اكتشاف جديد.. الجمبري يمكن أن ينمو في أسخن صحراوات العالم

اكتشاف جديد.. الجمبري يمكن أن ينمو في أسخن صحراوات العالم

صحراء لوط في إيران

عندما تهطل الأمطار في صحراء لوط الإيرانية، تخرج من الأرض قشريات صغيرة تكون مقلوبة رأسا على عقب.

في تقريرها الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية، قالت الكاتبة صابرينا إمبلر إن رمال صحراء لوط (Dasht-e Lut Desert) الإيرانية تنبض بالحياة في فصل الربيع.

قشريات عديمات الدرقة

يشرب البيض الجاف الصغير المدفون في حبيبات الرمل الماء، ويبدأ في عملية التفقيس. وفي الواقع، من الممكن أن يكون بعضها مدفونا في الكثبان الرملية منذ عقود، وعندما تهطل الأمطار، يتحول البيض إلى قشريات ريشية صغيرة تسمى عديمات الدرقة (fairy shrimp)، وتسبح هذه القشريات لمدة شهر أو شهرين رأسا على عقب في بحيراتها العابرة، لتضع بيضها قبل أن تموت أو تجف البحيرة.

وذكرت الكاتبة أن عديمات الدرقة تعيش في فترات قصيرة في البرك الموسمية في جميع أنحاء العالم، بداية من السهول في منغوليا وصولا إلى الغابات في لونغ آيلاند. وتعد صحراء لوط، التي يُطلق عليها غالبا المكان الأكثر سخونة في العالم، آخر مكان يعثر فيه المرء على الماء، حتى في مواسم معينة.

في عام 2005، سجل القمر الصناعي “أكوا” التابع لوكالة ناسا (NASA’s Aqua satellite) درجة حرارة أرضية بلغت 159.3 درجة فهرنهايت (70.72 درجة مئوية). لهذا السبب، لم يُعتبر وجود الجمبري في صحراء لوط، أمرا خارجا عن المألوف تماما.

جمبري صحراء لوط

في هذا الصدد، قال ميغيل ألونسو، عالم الأحياء بجامعة برشلونة (University of Barcelona) الذي لم يشارك في البحث “لست مندهشا من وجود عديمات الدرقة في أي مكان، يمكن أن تظهر هذه القشريات في أي مكان”.

وكان حسين رجائي، عالم الحشرات في متحف شتوتغارت الحكومي للتاريخ الطبيعي (Stuttgart State Museum of Natural History) في ألمانيا، أول من تقصّى عن الجمبري.

وزار رجائي صحراء لوط في مارس/آذار عام 2017 للمرة الثانية، ضمن رحلة استكشافية لمراقبة الحشرات التي تعيش هناك.

مع ارتفاع الشمس وتوهّجها، وجدت البعثة بحيرة تلمع في وسط الصحراء مثل الواحة. لم يشهد الدكتور رجائي بحيرة بهذا الحجم من قبل في صحراء لوط، على الرغم من هطول سيول من الأمطار الغزيرة لأول مرة بعد مرور عقد من الجفاف.

بينما كان الدكتور رجائي يخوض في بركة ضحلة، شاهد مخلوقات بيضاء ناصعة البياض تسبح حول ساقيه، تاركة وراءها فقاعات صغيرة، وقد انضم كل من عالم الزواحف، هادي فهيمي وألكساندر رودوف إلى الدكتور رجائي لجمع الحيوانات بواسطة شبكة مخصصة لصيد الحشرات.

كانت بعض العينات الأنثوية التي جمعها رجائي تحتوي على بيض قزحي الألوان ولون الزمرد يتلألأ في بطونها وهي تسبح رأسا على عقب.

وصرح رجائي أن الباحثين جمعوا الجمبري من بحيرة واحدة فقط، ولا سيما أن البحيرات الأخرى كانت شبه جافة ومغمورة بالطين مما يجعل اكتشافهم بمثابة أمر خطير.

تخليدا لذكرى فهيمي

عندما قارن الدكتور مارتن شوينتنر -المؤلف الرئيس والباحث في متحف التاريخ الطبيعي في فيينا (Natural History of Museum of Vienna) والذي يدرس القشريات المماثلة في أستراليا- علم الوراثة ومورفولوجيا الجمبري بالأنواع الأربعة المعروفة في جنس “فالوكريبتاس” (Phallocryptus)، توصل إلى أن هذا الجمبري هو بمثابة نوع خامس جديد.

ووفقا للدكتور ألونسو، لم يميز الباحثون بشكل قاطع بين مورفولوجيا الأنواع الجديدة وأنواع (Phallocryptus tserensodnomi) الموجودة في منغوليا، و”بي. سبينوزا” (P. spinosa) الموجود في أماكن أخرى في إيران. وأوضح الدكتور شوينتنر أن الاختلاف الجيني بين “بي. سبينوزا” و”بي. فهيمي” يؤكد أنه كان نوعا مختلفا.

أطلق الباحثون على الجمبري اسم “بي. فهيمي” (P. fahimii) نسبة للدكتور فهيمي، عالم الزواحف في البعثة الذي توفي في حادث تحطم طائرة في إيران بعد عام من رحلته إلى لوط.

لقد تبخرت البحيرة التي سبح فيها الجمبري “بي. فهيمي”، والتي كانت في يوم من الأيام بحجم حوضي سباحة، ولا يمكن لأحد أن يتأكد متى ستمتلئ مرة أخرى. ويبقى البيض في الرمال إلى حين عودة المياه مرة أخرى.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: