د. بسام العموش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

العمى السياسي

د. بسام العموش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

إن العمى السياسي في بلدي هو سيد الموقف سواء كان عند المدافعين الناظرين للوضع بأنه سمن وعسل، أو المهاجمين الذين يرون أن البلد ليس فيها أي خير. لسنا ملزمين أن نكون مع المدافع المتكسب اللاهث وراء الفرصة، ينكل بكل من يشكو، ويدعو للتضحية والصبر وهو لا يمارس ذلك !! يعير ويتهم المتقاعدين بأنهم باكون على الأطلال، غاضبون لفقد مناصبهم !! ويبني لنا اهرامات من الحرص على البلد وأنه من حماتها، وأنه اذا لم ينتبه الناس لتحذيراته فالخراب قادم لان المنتقدين في نظره متهمون في وطنيتهم !! وكأنه هو الوطني الوحيد والحارس الأمين في تجاهل تام للمديونية العالية وتصاعدها المستمر، واستمرار الشللية والمحسوبية عبر حكومات الموظفين العاجزة عن إقناع الناس بأي شيء. يتجاهل المدافع الخلل الاجتماعي من تفكك وانتحارات ومخدرات وارتفاع معدلات الطلاق وانتشار العنوسة. حال هؤلاء المدافعين انهم لن يذكروا هذه الحقائق لأنها تفسد عليهم خططهم في التزلف والتقرب والادعاء بأنهم حماة الأمن والاستقرار.

حال هؤلاء المدافعين الطامعين لا يقل سوءا” عن حال أصحاب النظارات السوداء التي لا تريد ذكر أي إنجاز !!. إن ذكر الإنجازات لا يلغي انتقاد السلبيات بل إن الانتقاد عند العقلاء إنما هو بدافع الرغبة في الإنجازات ووقف الانهيارات.

في بلدي أمن ضمن محيط مدمر في أغلب الأقطار، وهو بالفعل أمن نسبي لكن أرواح الناس هي الدرجة الأولى، والحرية في بلدي موجودة نسبيا” حيث لا يفتح المواطن في عدد من البلدان فمه الا عند طبيب الأسنان. وفي بلدي تغيب الإعدامات وأعواد المشانق والسحل، في بلدي مؤسسات مجتمع مدني رغم صحة الاعتراض على أداء الكثير منها.

إن ذكر الإيجابيات لا يعني النفاق ولا التكسب بل هي شجاعة لا بد منها عند العقلاء فنحن نسعى للإصلاح والبناء والإعمار، ولا يمكن أن نستخدم عين الغضب ونغمض عين الرضا. فالله جعل لنا عينين، نقول المحسن أحسنت وللمسيئ أسأت.

إن المدافعين الباحثين عن فرص المستقبل الشخصي ليسوا هم الباحثين عن مستقبل الوطن والأجيال، بل مصالح شخصية ضيقة لا يوصف صاحبها بالرجل بل الرويجل.

فليس كل ناقد عميل وطامع ومخرب، فليسمع المسؤول صاحب القرار وليأخذ بما هو صواب وليدع ما هو غير ذلك.

إن النقد الموضوعي ضرورة نمارسها حتى في حياتنا الشخصية فالواحد قبل مغادرته بيته يمارس النقد لهيئته ليكون في أحسن حال. والدولة والمجتمع بحاجة إلى من يقدم له الرأي والنصح وكما قال الفاروق” رحم اللهُ امرأً أهدى إلي عيبي. وصاحب القرار بحاجة الى بطانة ناصحة قوية مخلصة لا بطانة تطبيل وتزمير وبحث عن فتات لا يقدم للبلد خيرا” بأي حال من الأحوال.  

فليتوقف العمى السياسي عند مدعي المدافعة ومدعي الدمار، ولن نكون فريسة لهؤلاء ولا إلى هؤلاء بل نحن مع بلدنا وأبنائه وبنائه وإعماره ووقف المخربين الفاسدين الناهبين المدمرين واللاهثين المنافقين.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts