الفاعل مجهول.. كبار سن بأوغندا في مرمى الاغتيالات

الفاعل مجهول.. كبار سن بأوغندا في مرمى الاغتيالات

-خلال الشهرين الماضيين، قتل ما لا يقل عن 35 من كبار السن في أوغندا بطرق منظمة ومدعومة.
-قس بارز: يفقد العديد من كبار السن أراضيهم لأشخاص عديمي الضمير
– القتلة يزوّرون سندات ملكية تشير إلى أن الأرض ملك لأشخاص آخرين

بينما احتفل كبار السن في جميع أنحاء العالم بيومهم العالمي، في الأول من أكتوبر/تشرين أول، عاش نظراؤهم بأوغندا في خوف من التعرض للهجوم والقتل في أي لحظة.

هذه المخاوف جاءت في أعقاب عدة عمليات اغتيال منذ يوليو/تموز، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 35 من كبار السن بأداة الساطور، ووقعت معظمها بمنطقة “ماساكا” على بعد 110 كيلومترات غرب العاصمة كمبالا.

في حديثه لوكالة الأناضول، قال سولومون مالي، القس البارز، إن أكثر من 400 مسن أصبحوا بلا مأوى في ظل هذه الظروف، حيث “يعيش المسنون بأوغندا الآن في بؤس”.

وأضاف: “بصرف النظر عن الخوف من القتل، يفقد العديد من كبار السن أراضيهم لأشخاص عديمي الضمير يتعاملون مع المسؤولين في وزارة الأراضي ويزوّرون سندات ملكية تشير إلى أن الأرض ملك لأشخاص آخرين”.

وعندما بدأت الاستهدافات في يوليو/تموز، قال المتحدث باسم الشرطة الأوغندية، فريد إينانجا، بمؤتمر صحفي: “إننا نحقق في عمليات القتل التي وقعت بمنطقة ماساكا.. ونريد تحديد سبب استهداف القتلة لكبار السن، وخاصة أولئك الذين يعيشون بمفردهم.. محققونا استبعدوا الأسباب المالية لأن المشتبه بهم لا يأخذون أي شيء من ضحاياهم”.

الفرار للنجاة بحياتهم

بدوره، قال عضو مجلس منطقة ماساكا، جون موكاسا، في تصريح صحفي إن الكثيرين يفرون من المنطقة للعيش بعيدًا مع أقاربهم خوفًا من أن يقعوا أيضًا ضحايا لعمليات القتل، مشدداً على أهمية اتخاذ إجراءات “لإنقاذ كبار السن من القتلة”.

فيما قالت جين نامولي، ابنة أحد الضحايا، إن القتلة استخدموا هاتف والدتها لإبلاغها بما ارتكبوه من جرم.

وأضافت للأناضول: “اتصلوا بي الساعة الواحدة صباحًا وأخبروني أنهم قتلوا أمي، لكنهم لم يأخذوا شيئًا من منزلها. اتصلت بجارتها، التي ذهبت إلى منزل والدتي في الصباح الباكر ووجدتها ميتة وهناك جروح في جميع أنحاء جسدها”.

توم لومبوي، الذي قُتل والده البالغ من العمر 80 عامًا بجروح مماثلة، تلقى نبأ خسارة والده أثناء رحلة عمل في جنوب السودان المجاور.

وقال لومبوي للأناضول: “كنت في رحلة عمل لبيع الأناناس في جوبا (عاصمة جنوب السودان). وأثناء وجودي هناك، اتصل بي أخي الصغير دينيس لومبوي على الهاتف وأخبرني أن والدنا قد ذُبح”.

وأكد لومبوي أن والده كان يعيش بمفرده بعد وفاة والدته، وأن جميع إخوته غادروا المنزل للعمل في مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد.

نجت إستير نانوزي، 65 عاماً، بصعوبة من هجوم مماثل بمنزلها في وقت متأخر من الليل.

وفي حديثها للأناضول، تحدثت نانوزي عن الرعب الذي عاشته مع رجال مسلحين بالمناجل اقتحموا منزلها قائلة: “استخدموا حجرًا كبيرًا لضرب باب منزلي. انهار الباب ودخلوا مباشرة. عندها أطلقت صفارات الإنذار التي اجتذبت الجيران”.

وعندما وجد جيرانها أنها تنزف بغزارة، نقلوا نانوزي إلى المستشفى، حيث تلقت العلاج من الجروح التي أصيبت بها.

وسط عمليات القتل هذه، كان ياسين تامالي، البالغ من العمر 69 عامًا، أحد الذين فروا من ماساكا، وقال إنه يعيش الآن مع أسرة ابنته في العاصمة كمبالا حيث ينوي البقاء حتى يتأكد من أن أعمال القتل “توقفت تمامًا”.

“قتلة منظمون ومدعومون”

في خطاب وطني ألقاه الشهر الماضي، قال الرئيس الأوغندي، يويري موسيفيني، إن الجماعات التي تقف وراء عمليات القتل في ماساكا تم تنظيمها ورعايتها من قبل أفراد مجهولين.

وتعهد موسيفيني بالقبض على القتلة، قائلاً إن السلطات لديها بالفعل “أدلة ستؤدي إلى اعتقالهم”.

وناقش المشرعون الأحداث في الأول من سبتمبر/أيلول، حيث حث أعضاء البرلمان الحكومة على اتخاذ إجراءات لوقف جرائم القتل.

وبحسب الشرطة، بدأت أعمال القتل في يوليو/تموز واستمرت في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول. وكثفت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها منذ ذلك الحين، واعتقلت عدة أشخاص من بينهم نائبان من المعارضة يشتبه في دعمهما لعمليات القتل.

وعلى الرغم من تباطؤ وتيرة عمليات القتل، لكن حوادث جديدة لا تزال تحدث، حيث وقعت آخر الحوادث يوم الثلاثاء الماضي عندما قتل رجل الأعمال توم بوكيريري، 60 عاماً، في منزله.

ووقعت أول جريمة قتل عرفتها الشرطة مساء 21 يوليو/تموز، عندما قُتل جون كاباندا، 70 سنة، وفينسنت كاليا، 69 سنة.

ومؤخرا، شرعت الأجهزة الأمنية في تحديد أقارب جميع كبار السن الذين يعيشون بمفردهم في منطقة ماساكا الكبرى لضمان حمايتهم.

وقال المتحدث باسم الشرطة فريد إينانجا في تصريح صحفي مؤخرا: “بالنسبة لشخص مسن يعيش بمفرده، من الأفضل أن نرتب لهؤلاء الأشخاص للبقاء مع أقاربهم الذين يمكنهم توفير الحماية لهم في الوقت نفسه”.

وأضاف إينانجا معترفاً بوقوع القتل، أنه تم اعتقال 15 مشتبهاً حتى الآن، وأنهم قدموا معلومات قيمة عن المكان الذي تم تجنيدهم منه، ومن قام بتجنيدهم.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: