في أجواء كرنفالية، أشبه بتلك التي تشهدها البلاد في عيدي الفطر والأضحى، احتفل مئات من سكان العاصمة طرابلس، الجمعة، بتحرير كامل الغرب الليبي من مليشيا الانقلابي خليفة حفتر.
فهنا رجال يطلقون الألعاب النارية ويرددون هتافات “الله أكبر”، وهناك نساء يصدحن بالزغاريد، وبينهما أطفال يرفعون رايات النصر والأعلام الليبية، والجميع يحتضنهم “ميدان الشهداء” بقلب العاصمة، وفق مراسل الأناضول.
جميعهم لم يخش الجائحة، ولم يمنعهم فيروس كورونا من عشق الميدان، فكانت الكمامات علامة بارزة في الاحتفالات.
بطريقتها الخاصة، شاركت المساجد مواطني طرابلس احتفالاتهم، عبر إطلاق تكبيرات العيد “الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.
وبأسلوبهم المعتاد، أطلق سائقو السيارات أبواق التنبيه فرحا بانتهاء القتال في الغرب الليبي عامة، وفي العاصمة بشكل خاص، وبدء عودة النازحين إلى منازلهم.
وببراءتهم المعروفين بها، ارتدى الأطفال من جانبهم، الأزياء التراثية التي اعتادوا أن يلبسوها في أيام العيد، تعبيرا عن فرحتهم بزوال غمة حفتر.
“دم الشهداء ما يمشيش (لا يضيع) هباء”، كانت العبارة الجامعة لكل من في الميدان، وبجوارها ردد المحتفلون هتافات أخرى من قبيل “يا حفتر يا جبان.. الأحرار في الميدان”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الجيش تحرير مدينة ترهونة الاستراتيجية، الواقعة على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، غداة إعلانه استكمال تحرير العاصمة من مليشيا حفتر، والتي بذلك تم طردها من كامل الغرب الليبي.
واحتلت مليشيا حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، مناطق في طرابلس، ضمن هجوم بدأته في 4 أبريل/ نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي واسع.