي للانسان ان يرجع الى نفسه يقوّمها ، والى سلوكه فيهذبه، والى سجله الدنيوي فينقيه، وسجله الأخروي فيطهره، وعليه ان يحسّن العلاقة مع الخلق وفق معايير الدين والعرف.

كما عليه ان يفكر ما دوره الخلاّق المفترض، وما بصمته التي سيتركها للاجيال من بعد،  وما المشروع الذي يعمل فيه ليقيم الامة على رجليها، ولينظر في قدراته وامكاناته اللازمة ليعززها، ولينظر لصحبته التي تعينه على ذلك بلا مصلحة شخصية او انانية ولكن للصالح العام ولنفس الهم والرجاء. 

في هذه اللحظات علينا ان نتوق بشوق لساعة النهضة المرتقبة لهذه الامة العظيمة، ونتوق الى اليد الواحدة للعمل بوحدة وتكامل وتنوع وتوزع وتوسع عموديا وافقيا، ونجتهد في البناء والاعداد للحظات التاريخ القادم الحاسمة على كل الصعد. 

ان الامة اليوم برغم ما فيها من خير دفين وعظيم تعاني من الفرقة والتشتت حتى في مواجهة وباء عام كوباء فيروس كورونا، وهي تنتظر شباب الامة العظيمة في كل البلاد لتوحدها وترفع رايتها وتقودها الى العلياء والتقدم واعمار الارض وفق النهج الرباني والنبوي، كما فعل اسلافنا في عشرات القرون التي مضت، ولعمر الحق ان الامة تتطلع بلهفة وهي تعاني او تتقهقر او تقتتل او تختلف على صغائر الامور او تليّن جانبها للاعداء بل أن تلحق بهم وتستعين بهم على بعضها البعض. 

وقائع حالنا الذي ترنو عيني وعيون العاملين في الامة الى الانتقال منه لنستعيد المجد والعز والقيادة والسيادة لهذه الامة ولننقذ البشرية من الظلم، ونحمي الارض من الطغيان، ولنقيم فيها العدل وننصف المظلومين. ولا ينبغي ان تفت في عضدننا أنّات الضعفاء، ونزوات الخاضعين للاهواء ، وافكار المستسلمين للاعداء، او الخانعين بلا كرامة للواقع المفروض من الاستعمار باشكاله المختلفة، بل علينا امتشاق العزيمة من سير الفاتحين والعاملين والقادة الذين اشرقت الدنيا على ايديهم حين قام العدل وانهار الباطل وتدحرج ، ولولا ان تنكّب من بعدهم الطريق لوصل الينا الحال الذي صنعوه ، لكنها سنة الله وقدره. 

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts