حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

أوضاعنا انقلبت رأسًا على عقب

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

معظم الأردنيين يشعرون اليوم أن الواقع صعب وان القادم ربما يكون أسوأ، هذه هي الحقيقة التي يجب أن ينتبه اليها المسؤولون في بلادنا، وإلا فان أخشى ما أخشاه ان نقع في المحظور او ان تأخذنا المفاجآت – لا سمح الله – الى طريق مسدود.

قبل ان يتهمني احد بالتشاؤم، أرجو ان ندقق في «حالة» مجتمعنا، وان نفتح عيوننا على التحولات التي طرأت عليه في الأعوام المنصرفة، وإذا ما تعذر على بعضنا ذلك فأرجو أن يدقق في حالته هو وحالة من يحيطون به ممن يعرفهم او يسمع عنهم، وبالتأكيد سنكتشف جميعا ان أوضاعنا انقلبت رأسا على عقب، وان الحياة أصبحت أصعب مما نتصور، فدخولنا تآكلت، واحباطاتنا زادت، وإحساسنا بالمظلومية تحول الى كابوس، ونظرتنا للمستقبل أصبحت للأسف سوداء.

لم نسأل أنفسنا : كم بيننا من الشباب العاطلين عن العمل، وكم بيننا من الفقراء والجائعين، وكم عدد الموظفين والعمال الذين قررت مؤسساتهم ومصانعهم طردهم من وظائفهم، وكم عدد الشركات والمصانع التي أغلقت أبوابها بسبب الإفلاس قبل وبعد «كورونا»، وكم عدد الذين انتحروا او حاولوا الانتحار في هذا العام، وكم نسبة ارتفاع الجرائم وما هي أنواعها، وكم عدد الذين يعانون من اضطرابات نفسية، ولماذا تصاعدت حالة القسوة في مجتمعنا، ولماذا انفجرت ظواهر العنف « البشع» مجددا في مجتمعنا، وكم عدد الذين هاجروا الى بلادنا ومنها، وأين يقيمون وماذا يفعلون، لم نسأل أنفسنا : لماذا حدث ذلك، ولا كيف تعاملنا معه، ولا ماذا يمكن ان نفعل لمواجهته.

هذه عينة فقط من الأسئلة البسيطة التي تضيء لنا جانبا من الصورة المسكوت عنها، لكن حين ندقق أكثر سنكتشف «3» مسائل : الأولى ان مجتمعنا تعرض لانفجارات صامتة شملت معظم قطاعاته، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية ..الخ، والثانية ان هذه الانفجارات التي اصطلحنا على تسميتها ب «الأزمات « مرت دون ان ننتبه اليها كما يجب، ناهيك عن ان نواجهها بالشكل المطلوب، اما المسألة الثالثة فهي ان عيوننا ظلت مفتوحة على الخارج، بما يحفل به من أزمات وصراعات ومخاطر فيما بقيت أوضاع الداخل وأخطاره مهملة وغائبة او مغيبة عن اهتماماتنا ومعالجاتنا أيضا.

اعرف ان ظروفنا الاقتصادية صعبة، ولكن لماذا نصر مثلا على انتزاع العدالة واستدعاء الظلم فيما نتخذه من إجراءات او نصدره من مقررات، واعني تحديدا قطع أرزاق الناس وتجويعهم، فمتى كانت مؤسساتنا لا تعاني من البطالة المقنعة، او من الموظفين الزائدين عن الحاجة، ومتى كان الحل هو الاستغناء عن خدمات العاملين والموظفين وإلقائهم في الشارع، الم نجرب في أعوام « المسغبة « احتواء هؤلاء والاستجابة لمطالبهم العادلة حتى على حساب ارتفاع المديونية والعجز، فلماذا نتعمد اليوم التضحية بهم .

لاننا نحب بلدنا ونخاف عليه، نقول لمن تعمد الإساءة اليه، او لمن يغمض عيونه عن رؤية أوجاعه ومعاناة الناس فيه، او لمن لا يراه الا من ثقب مصالحه الشخصية : اتق الله في هذا الوطن.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts