“الأقصى”.. عنوان المواجهة بين “فلسطينيي 48” والاحتلال

“الأقصى”.. عنوان المواجهة بين “فلسطينيي 48” والاحتلال

يرى الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948، أن علاقتهم بالأقصى تنبع من أصل عقائدي؛ حيث أن قدسية المسجد وأهميته لدى المسلمين في كل العالم تتربع على عرش الأسباب التي تجعلهم يتعلقون به.

وفي ظل استمرار الاحتلال والمستوطنين في محاولة انتهاك حرمة الأقصى؛ يعتبر “فلسطينيو ٤٨” أن واجبهم الأول هو النفير والتواجد فيه باستمرار كونهم من يستطيعون الوصول إليه من الفلسطينيين، حيث تمنع سلطات الاحتلال أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من دخول القدس المحتلة إلا بتصريح أمني الذي من غير السهل الحصول عليه.

محاولات الصهر

الشيخ طاهر جبارين نائب رئيس بلدية أم الفحم قال لـ “عربي٢١” إن الاحتلال يعاني معاناة شديدة من صمود أهل الداخل وعدم انصهارهم في المجتمع الإسرائيلي؛ من خلال الخطة الخمسية والخطة العشرية التي وضعها لهذا الهدف.

وأوضح أن المسلمين بالدرجة الأولى ما زالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم قدر الإمكان في الداخل المحتل وعلى تواصلهم مع محيطهم العربي والإسلامي من خلال التواصل الاجتماعي والمصاهرة؛ ما شدهم لعروبتهم وعقيدتهم، وأن حرصهم على هذا حماهم وحفظهم من الذوبان في المجتمع الإسرائيلي.

وأشار إلى أن كل ما يحدث في الوسط العربي ليس من قبيل الصدفة؛ إنما هي خطط مدروسة لتفريغ الإنسان العربي من كل ذرة عزة وكرامة وانتماء لوسطه ومحيطه؛ وأن التفاف الناس حول قيادتهم المخلصة التي تنادي بالدفاع عن الأقصى هو أكبر دليل أن هذه الخطط قد فشلت، حسب تعبيره.

وأكد أن ارتياد المسجد والشعور بالمسؤولية نحو المسجد الأقصى لديهم دليل أنهم يلتفون حوله وأنه القضية المصيرية التي يشعرون أن الله أناطها بأعناقهم بالدرجة الأولى؛ لأنهم يشعرون أنهم في خط الدفاع الأول أمام محاولات تهويده وتقسيمه.

وأضاف:” ما يحدث ليس صدفة بل هو جزء من الثمن الذي يجب أن يدفعه كل إنسان حر؛ لكن لا شك أننا عرفنا طريقنا وسنمضي حتى نهايته للحفاظ على الأقصى”.

وأوضح جبارين أن المسلم الفلسطيني علاقته بمدينة القدس تاريخية وتصاعدية لأن الوعي ارتفع من خلال نسبة التعليم وشبكات التواصل الاجتماعي التي زادت من تمسك الناس وحبها له وتعرفها على قيمة الأقصى.

وقال إن الاحتلال لا يؤيد ذلك بل يستفرد بالأقصى ويريده خاويا وحيدا مهجورا حتى يضع الخطط بكل سهولة وراحة وينفذها على أرض الواقع؛ وأنه حين يكون مليئا بالرواد والمرابطين والمحبين يصعب عليه ذلك لأن الأقصى هو محط أنظار العالم.

وتابع:” لم تنجح كل المحاولات للتضييق منذ عام ١٩٤٨ كي تحد من العلاقة والتواصل مع القدس والمحيط الفلسطيني التي قام بها الاحتلال لسلخنا عن وسطنا ومحيطنا العربي والفلسطيني والإسلامي؛ وكل التضييقات هي قشور أمام التصميم والإرادة والعزم؛ والناس لا مفر لهم فهذا قدرهم أن يكونوا مرابطين فلسطينيين مسلمين في خط الدفاع الأول عن الأقصى”.

وأكد أن أي قوة على الأرض لن تستطيع أن تثني فلسطينيي الداخل عن تواصلهم مع محيطهم العربي والإسلامي، وأنهم مصممون أنهم لن يتخلوا عن تراثهم وهويتهم.

حكاية مادلين مع الأقصى

وتحرص الفتاة مادلين عيسى (٢٩ عاما) على التوجه إلى المسجد الأقصى المبارك منذ أن كانت في العاشرة من عمرها؛ فلم تمنعها بعد المسافة بين القدس ومدينتها كفر قاسم في الداخل الفلسطيني المحتل عام ١٩٤٨؛ عن الصلاة في المسجد باستمرار.

وبدأت حكاية عيسى مع الأقصى كما المئات من أهالي الداخل المحتل الذين توجهوا للمسجد مع عائلاتهم وهم صغار فتعلقوا به وأحبوا فكرة التواجد فيه دائما رغم المسافات الطويلة، لتصبح الفتاة الآن مسؤولة عن تسيير حافلات الأهالي من المدن المحتلة إلى القدس.

واجب ديني

وتقول عيسى لـ عربي٢١ إن الاحتلال يواصل استهداف كل من يتعلق ويتواجد في المسجد الأقصى؛ ويركز حملته على أهالي الداخل بسبب الثقل الكبير لهم فيه وتواجدهم فيه في مختلف الأوقات.

وأوضحت أن الاحتلال لا يترك أهل الأقصى أبدا؛ سواء كانوا من أهل القدس أو الداخل الفلسطيني، ويقوم بتدفيعهم ثمن تعلقهم ونشاطاتهم في الأقصى ونصرته.

وأشارت إلى أن أهالي الداخل ممن لهم تأثير قوي وكبير في نصرة الأقصى يتعرضون لاعتداءات كثيرة من الاحتلال؛ حيث يقوم باعتقالهم وملاحقتهم وإبعادهم عن المسجد واقتحام منازلهم دون أي سبب وتخريبها، كما تقوم مخابرات الاحتلال بتهديدهم بشكل مباشر.

وتابعت:” لكن الحمد لله وبفضل الله وجود الأقصى وتعلق اهل الداخل الفلسطيني فيه وحبهم لخدمته ونصرته أقوى من كل التضييقات والتهديدات التي يقوم بها المحتل؛ ولا يثنينا شيء عن خدمة أقصانا ومساندة أهلنا المقدسيين والوقوف معهم لدعم صمودهم وثباتهم في القدس”.

وأكدت أن علاقة الفلسطينيين في المسجد الأقصى هي واجب ديني ووطني؛ وأنه كلما زاد الوعي لدى الفلسطينيين لخطورة وجود الاحتلال في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك خاصة، يزداد الاحتلال استهدافهم وممارسة التعذيب والتشديد عليهم.

ومن ضمن التضييقات التي يفرضها الاحتلال لمنع وصول أهالي الداخل المحتل إلى الأقصى؛ وضع حواجز وعرقلة الحافلات التي تصل إلى مدينة القدس من هناك؛ عدا عن التهديدات لكل رواد المسجد الذين يحافظون على تواجدهم الدائم فيه.

وأشارت عيسى إلى أن التشديدات تزداد عندما تكون هناك أحداث كبيرة وخطيرة في القدس المحتلة مثل أحداث البوابات الإلكترونية وحملة الفجر العظيم؛ وأيضا في مواسم الأعياد اليهودية على مدار العام لإتاحة الفرصة وتوفير الراحة والأمان لجماعات المستوطنين واقتحامهم المسجد الأقصى بالآلاف.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: