الحوارات: الحكومة تستميت بلعبة الأرقام لإثبات صحة حظر الجمعة والأردنيون يدفعون الثمن

الحوارات: الحكومة تستميت بلعبة الأرقام لإثبات صحة حظر الجمعة والأردنيون يدفعون الثمن

عمان – البوصلة

عبّر الطبيب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات عن أسفه لاستماتة الحكومة في إثبات وجهة نظرها بصحة حظر الجمعة ودوره المزعوم في حصر أعداد الإصابات بكورونا وخفض منحنى الانتشار للوباء، حتى لو اضطرت لاستخدام “مزاجية الأرقام” ولعبتها المخادعة.

وقال الحوارات إن تصريحات الحكومة المتناقضة ما بين وزير الصحة ولجنة الأوبئة أصابت المجتمع بالانفصام، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن المجتمع الأردني هو الذي يدفع ثمن “اللعبة الحكومية” فقرًا وبطالة وقهرًا، فيما تتراجع الثقة بشكل كبير بمؤسسات الدولة في مئويتها الثانية.

وأكد الحوارات أن الأراء حول حظر يوم الجمعة انقسمت، فالبعض يرى ان هذا اليوم اعطى نتائج ممتازة على مستوى تقليل الحالات وأخرين رأوا عكس ذلك فحظر هذا اليوم لم يقدم أو يؤخر في المنحنى الوبائي.

وأضاف، يبدو أن ميل كل طرف لمحاولة إثبات وجهة نظرة ساق الطرف الحكومي بالذات الى محاولة مستميتة لإثبات صحة ما تقوم به وإن كان على حساب الحقيقة العلمية ، فمعلوم أن لعبة الارقام مخادِعة ويمكن إستخدامها في مساقات متعددة وفق عملية نمذجة معقدة يدرك مُدخل البيانات ماهي النتائج المتوخاه.

واستدرك بالقول: من هنا فالتجارب العلمية التي لا تُستقى من الممارسة العملية عَلى أرض الواقع تفتقر الى الصدقية المطلوبة لبناء موقف سياسي او اقتصادي عليها فإذا كانت الحكومة ترغب في إثبات وجهة نظرها في مجال الغلق فليس ابسط من ان تتكلف مجموعة من خبراء الأوبئة والاحصاء ليقدموا دراسة علمية مبنية على قراءة للواقع.

وأوضح الحوارات أننا  لا يجب ان نذهب بعيداً فلدينا لجنة الأوبئة التي صرح العديد من اعضائها وأذكر هنا الدكتور عزمي محافظة والذي ذكر قبل إسبوع على قناة المملكة بأنه لاتوجد دراسة علمية تثبت ان حظر يوم الجمعة كان له دور في إنقاص الحلات او تسطيح المنحنى الوبائي لا سابقاً ولا حالياً ، وذكر ان الفيروس استنفذ طاقته القصوى، والعدد المتوقع إصابته لم يعد كبير ، وطبيعي وفق هذا المعيار ان تتراجع اعداد الاصابات ، وفي المقابلة ذاتها أكد أنه لا يجوز استخلاص نتائج مسبقة تُبنى على أن الحالات ستزداد فيما لم نقم بإغلاق يوم الجمعة فهذه بالنسبة له ستفتقر الى المنهج العلمي لأنها تبنى على التوقع وليس على حقائق وبالتالي لا يمكن اعتمادها لبناء موقف سياسي متزن.

وأشار إلى أن هذا الرأي أكده بصورة أو اخرى الدكتور سعد الخرابشة في اكثر من موقف وأنا سمعته لمرات عديدة من خبراء في الاوبئة .

وقال الحوارات: بناءً على ما تقدم فقد نزل كلام معالي وزير الصحة د. فراس الهواري اليوم كالصاعقة على الرأي العام ومتوخي معرفة الحقيقة، فنحن اليوم أمام رأيين الأول الطرف الحكومي ممثلاً بمعالي الوزير وطرف أخر لجنة الأوبئة والتي شُكلت من قِبَل الحكومة والتي يأخذ رأيها الصفة الاستشارية، متسائلا في الوقت ذاته بشكل استنكاري: فأيهما يمتلك ناصية الحقيقة؟

وختم حديثه بالقول: أما نحن فنكاد نصاب بالأنفصام ، فالصراع على يوم الجمعة أصبح حدثاً بذاته يحاول فيه الطرف الحكومي بإستماته إثبات وجهة نظره بأي ثمن ، أما من يدفع الثمن فهم الناس بكل اطيافهم ، فنتيجة هذا التخبط ، فقر وقهر وتراكم المعاناة وتراجع الإحساس بأن هناك مؤسسات متماسكة تدير الموقف بشكل متماسك بعديداً عن نزق الأنا والشخصنة التي اصبحت تطبع مؤسسات الدولة وتؤدي إلى تراجع الإيمان بها وبمؤسساتها في مئويتها الأولى .

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: