الأمراض الجنسية عقوبة إلهية

الأمراض الجنسية عقوبة إلهية

الدكتور عبدالحميد القضاة رحمه الله

لقراءة الكتاب : https://bit.ly/3fdnQoZ

” أول ما عرف من الأمراض الجنسية مرض السيلان، ثم تتالت وتنوعت حتى تجاوزت خمسة عشر مرضاً جنسياً، وهي تقف بمجموعها من الإنسان موقفاً يستدعي النظر، حيث تنحى منه منحىً عكسياً بالمقارنة مع الأمراض الجرثومية الأخرى (غير الجنسية)، ففي الوقت الذي تتناقص فيه الثانية تزداد الأولى تعدداً وتنوعاً وانتشاراً.

فبعد أن قطعت الإجراءات الوقائية والعلاجية شوطاً كبيراً، اختفت معه بعض الأمراض المعدية إلى غير رجعة، وتناقص البعض الآخر إلى درجة كبيرة، أصبحت الأمراض الجنسية مشكلة المشكلات، حتى حيرت الخاصة قبل العامة والأطباء قبل المرضى، ذلك لأنها تمردت على الطب ومنجزاته، والأصول الطبية المتعارف عليها في منع انتشار الأمراض فانتشرت بسرعة فائقة مستفيدة من عصر السرعة، والفراغ الروحي الذي يعيشه الإنسان، ممتطية حضارته المادية بكل مظاهرها، لا بل ممتطية الإنسان نفسه، لأنه وسطها والناقل الوحيد لها، حتى عمَّت الكرة الأرضية بدءاً بالولايات الأمريكية ومروراً بأوروبا وانتهاء بالاتحاد السوفياتي.

والأمراض الجنسية مثلما أنها تتناسب عكسياً مع الأمراض المعدية غير الجنسية فإنها أيضاً تتناسب طردياً مع التقدم المادي والتحلل الخلقي الذي تعيشه بعض المجتمعات، حيث انتشر فيها الزنا، واللواط، والسحاق، و دور البغاء، ونوادي العراة، والإدمان على الخمر والمخدرات، والاغتصاب، والانتحار.

وهذه الأمراض في تصاعد مستمر رغم الجهود الصحية الهائلة التي تبذل على المستويين المحلي والدولي للحد من انتشارها فلم تنفع معها بلايين الدولارات التي تنفقها الدول، حتى أن منظمة الصحة العالمية لم تتردد في الإعلان أنها تواجه مشكلة صحية عالمية يتفاقم خطرها يوماً بعد يوم، تتمثل في الأمراض الجنسية التي قفزت إلى رأس قائمة الأمراض المعدية، حيث زادت الإصابات على الخمسمائة مليون إصابة في العام الواحد، وهذا الرقم لا شك أنه صفعة كبيرة ليس في وجه السلطات الصحية فحسب، بل وفي وجه علماء الاجتماع، وأصحاب النظريات الوضعية، وفي وجه البشرية التي قبلت أمثال فرويد وغيره من الصهاينة يشرعون لها، وتترك قانون السماء، لتعيش اليوم معاناة مثل هذه التشريعات.

هذه المشكلة الجديدة التي فرضت نفسها على العالم رغم الرؤوس النووية والأقمار الصناعية والحضارة المادية التي يتفيَّأُ ظلالها إنسان القرن العشرين، هددت مصير الإنسان وأفسدت عليه عيشه، وأصابته في الصميم ونكبته في زهرة شبابه. فهي مشكلة مخيفة تعكس آثارها وأبعادها على الفرد والدولة، على الفرد بآثارها الجسمية المادية والنفسية، وعلى الدولة بأبعادها الاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية.

وهذا الكتاب عرض موجز للأمراض الجنسية المعدية، وكيف أنها عقوبة إلهية قتلت وتقتل وتعذب عشرات بل مئات الملايين في الماضي والحاضر وهم في ازدياد رغم كل الجهود.

إنه عرض موجز لهذه الأمراض ونشأتها ومضاعفاتها وأبعادها وملخص لأهم النتائج التي توصل إليها الأطباء في هذا المجال والاقتراحات والحلول التي قدموها، ثم الحل الذي نقدمه ألا وهو الإسلام إذ أنه وحده الكفيل بتصحيح مسيرة البشرية وردها إلى جادة الصواب وحل جميع مشكلاتها  ومن ضمنها مشكلة الجنس وأمراضه المعدية بلا كلفة مادية.

وبعــــد….

فجل ما أرجوه أن يفهم جيلنا الصاعد هذا الكتاب فيدرك حجم المشكلة فلا يقترب من النار، وأن يعي المربون في ديارنا ومؤسساتنا هذه الصيحة التي تجاهلها الشرق والغرب ويعيش الإنسان حمأتها ويقاسي آلامها وإن بدا معافى صحيح البنية.

فإن استطاع جيلنا قراءة هذا الكتاب، وإن استطاع مربونا قيادة هذا الجيل إلى شاطئ الأمان، فقد أدوا الأمانة وإلاّ فلّله الأمر من قبل ومن بعد. “

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: