العفو الدولية: إسرائيل تستقبل رؤساء يدعمون تنظيمات نازية ولا تتهمهم باللاسامية

العفو الدولية: إسرائيل تستقبل رؤساء يدعمون تنظيمات نازية ولا تتهمهم باللاسامية

ردّاً على قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الداخلية أرييه درعي، بمنع دخول عضوتي الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب وإلهان عمر إلى البلاد، وبعد تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دعم القرار ووصفهما بالمعاديتين للسامية، أكدت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن انتقاد سياسات إسرائيل حرية تعبير، وليس معاداة للسامية.

وأطلقت منظمة العفو الدولية بفرعيها في إسرائيل والولايات المتحدة ردّاً مشتركاً، مشيرة إلى أن انتقاد سياسات حكومة إسرائيل يقع ضمن حرية الرأي، ولا يمكن اعتبار ذلك معاداة للسامية. وقالت المديرة العامة لمنظمة العفو الدولية في إسرائيل، مولي ملكار، إن حكومة الاحتلال تسمح بدخول غير مشروط لقادة من دول أخرى في العالم مشتبه بارتكابهم انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية مثل دوتيرتي رئيس الفيلبين، وكبار العسكريين في جيش ميانمار.

كما نوهت إلى أن إسرائيل تحتضن بكل فخر قادة ممن يدعمون تنظيمات النازيين الجدد مثل الرئيس فيكتور أوربان من هنغاريا، وجايير بولسونارو من البرازيل، لكنها لا تتوانى عن وصف “معاد للسامية” لكل من يتجرأ على انتقاد سياساتها. وتابعت: “إسرائيل تمنع دخول أشخاص ينتقدون سياساتها، وذلك استنادًا إلى آرائهم السياسية فقط لا غير. لا يمكن اعتبار انتقاد سياسات إسرائيل وانتهاكات حقوق الإنسان أعمالا عنيفة”.

أما فيليب ناصيف، مدير السياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة، فأضاف في هذا السياق بأن دونالد ترامب مستمر في خطابه الخلافيّ والانقساميّ الذي يلحق الضرر بمن يناضلون من أجل حقوقهم الأساسية، مشددا على أن حرية التعبير عن الرأي هي من حقوق الإنسان الأساسية، وأن معارضة سياسة حكومة أو التعبير عن الامتعاض تجاه انتهاكات حقوق إنسان لا يمكن أن تعتبر معادية للسامية أو كرها تجاه شعوب معينة.

وخلص للقول: “نحن نتوقع من كل من يدعم حقوق الإنسان أن يرفع صوته ضدها بكل وضوح وبكل مكان تحدث فيه”. كما شدّد الفرعان على ضرورة وقف الاستيطان غير الشرعيّ، ووقف الاعتقالات التعسفية تجاه الناشطين الفلسطينيين بما يشمل الأطفال، واحترام حرية التنقّل والتعبير عن الرأي. وفي هذا السياق، أكد باحث يهودي أن التعريف المشوه لـ”اللاسامية” يحمي إسرائيل بشكل متزايد في العالم من النقد، وهي من جانبها تستغل ذلك لإخراس من ينتقدها.

ويؤكد المؤرخ اليهودي عاموس غولدبيرغ أن عددا من المثقفين الإسرائيليين يساهمون في تشويه تعريف مصطلح اللاسامية، منهم المؤرخ بروفيسور يهودا باور. ويشير غولدبيرغ إلى أن باور، ويهودا كثرا، وأيضا من غير اليهود، يدأبون على نعت من يخالفهم الرأي سياسيا بشكل عميق، خصوصا في موضوع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني بـ”اللاسامي”.

عمر وطليب

وفي سياق مرتبط آخر، اعتبر معلق إسرائيلي بارز أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مرتبط بعلاقة شخصيّة وطيدة جداً مع الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، غير أن هذه العلاقة حوّلت نتنياهو، وإسرائيل بالتالي، إلى تابعٍ لترامب. وأوضح محرر صحيفة “معاريف”، بن كاسبيت، أن نتنياهو في قراره منع عضوتي الكونغرس طليب وعمر من زيارة البلاد، الذي يلاقي انتقادات صعبة في إسرائيل والمجتمع اليهودي في الولايات المتحدة، يقف ضدّ الجميع”، من أجل ترامب شخصياً.

كما يوضح كاسبيت قوله “ضدّ الجميع” بمواقف مقرّبين من نتنياهو أيضاً كانوا ضد المنع، أبرزهم موضع سرّه، السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون دريمر، الذي قال قبل أيام إن على إسرائيل أن تسمح بدخول النائبتين، بالإضافة إلى مواقف وزارتي الخارجية والأمن الإسرائيليّتين ووزراء الليكود وحتى قيادات داخل حزبه. في المقابل، يقف ترامب، الذي أعرب عن استيائه من السماح لطليب وعمر الدخول للبلاد.

“وكان على نتنياهو أن يختار بين مصلحة إسرائيل وبين الرئيس، وكلاهما، نتنياهو وترامب، موجودان في فترة انتخابيّة”. ويتابع كاسبيت: “مصير نتنياهو سيتحدّد خلال شهر، بينما ترامب لا يزال في بداية مساره الانتخابي، وهو يستخدم النائبتين الديمقراطيّتين كعلم أحمر واضح يساعده لتحشيد قاعدته الجمهورية والأنجليكانيّة. كان يحتاج من نتنياهو هذا المعروف، الذي منحه له بعد كل ما كتبه ترامب عنهما، إن قامتا “بجولة انتصار في فلسطين”، فإنه كان سيتعرّض لضربة على أنفه، وتطوّع نتنياهو لتلقّي الضربة عن ترامب”.

ونقل عن مقرّب من نتنياهو قوله إنه كان بإمكانه أن يتخّذ قراراً آخر، لكنّه “حصل من هذا الرئيس على كل شيء، بما في ذلك أمور لم يحلم بها. حصل على القدس والجولان ومظلّة سياسية لا نهائيّة ومساعدة في المعركة الانتخابيّة. والآن، عندما احتاج ترامب إلى مساعدة، لا يستطيع نتنياهو أن يدير ظهره له. هذا الخيار غير وارد بالمرّة”. لكنّ قرار نتنياهو برأي كاسبيت ليس ردّ جميل على عطايا ترامب فقط، ويقول إنه يمارس ضغوطاً لدفع ترامب إلى زيارة البلاد قبل الانتخابات المقبلة، المقرّرة في 17 أيلول/ سبتمبر المقبل، ويعمل كذلك على الإعلان معه عن “تحالف دفاعي منزوع الفحوى”، وأضاف: “نتنياهو بحاجة إلى كل ما يمكن أن يقدّمه ترامب له قبل الانتخابات”.

(وكالات)

ص/10

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: