احتفالات في طرابلس وقوات الوفاق تحاصر ترهونة.. أردوغان يتعهد بزيادة الدعم والسراج يؤكد استمرار المعركة ضد حفتر

احتفالات في طرابلس وقوات الوفاق تحاصر ترهونة.. أردوغان يتعهد بزيادة الدعم والسراج يؤكد استمرار المعركة ضد حفتر

خرجت جموع غفيرة من سكان العاصمة الليبية مساء أمس الخميس إلى الشوارع، للاحتفال بسيطرة قوات حكومة الوفاق على كامل الحدود الإدارية لطرابلس. وقد أعلنت قوات الوفاق أنها توغلت داخل الحدود الإدارية لمدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس تمهيدا لاستعادة السيطرة عليها.

وخلال لقائه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج في القصر الجمهوري بأنقرة، تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة دعم حكومة الوفاق، بينما أكد السراج أن المعركة ضد اللواء المتقاعد خليفة حفتر مستمرة لدحر العدوان وبسط سيطرة الدولة على ربوع الوطن، بحسب تعبيره.

وجابت مسيرات الليبيين شوارع طرابلس والتقت لاحقا في ساحة الشهداء وسط المدينة للاحتفال، فيما أطلق سائقو السيارات أبواق التنبيه فرحا بانتهاء القتال في العاصمة الليبية وبدء عودة النازحين إلى منازلهم.

ونشر بعض النازحين صورا ومقاطع تظهر منازلهم التي طالها الدمار، بينما قام ناشطون بتفعيل مواقع تواصل خاصة بمساعدة النازحين في ترميم منازلهم المتضررة التي كانت مسرحا للعمليات العسكرية.

وتمكنت قوات حكومة الوفاق من فرض سيطرتها على كامل مدينة طرابلس، إثر طرد مقاتلي حفتر من حدود العاصمة بعد نحو 14 شهرا من هجوم قوات حفتر في 4 أبريل/نيسان من العام الماضي، وأسفرت العمليات العسكرية عن مقتل 162 مدنيا وجرح أكثر من 500 وتهجير 300 ألف شخص من منازلهم.

في المقابل أعلن أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر -في كلمة مسجلة- إعادة تمركز قواته خارج طرابلس، شرط التزام حكومة الوفاق الوطني بوقف إطلاق النار.

وقال المسماري إن قيادة قوات حفتر وافقت على استئناف المشاركة في لجنة وقف إطلاق النار (5 + 5) برعاية البعثة الأممية في ليبيا، استجابة لدعوات دولية ودعما للحل السياسي. ولوّح المسماري باستئناف العمليات العسكرية وتعليق المشاركة في اللجنة، إذا لم تلتزم حكومة الوفاق بوقف إطلاق النار.

حصار ترهونة

في غضون ذلك، قالت قوات الوفاق إنها توغلت داخل الحدود الإدارية لمدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس، باعتبارها المعقل الأخير لحفتر في المنطقة الغربية من ليبيا.

وفي السياق، قال مصطفى المجعي المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق إن قواته سيطرت على مهبط للطيران العمودي في ضواحي ترهونة، كانت تستخدمه مليشيا حفتر لقصف الأحياء السكنية.

ونقلت وكالة الأناضول عن المتحدث قوله إن قوات حكومة الوفاق تحاصر ترهونة، مشيرا إلى أن أغلب مليشيا حفتر غادرت المدينة باتجاه الجنوب، وأن ترهونة تشهد حالة نزوح كبيرة للعائلات، ويُسمع من حين إلى آخر أصوات إطلاق نار داخلها، وسط حالة من الإرباك.

وإزاء هذه التطورات، أعلنت حكومة الوفاق الخميس تشكيل مجلس تسيير لمدينة ترهونة برئاسة محمد علي محمد أحمد وخمسة أعضاء، مع تقدم قوات الوفاق نحو المدينة تمهيدا للسيطرة عليها.

وفي السياق دعا رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طرابلس حمودة سيالة، أعضاء برلمان المجلس في طبرق للالتحاق والانضمام إلى مجلس النواب في العاصمة الليبية، لممارسة مهامهم وتحمل مسؤولياتهم.

لقاء أردوغان والسراج

وفي أنقرة، التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج أمس الخميس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقد أكد الرئيس التركي أن بلاده ستواصل دعم حكومة الوفاق الوطني وكل المبادرات الدولية لتحقيق السلام في ليبيا، وأشار إلى ضرورة البدء في مرحلة سياسية جديدة في ليبيا ترعاها الأمم المتحدة والجهات الضامنة.

ووصف أردوغان اللواء المتقاعد حفتر بالانقلابي الذي “أظهر وجهه الحقيقي بهجماته.. وهناك دول وحكومات تدعم حفتر أقول لهم: لا يمكننا دعم شخصية حاولت هدم اللحمة الليبية، هذا الشخص هو من مزق النسيج الليبي”.

كما أشاد الرئيس التركي بما قامت به حكومة السراج في سبيل خدمة المجتمع الليبي، وأكد استعداده للتعاون معها في مجالي التجارة والاقتصاد، مناشدا المجتمع الدولي دعم الحكومة الشرعية ووقف بيع الانقلابيين للنفط الليبي.

من جانبه، قال السراج إن المعركة ضد حفتر مستمرة لدحر العدوان وبسط سيطرة الدولة على ربوع الوطن، بحسب تعبيره. وجدد -خلال مؤتمر صحفي مع أردوغان في أنقرة- رفضه التفاوض مع حفتر الذي وصفه بالانقلابي، وتوعد بمحاسبة كل من ساهم في قتل الليبيين.

وخاطب رئيس حكومة الوفاق الدول التي تدعم حفتر قائلا “خسرتم على أسوار طرابلس.. كفوا أيدكم عنا”،

وأضاف مخاطبا أردوغان أن “ليبيا تمتلك مقومات النهضة، ولدينا فرصة للتعاون المثمر، ونتطلع إلى التعاون معكم وعودة الشركات والاستثمارات التركية إلى ليبيا”.

من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى الليبي خالد المشري إن هجوم حفتر على طرابلس كان مؤامرة دعمته فيها مصر والإمارات والسعودية وفرنسا، ومرتزقة من السودان وتشاد وروسيا.

وشدد المشري أن ليبيا سيكون لها وقفة وأنها سترفع دعاوى دولية على تلك الدول، للتعويض عن الأضرار التي لحقت بالبلاد بسبب ذلك الدعم. كما أكد المشري أن ما وصفه بانتصار العاصمة هو مقدمة لتحرير كامل التراب الليبي، وتعهد بمساعدة النازحين من كل مدن ليبيا شرقا وجنوبا للعودة إلى منازلهم.

الموقف الأميركي

وفي تطور متصل، قال السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند إنّ موقف الولايات المتحدة مما يجري في ليبيا هو أنه يجب أن يتوقف النزاع هناك، مشيرا إلى أنّ بلاده ستستخدم نفوذها لتقديم المساعدة.

واعتبر نورلاند أنّ رسالة بلاده للأطراف الليبية هي أن يستغلوا ما وصفها بالنافذة المفتوحة، وأن ينخرطوا في المفاوضات بحسن نية. وأضاف أنّه بعد التوصل إلى اتفاق سياسي يجب على الليبيين تحديد مصير القوات الأجنبية على أراضيهم، وشدد على أنّ على جميع المرتزقة مغادرة ليبيا والحد من التصعيد وتركها لليبيين.

وأشار نورلاند إلى أنّ لدى روسيا مصالح مشروعة في ليبيا والمنطقة، وما تريده الولايات المتحدة هو أن تسعى روسيا وراء مصالحها بطرق مشروعة وليس عبر مرتزقة، ولفت إلى أنّ التدخل التركي في ليبيا جاء في الأساس كرد فعل على تدخل مرتزقة فاغنر الروسية.

الجزيرة + وكالات

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: