م. عزام الهنيدي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الدور البرلماني في مواجهة صفقة القرن

م. عزام الهنيدي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

تجاوزت الصفقة المشؤومة المسماة بـ”صفقة القرن” جميع الحقوق الفلسطينية فلم تبق منها شيئًا، وتاهت تمامًا مع رؤية أشد الجهات الصهيونية اليمينية تطرفًا، فلا دولة ولا قدس ولا عودة ولا حدود، وإقرار للسيادة الصهيونية على المستوطنات في الضفة الغربية، وإقرار بيهودية الدولة، واعتراف باحتلال الأغوار وشمال الضفة.

وفي هذا خروج على ما يسمّى بالشرعية الدولية، واستهتار بكل القوانين الدولية، واحتقار للأمم المتحدة، واستخفاف بجميع الأنظمة العربية التي شجعت ترامب، بتخاذلها وضعفها وتواطئها واستكانتها للإرادة الأمريكية على إعلان الصفقة.

وقد تمّ توقيت هذه الصفقة وإعلانها بعد عرضها على نتنياهو وزعيم المعارضة، بين يدي انتخابات حاسمة في الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يتطلع كل من ترامب ونتنياهو لكسبها.

أعلنت الصفقة في تغييب كامل للطرف المعني الذي يراد له أن يتخلى عن 90% من وطنه في فلسطين التاريخية، مقابل إقامة كيانٍ هزيلٍ على الضفة الغربية فيما يسمّى بدولة منزوعة السلاح، ومنزوعة السيادة، خاضعة للهيمنة الإسرائيلية ومقيدة بمتطلبات الأمن الإسرائيلي، كما يراد من جميع الدول العربية إنهاء حالة الخلاف مع الكيان الصهيوني، والتطبيع الكامل معه وتحقيق ما يسمّى بـ “السلام مقابل الرخاء” بالمال العربي.

والصفقة – بهذه الصيغة وبهذا الإطار – تنسف كل ما كان يروّج له بما يسمّى بالعملية السلمية، وتثبت عبثية السير وراء سراب ما يسمّى بالسلام طيلة ثلاثين عامًا، كما يؤكد على أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لإنهاء الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات، وهو ما حصل فعلاً بتحرير قطاع غزة.

وأظهرت الصفقة وبشكل جلي الانحياز الأمريكي الكامل للكيان الصهيوني، وسحبت كل الذرائع من أيدي من كانوا يروجون للسلام، ولم تقدم لهم شيئًا يمكن أن يسعفهم في الموافقة على هذه الصفقة.

وقد أعلن عباس رئيس السلطة الفلسطينية رفضه للصفقة، كما أعلن رفضه أن تكون الولايات المتحدة راعية ووسيطة أو تستفرد وحدها بالأمر، وأعلن كذلك نية وقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بالاتفاقيات، كما رفضتها الدول العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، وكذلك البرلمانات العربية وأكدت على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ورفض كذلك الصفقة الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والغالبية العظمى من دول العالم.

ولعلّ هذه الصفقة وقد أنكرت جميع حقوق الشعب الفلسطيني – تكون مناسبة للعودة إلى جذر المشكلة، وهو قيام دولة الكيان وبتواطؤ وتآمر الدول الكبرى – على الاغتصاب والاحتلال والإحلال والظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني، صاحب الأرض والحق، وتشريده من أرضه، وبيان الانحياز الأمريكي للظلم والاحتلال وخروجه عمّا يسمّى بالشرعية الدولية والقانون الدولي.

واجب الجميع الآن حكومات وشعوبًا وبرلمانات التصدي لهذه الصفقة وإفشالها وإزالة أي أثر أو مرجعية لها.

دور البرلمانات في إفشال الصفقة:

البرلمان هو الممثل للإرادة الشعبية، والمعبر عن نبض الشعب والشعوب العربية، وقفت دومًا مع الحق الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، ورفضت الاحتلال الصهيوني وعبرت عن رفضها المطلق للصفقة المشؤومة بمختلف وسائل التعبير.

والمطلوب من البرلمانات أن تعكس هذا الموقف الشعبي من خلال المؤسسات البرلمانية:

1- أن تتداعى البرلمانات العربية وبرلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي لاجتماعات تذكر فيها وبموقف جماعي على رفض الصفقة وإدانة الموقف الأمريكي وعدم أهلية الولايات المتحدة للقيام بدور الوسيط وفضحها لخروجها عن الشرعية الدولية والاستهتار بالقوانين الدولية كما تؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني بأرضه وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.

وقد كان الموقف الكويتي صارما جليا في اجتماع البرلمانات العربية الذي عقد مؤخرًا في عمّان، كما يجب فضح الممارسات العنصرية العدوانية الإسرائيلية.

2- الضغط على الحكومات لإلغاء المعاهدات مع الكيان الصهيوني وقطع كل أشكال العلاقات والتعاون معه ووقف هرولة بعض الأنظمة العربية نحو الكيان الصهيوني والذي يعد الآن تخاذلاً وتواطؤًا وخيانة.

3- قيادة حراك شعبي واسع بالتعاون والتنسيق مع الأحزاب والقوى الشعبية.

4- الدعوة إلى رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني ووقف كل المشاريع التطبيعية وإصدار القوانين التي تحرم التطبيع.

5- الدبلوماسية البرلمانية وبناء العلاقات البرلمانية من خلال الزيارات والتواصل وعقد المنتديات وإقامة التحالفات البرلمانية وتفعيل المؤسسات البرلمانية الدولية كالاتحاد البرلماني الدولي، والبرلمان الإفريقي، وغيرها لرفض صفقة القرن وإدانة الموقف الأمريكي وخروجه على الشرعية الدولية والقانون الدولي وإدانة الممارسات الصهيونية القائمة على الاحتلال والاغتصاب والفصل العنصري والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts