د.عاصم منصور
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الطب كما لم نحلم به يوما

د.عاصم منصور
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

هل يمكن للتقنيات الحديثة وأنظمة المعلومات أن تشكل يوما ما بديلا عن الخبرات البشرية في الرعاية الصحية، وبالأخص خبرات الطبيب؟ بالطبع ينطبق هذا على مناحي النشاط البشري والخبرات الإنسانية كافة، ولكن ما يهمنا الآن هو الطب لتعلقه بصحة الإنسان، ولأن هذا الحمى، ما يزال مصانا -ولو نظريا- من العبث والتدخل والتطفل.

ولكن هل تغير الثورات التقنية المتتالية والمتسارعة هذه المسلمات؟ بحيث يمكن لإنسان متصل بأنظمة معلومات وأجهزة تصوير وتحليل منزلية أن يتم تشخيص حالته بدقة من خلال أنظمة معلومات متطورة، وبالتالي توفير الرعاية الصحية أو وصف العلاج المناسب، أو وضع نظام غذائي وتنظيم عاداته وممارساته، مع توفير معلومات علمية وإحصاءات ذات صلة مباشرة تماما بالحالة الصحية، والخريطة الجينية، والوضع العام لذلك الإنسان.

يتحدث أهل الاختصاص عن ثورات في الذكاء الصناعي، والمجسات، والمعالجات فائقة السرعة، وأجهزة الاختبار والبيانات الكبرى، التي يمكن أن تضع بيانات مليارات البشر، مع الخريطة الجينية، وقواعد بيانات الأدوية والعلاجات واستخداماتها وغير ذلك في متناول الإنسان، وبالتالي يمكن للأنظمة الخبيرة المستندة الى هذه المنظومات أن تقدم تشخيصا وبرنامجا علاجيا وحياتيا للإنسان، تفوق ما توفره الخبرة البشرية الحالية. فقد وضعت مجلةTechnology” Review” هذه الطريقة في مراقبة السلوك البشري والمسماة أحيانا “استخراج الوقائع” على قائمة “عشر تقنيات صاعدة يمكنها أن تغير وجه العالم”؛ حيث إنها تساعدنا على قياس وتوثيق وفهم ديناميكية الحياة البشرية بشكل أفضل.

فانتشار أجهزة الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الالكترونية المتصلة بالإنترنت يؤمن قاعدة هائلة من البيانات عن سلوك وحياة البشر، مما يمكن من استخدام هذه البيانات الضخمة في الرعاية الصحية، وهو مجال جديد مثير للاهتمام مليء بأمثلة عن حالات واعدة، ولكنه ليس مختبراً بطريقة علمية بخلاف أغلب الأنظمة الطبية والصحية. فعلى الرغم من البشائر الكبيرة، فإن هناك أيضاً مشاكل عملية يجب العمل على حلها كي تتمكن هذه التقنيات من أن تلقى قبولا لدى المجتمع الطبي، مثل قضايا خصوصية البيانات وملكيتها وخطر إساءة استخدامها الذي قد ينشأ عن وضع الكثير من البيانات الشخصية في أيدي الشركات أو الحكومات، مما قد يؤدي الى توظيفها سياسيا أو ماديا.

ما عرضناه هنا ليس خيالا علميا ولا ترفا فكريا، فقد قطعت معظم هذه التقنيات والتطبيقات مسافات كبيرة من التطور والنضوج في مختلف الاتجاهات، وإن كنت لا أستطيع الجزم بمآلاتها على المديين القريب والمتوسط من حيث الاعتماد والقبول، غير أن إمكانيات الاستفادة منها كمساعد رئيسي للمنظومة الطبية، والمؤسسة العلاجية، وللطبيب بشكل خاص، باتت أمرا قريب المنال لا بل حقيقة واقعة بين أيدي البعض فعلا.

(الغد)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts