الشهيد القائد جمعة عبد الله الطحلة “أبو مجاهد”.. سيرة حافلة بالتصنيع والإعداد

الشهيد القائد جمعة عبد الله الطحلة “أبو مجاهد”.. سيرة حافلة بالتصنيع والإعداد

الشهيد القائد جمعة عبد الله الطحلة

بعد مسيرة زاخرة بالإنجازات والعطاء والجهاد، حيث كان برفقة عدد من إخوانه المجاهدين في موقع عملياتي يساهمون في ادارة معركة الشرف والكرامة، معركة “سيف القدس” استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

يوم الأربعاء تاريخ 30 رمضان 1442 الموافق 12/5/2021 استشهد القائد جمعة عبد الله الطحلة على أرض فلسطين المباركة بعد سنوات طويلة قضاها في التصنيع والجهاد والإعداد.

إنه شهيد رمضان، شهيد ليلة القدر، شهيد القسام، شهيد غزة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل”.

وقد طلب صاحبنا الشهادة في عدة مواضع، ولم يسمع عن معركة من معارك المسلمين في زمانه، إلا وطار إليها، ترعرع في أسرة محافظة ومجاهدة أصولها من الرملة في فلسطين، هاجرت منها بضغط العصابات الصهيونية الى الأردن، التي ترعرع فيها وتربى في مدرسة الاخوان المسلمين، على يد الاستاذ الشهيد يوسف العظم شاعر الأقصى، وفي مدرسة الصبر لدى الدكتور محمد ابو فارس رحمه الله، ولدى رمز الجهاد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله، وقد عشعش حب فلسطين في قلبه، وكان يحدث نفسه كي يشارك اخوانه في الجنوب اللبناني معاركهم ضد العدو الصهيوني، حينما تجرأ بالدخول الى بيروت عام 1982 وشارك في العمل الجهادي ضد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وامتلك هناك مهارة قتال العدو الصهيوني والمواجهة، فاحترف حمل السلاح بكل ثقة واقدام، ثم لبى نداء الجهاد في أفغانستان، وكان مثالا في التضحية والصمود، وامتلك هناك مهارة تصنيع الأسلحة الخفيفة وأعتدتها، ثم عاد إلى الأردن بعد أن انتصر الجهاد هناك، ليبحث عن فسحة الجهاد مرة ثانية وطال انتظار هذا الدور، فانتقل إلى العمل في ابو ظبي وعمل في تخصصه الهندسي، وقام بانشاء شركة مقاولات ينتقل من ورشة إلى أخرى، ويتابع اخبار العالم الإسلامي منتظرا مكانه الصحيح فيه وباحثا عن ميدان للجهاد في فلسطين يلبي فيه أمر الحق سبحانه وتعالى، ولكي يثخن في أعداء الله ويساهم في تحرير بلاده التي أحبها وعشق ترابها.

في بداية 2000 قامت كتائب القسام في سوريا بانشاء قسم التصنيع العسكري لدائرة الاعمار (وهي دائرة العمل العسكري لحركة حماس في الخارج) وقد كان للجبهة الشعبية – القيادة العامة – الفضل في توفير بعض مستلزمات وورش العمل، والتي كان مركزها في منطقة حوش الفارة في الغوطة الشرقية من دمشق ، وبدأت أعمال البحث والتطوير العلمي لتحسين سلاح كتائب القسام والمقاومة ولتقديم الاسناد اللازم لتطوير الفعل العسكري لكل من الضفة وغزة.

وفي عام 2006 برزت هنالك حاجة لدى كتائب القسام في سوريا لشخص قيادي يدير أعمال قسم التصنيع والتطوير العسكري، الذي توسع عمله وكبر حيث عمل في تطوير وتصميم الصواريخ وفي تصميم وتصنيع الطائرات بدون طيار وفي الدوائر الالكترونية والبرمجيات الخاصة ووسائل التواصل والاتصال، فتقصوا عمن يستلم هذه المهمة التي ينجبل فيها حب التضحية والشجاعه والاقبال والعلم، فاشار اليه الدكتور إياد السفاريني – رحمه الله- وهو أحد مؤسسي قسم التصنيع العسكري لكتائب القسام في سوريا، حيث خبره فترة من الزمن، ولكن لم يكن يعرف سبيلا للوصول اليه، فقامت الكتائب بالبحث عمن يقوم بهذه المهمة التي انيط بها لشيخه ومعلمه الحج (م.) – حفظه الله – الذي قام بالاتصال عليه في الامارات طالبا منه الحضور إلى سوريا لتلبية نداء الواجب، حيث كان مقر قيادة حركة حماس إذاك، وكان هذا في يوم اثنين فحضر بعد يومين – الاربعاء-  ولم يتوانى في التلبية ولم يتلعثم في الرد ليستلم مهامه الجهادية.

 فترك شركته ومقاولاته وترك الإمارات وسافر ليستقر في سوريا، ويعمل في قسم التصنيع لحركة حماس عام ٢٠٠٧، والذي أصبح مديرا له بعد ستة شهور، وكان متلهفا للعمل ومتفانيا فيه يريد أن يعوض تلك السنوات التي قضاها في الحياة المدنية، باحثا فيها عما يلبى طموحه للمشاركة الجهادية في تحرير بلده فلسطين، وانتسب لقوات دائرة الاعمار في قسم التصنيع العسكري، بل اصبح من ابرز قياداتها على الرغم من انتقاله للعمل في ميدان غزة، الا ان ارتباطه الاداري مع حماس الخارج استمر حتى استشهاده حاله حال اخوة اخرين سافروا لميدان القتال في غزة تلبية لنداء الواجب.

وقد ابدع في أكبر عملية انتقال لأعمال قسم التصنيع العسكري إلى التخصصات العلمية ذات الأثر الفعلي في ميدان الحرب في فلسطين، كان يرسل لإخوانه المجاهدين ما كان يتوصل اليه هو ومن معه من نتائج أبحاث علمية تفيد عمل كتائب القسام بالميدان، في ظل الحصار وقلة الدعم، فقد نقل التصنيع بعمله من نظرية التجربة والخطأ إلى نظرية البحث والتطوير العلمي، والذي وفر بذلك على الحركة كثيرا من الجهود والاموال والأوقات، كما ظهرت إبداعاته – رحمه الله – في أعمال التصنيع العسكرية والبحث العلمي خصوصا في العناوين التالية:-

1- تصميم وتصنيع الصواريخ.
2- تصميم وتصنيع الطائرات.
3- تصنيع العتاد وقوالب العمل فيه.
4- الدوائر الإلكترونية.
5- انشاء البرمجيات الكمبيوترية والتعديل عليها.
6- وأخيرا، مسؤول الأمن السيبراني والتطوير العلمي في القسام في غزة.

فقد كان موسوعة علمية تتحرك على الأرض، إضافة إلى جرأته التي لا يعرف فيها ذرة الخوف متوكلا الى ربه في حله وترحاله.

ثم سعى وبكل طاقته لكي يساهم عمليا مع كتائب القسام، ولم يكن يملك تصريح او هوية مواطنة في غزة، فبحث عن طرق للوصول إلى هناك، وتمكن من ذلك، ولكن بعد معاناة في طريق سفره لغزة العزة استمرت عامين كاملين!! حيث اعتقل لدى الأمن الوطني المصري مدة سنتين هو واخوة اخرين، وتعرض لتعذيب شديد وبعدة أشكال!! منها التعذيب بالكهرباء التي كان حينما يمرر على جسده سلك الكهرباء كان يشعر بغليان دماغه.

ولكنه صمد في المعتقل وقرر ان ينتقم، ولكن عبر تحقيق الاذى في العدو الصهيوني فهو اساس ما جرى معه، وفعلا خرج من معتقل ابو زعبل عام ٢٠١١ وأخيراً وصل إلى غزة العزة، حيث استقبله إخوانه من قيادة كتائب القسام استقبالا كريما، فاندمج معهم في أعمال التطوير العلمي لسلاح المقاومة، وبقي على تواصله مع إخوانه في الخارج الذين شكلوا قاعدة إسناد ودعم لعمله، فأجرى الله على يديه أعمالاً طيبة نلمس جزءا من أثرها في ميدان القتال ضد العدو الصهيوني. 

انتقل القائد جمعة الطحلة إلى الريق الأعلى في معركة “سيف القدس” معركة الدفاع عن القدس والأقصى وي الشيخ جراح.. بعدها زرع هو وإخوانه من أبناء فلسطين، أبناء

حماس والقسام في الداخل والخارج، تجربة عسكرية ضخمة، وشيدوا قلاعاً علمية وبشرية للمقاومة، تسير على مشروع التحرير والعودة.

شهاب

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: