الجندي المجهول

الجندي المجهول

بكتيريا الجندي المجهول

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 64

الدكتور عبدالحميد القضاة

الجندي المجهول

  • كلما تدرجنا نزولا في السُلّم البيولوجي للمخلوقات الأصغر، تتعمق الصورة الجادة في القيام بالواجب، حتى إذا وصلنا عالم الميكروبات وجدنا الصورة الأمثل .
  • الوظيفة الرئيسية للميكروبات على اختلاف أنواعها، هي تحليل المواد إلى مكوناتها الأساسية، فقد قدمت الميكروبات خدمة للبشرية بأن حَلّلت المواد العضوية، وحولتها إلى بترول وغازات في باطن الأرض، وستبقى هذه الخدمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
  • هذه الخدمة العظيمة الهامة التي جرت دون توقف على مدار الزمان والمكان، لم يعرف عنها الإنسان إلاّ متأخرا، ولم يُعرف أبطالها إلاّ حديثا، فالميكروبات بأنواعها المختلفة، هي اللاعب الرئيسي والفاعل الحقيقي في هذه العملية المهمة، بل هي الجندي المجهول.!
  • عرف علماء الجراثيم آلاف الأنواع من الميكروبات في التربة، فهي المستودع الرئيسي للبكتيريا والفطريات والخمائر والفيروسات، ولكل نوع منها دور، وأدوارها  تكاملية، يتدخل الواحد في الوقت المناسب، ليفعل فعله بالمادة التي يقدر عليها، فيحولها إلى مُخرَجٍ آخر، ليأتي دور ميكروب آخر، حتى تكتمل الدورة.
  • لا زالت هذه الجيوش الجرارة من الميكروبات في خدمة الإنسان، وهي طوع إرادته، فأصبح بفضل ما أعطاه الله من علم، يوجه الميكروبات لخدمات جديدة. فهي تنتج لـه صناعيا بتقنيات معينة ما يعجز الجسم البشري عن صناعته.
  • أما دور هذه الميكروبات في خدمة الإنسان، من خلال الصناعات المختلفة ، فحدّث عنها ولا حرج، فالدور كبيرٌ جدا، وفائدة الإنسان من ذلك عظيمة،والميكروبات هي جُنديه المجهول.

                                  معركةُ العَلمين

  • أستاذي عالم الجراثيم الانجليزي “البرفيسور باترك كولارد” عام 1982م، فجّر قُنبلة حول ما حدث في معركة العلمين عام 1942م، حيث ذكر أن سبب هزيمة رومل ليست شجاعة القائد الإنجليزي”مونتقمري”!، لكن لسوء حظ رومل أُصيب جيشه بجرثومة الدزنتاريا؛ ربما من خلال طعام ملوث، هذه الجرثومة لا تقتل، ولكنها تُنهك الجسم وتتعبه وتُفقده الكثير من السوائل مع الشعور بالإعياء والفتور والإرهاق وإلتزام بيت الخلاء”المرحاض” للتخلص مما في البطن على دفعات كثيرة ولكنها متتالية، وطيلة أيام المعركة، ولك أن تتصور أداء جيشه والحالة هذه في منطقة شبه صحراوية، قليلة الخدمات الطبية وهو فاقد لمعظم قدراته الجسمية، ولا يقوى على حمل سلاحه؛ فمال ميزان القوة تدريجياً لصالح “مونتقمري” وجيشه وحُسمت النتيجة

ودخل التاريخ، فحصد النصر والثناء والشهرة حتى يومنا هذا، بفضل جرثومة الدزنتاريا!!.    فمصائبُ قوم عند قومٍ فوائدُ.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: