الاستمرار بالحظر.. كيف تحول الملف من صحي إلى سياسي؟

الاستمرار بالحظر.. كيف تحول الملف من صحي إلى سياسي؟

دوريات الأمن خلال الحظر

عمان – البوصلة

لم تعد المعادلة تروق للمواطن الأردني، فالصحة قبل الاقتصاد كانت مقبولة في بدايات الوباء، أما في الوقت الحالي وبعد انتشاره وإيجاد الدول لطرق مختلفة في التعامل معه، دخلت الكثير من المتغيرات إلى المعادلة ولكن الحكومة ما زالت تلعب وكأنها في الافتتاحية.

كل القطاعات بلا استثناء تشتكي آثار الوباء عليها، التي تعمل منها والمغلقة، فالجميع متأثر والسيولة الاقتصادية في أدنى مراحلها والقوة الشرائية للمواطن ستحتاج الكثير من الوقت والإجراءات لتبدأ بالتعافي.

وكانت تصريحات نقابة تجار الألبسة غاية في الصدمة حين قالت إن مبيعاتها في هذا الموسم صفرية وأن الكثير من المحال قد تضطر إلى الإغلاق.

حظر سياسي

وبالرغم من قناعة الكثير من المواطنين بأن الحظر ليس مجديا وليس منطقيا، فإن الحكومة استثمرت بقوانين الدفاع وقاومت كل رأي مختلف، حتى من الخبراء الصحيين أنفسهم.

وليست استقالة وزير الصحة الأسبق سعد الخرابشة من لجنة الأوبئة إلا قمة جبل الجليد، فنص الاستقالة كان واضحا بأنه وزملاءه وجدوا في دراسة لهم أن حظر الجمعة لا أثر له، وأن القرار أصبح سياسيا أكثر منه صحيا وهو ما دفعه للاستقالة.

لتتبع استقالته إعادة وزير الصحة فارس الهواري تشكيل لجنة الأوبئة واستثناء الدكتور عزمي محافظة منها وهو الخبير في علم الفيروسات، ولا يبدو هذا الاستثناء إلا بهدف كتم صوته المعارض لكثير من الإجراءات الممهورة بأنها ضرورة صحية لمواجهة الوباء.

كل هذا يرفع للسطح أمام المواطنين تساؤلات جمة حول الاستمرار في الحظر وهل هو قرار صحي أم سياسي، فأي متتبع يجد أن الحكومة استخدمت الطوارئ الصحية لإغلاق ملف نقابة المعلمين وحراك 24 آذار، ومحاسبة الجميع بمزاجية عالية، إضافة إلى فشل ضخم في إدارة الملف الصحي تمثل أخيرا بحادثة مستشفى السلط الأليمة.

توجيهات ملكية

وجاءت التوجيهات من الملك عبدالله الثاني مؤخرا بالموازنة بين الحاجة الصحية والاقتصادية والسعي لتخفيف إجراءات الحظر الشامل، وهو ما جعل وزير الدولة لشؤون الإعلام صخر دودين يخرج على الأردنيين ليبشرهم بأن العشرة الأخيرة من رمضان ستكون مختلفة.

إلا أنه وفي الوقت ذاته كانت النقاط الأمنية تزداد كثافة في ساعات الليل لمزيد من التدقيق على التصاريح لمن يملكون استثناء من الحظر الليلي أو الشامل.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: