أسئلة اللحظة… لماذا ظهرت سلالة جديدة من كورونا في بريطانيا؟

أسئلة اللحظة… لماذا ظهرت سلالة جديدة من كورونا في بريطانيا؟

أثار ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، معدية أكثر من السلالات الأخرى، قلقاً عالمياً، خاصة مع تضارب المعلومات المعروفة عنها، وتفيد آخر المستجدات بأنّ السلالة الجديدة وصلت إلى بريطانيا من جنوب أفريقيا، وفقاً للدكتور ندى حكيم، المتخصص في زراعة الأعضاء في “إمبريال كوليدج” ومستشفى “هامر سميث”.

ويرى حكيم، في حديث مع “العربي الجديد”، اليوم الخميس، أنّ الطفرات “تعد نعمة ونقمة في ذات الوقت”، لافتاً إلى أن قدرة السلالة الجديدة على توليد أجسام مضادة يمكنها الهروب من الاستجابة المناعية “ميزة واضحة”، لكن الطفرة تؤدي أيضًا إلى العديد من “الجسيمات المعيبة”، لأن معظم الطفرات ضارة، بحسب حكيم.

من جانبه، يقول استشاري أمراض القلب في مستشفى “رويال برومبتون” البريطانية، البروفيسور محمود بربير، لـ”العربي الجديد”، إنّ السلالة الجديدة لم تظهر فقط في بريطانيا، بل في كل مكان، لافتاً إلى أنّ الكثير من الدول لم تخصص الوقت الكافي للبحث عنها. وأشار إلى أنّ هناك دولاً بدأت تكتشف  السلالة الجديدة.

أمّا عن ظهورها أولاً في بريطانيا، فيقول بربير إنّ خبراء الأوبئة وغيرهم من المتخصصين بذلوا جهوداً جبارة، مذكّراً بأنّ بريطانيا كانت أول من أعلنت عن السلالة الجديدة.

لماذا ظهرت سلالات جديدة؟

ويقول بربير إنّ “الفيروسات تتطور بشكل عام”، مشيراً إلى أنّ “مختبر كامبريدج، وجد أن الفيروس تطوّر في شهر سبتمبر/أيلول، بعد أن تمت ملاحظة سلالة جديدة لدى عدد قليل جداً من المرضى المصابين بكورونا، لكنّهم لم يعرفوا وقتها إن كانت السلالة الجديدة أكثر شراسة”.

وطبقاً لبربير، “فإنّ هذه السلالة نادرة جداً، لكنها أصبحت أكثر انتشاراً اليوم، فهناك حوالي واحد من كل 40 شخصاً من مرضى كورونا أُصيبوا بالسلالة الجديدة من الفيروس، ذلك لأنها على ما يبدو تتمتع بمواصفات معينة منها الانتقال بسرعة”، مشدداً على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنّب الإصابة، خاصة من قبل الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

هل لا تزال لقاحات كوفيد 19 فعالة في مكافحة السلالات الجديدة من الفيروس؟

ويقول حكيم إنّه يتم تطوير اللقاحات كل عام لأن كل الفيروسات تتطور، بيد أنّ اللقاحات الموجودة حالياً لا تزال فعالة في مكافحة فيروس كورونا والسلالة الجديدة، بحسب ما يقول خبراء الأوبئة.

ويلفت إلى أنّ من المقرر أن يختبر العلماء البريطانيون والروس، ما إذا كان الجمع بين كل من لقاح “أكسفورد / أسترازينيكا” و”سبوتنيك في”، لفيروس كورونا يمكن أن يؤدي إلى حماية أفضل، ويمكن أن يأخذ الناس جرعة واحدة عوضاً عن جرعتين.

ولا يختلف جواب بربير، إذ يقول إنّ خبراء الأوبئة وعلماء الأحياء الدقيقة يقولون إنّ اللقاحات لا تزال فعّالة، أي أنها لا تزال قادرة على تقليص قدرة الفيروس وتقوية مناعة الجسم على الرغم من ظهور السلالة الجديدة.

كيف يمكن أن نوقف تطور الفيروس أو نمنع انتشاره؟

وطبقاً لحكيم، فإنه لا يمكن إيقاف تطور الفيروس، لكن من الممكن منع انتشاره،  مشيراً إلى أن هناك، على سبيل المثال، العديد من الممرضين والممرضات في المستشفيات الذين لم يصابوا بكورونا لأنهم اتخذوا الاحتياطات اللازمة على بساطتها، مثل ارتداء الكمامات الصحية المناسبة وغسل الأيدي.. إلى آخره.

إلى ذلك، يحذر حكيم من الشائعات الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الصحافة، التي تدور حول انعدام فائدة غطاء الوجه وما إلى ذلك، وينبّه إلى أن مثل هذه الأقاويل التي لا أساس لها من الصحة قد تودي بحياة الناس، “فهناك أشخاص يموتون لأنهم يصدّقون هذه الأمور التافهة أو بسبب إهمال التعليمات الهامة”.

(العربي الجديد)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: