النائب العتوم لـ “البوصلة”: “التربية” متعنتة وخلل المناهج سيحدث فجوة كبيرة

النائب العتوم لـ “البوصلة”: “التربية” متعنتة وخلل المناهج سيحدث فجوة كبيرة

عمان – البوصلة

أكدت النائب عن كتلة الإصلاح النيابية وعضو لجنة التعليم النيابية الدكتور هدى العتوم في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” أن قرار الوزارة تعميم ملاحظات لجنتها الفنية على مدرسي الرياضيات والعلوم للصفين الأول والرابع والإصرار على الاحتفاظ بالمنهاج الذي اعترف الجميع بأنه لا يصلح للتدريس يشكل تعنتّا وإصرارًا من الوزارة على خطئها الأمر الذي من شأنه أن يخلق فجوة كبيرة في المنهاج ويؤثر على العملية التعليمية لأبنائنا الطلبة.

وقالت النائب العتوم إن تعميم الملاحظات على المعلمين وبعض التعليمات البسيطة لن يحل مشكلة المنهاج والخلل الكبير الذي يحتوي مشددة على أن هذا الإجراء ليس كافياً مطلقًا.

وأوضحت أن المعلمين بمعظم الصفوف بمدارس الأردن أكدوا أنهم لا يدرسون شيئًا من كتب الرياضيات للصف الأول والرابع شيئًا، وأن المعلمين يخترعون طرقًا لتطبيق المفاهيم للطلبة.

وشددت على أن كتاب الرياضيات للصف الأول لم يعد مرجعًا وأصبح المعلمون يحاولون طرح الأفكار بأبسط طرق ممكنة وربما لن تمر على كثير من الأفكار لكتاب الرياضيات في الصف الأول.

وحذرت من أن هذا الاجتهاد الفردي يؤدي إلى خلل كبير جدًا لأننا لا نعلم كم من الأساسيات أخذها الطالب حتى نستطيع البناء عليها في الصف القادم، والاجتهاد الفردي للمعلمين يؤدي إلى تفاوت مستوى الطلبة.

وتابعت حديثها بالقول: 200 ألف طالب فيمكن أن تجعل كل 20 طالبًا في شعبة من الشعب يتلقون معلومات مختلفة عما يتلقاه زملاؤهم في الصفوف الأخرى.

وأعادت التحذير من أن هذا الأمر بحد ذاته يعتبر توجها خطير جدًا ويمكن أن يحدث فجوة كبيرة جدًا في تعلم هؤلاء الطلبة.

وأكدت العتوم تعديل عناوين الوحدات والدروس لا يحل المشكلة في المحتوى، وأن تبسط بعض المفاهيم للمعلم لا يحل المشكلة لدى الطالب.

وتابعت، احتفاظنا بالكتاب مع تخفيف بعض العناوين مع وجود أكثر من 200 خطأ لا يحل مشكلة المنهاج.

وقالت: المعلمون ما زالوا يشرحون الأرقام من كتب الرياضيات للعام 2018، وهو موزع في المديريات والمدارس على الذاكرة القديمة، وإعادة هذا الكتاب إلى الغرفة الصفية لا يعني أكثر من فكرة تصحيح الخطأ.

وحذرت العتوم من أن التمادي في الخطأ هذا درس لا يمكن لأحد أن يتوقعه من وزارة التربية والتعليم وهي تعلم أن هناك خطأ في الكتاب وأن الكتاب أعلى بسنة كاملة من مستوى الطلبة، ومع ذلك يتم التمادي في الخطأ، فهذا لا يبرر إلا بأنه “تعنّت” من الوزارة.

وعبرت العتوم عن أسفها لهذا الجو العام الذي يسيطر على عقلية الوزارة وأنها تظن أنها خسرت في وضعها مع المعلمين ولا تريد أن تخسر في وضعها مع كتاب الرياضيات للصف الأول.

وتساءلت من الذي أوصل الوضع في كتاب الرياضيات إلى هذا المستوى هي وزارة التربية والتعليم، فكان لا بد من بداية ظهور الملاحظات من الأسبوع الدراسي الأول كان يمكن الوقوف على المشكلات التي بدأت تظهر وقفة حقيقية ثم معالجتها بقرار سريع جدًا بأن تعود المدارس إلى وضعها السابق.

وشددت على أنه كان بإمكان الوزارة خلال إضراب المعلمين الذي استمر لمدة أربعة أسابيع أن تستدرك الخطأ، وأن يتم سحب منهاج الرياضيات 2019 وحل المشكلة.

واستدركت النائب والخبيرة التربوية في مناهج وزارة التربية والتعليم بالقول: لكن تمادي وزارة التربية والتعليم وانتظارها للمشكلة أن تظهر بالمستوى الذي ظهرت عليه، وإعادة أولياء الأمور الكتب لمديريات التربية، والبعض لا يدرس الكتب، والمدرسون لم يفتحوا كتاب الرياضيات  حتى اللحظة، هو الذي أدى لتفاقم المشكلة ووصولها لهذا الحد.

وعن حال المعلمين اليوم مع المناهج التي أصابها الخطأ والخلل تقول العتوم: بعض المعلمين يقول إنه وصل للرقم 50 وآخرون يقولون إنهم وصلوا إلى الرقم 80 ومعلمون آخرون يقولون إنهم وصلوا للرقم 90 لأنهم مشوا بالمنهاج بشكل أسرع.

وتابعت حديثها بالقول: لك أن تتخيل أننا ما زلنا في الصفحة الأولى من كتاب الرياضيات، وكل معلم لم يفتح الكتاب إلا لإعطاء تمرين أو تمرينين، لأن المعلمين يستعرضون مواد الرياضيات وأقول العد القفزي والأصغر والأكبر وتقريب الأعداد والعدد الترتيبي والقيم المنزلية، من قال إن المعلمين سيعطون هذه الموضوعات أو سيقدمون شرحًا لها أصلا؟

وشددت على أنه ما دام الخبراء التربويون وفي مركز المناهج اعترفوا بأن كتاب الرياضيات للصف الأول صمّم على أساس أن هناك صفًا قبله، ويجب أن يتعلم كتابا كاملا حتى يصل إلى هذا المستوى.

واستهجنت العتوم أن يفرض على المعلمين اليوم أن يعطوا من خيالهم للكتاب السابق ثم تعطوهم من واقع الكتاب الجديد، ونحن نتحدث اليوم عن كتابين هما كتاب الرياضيات للطالب وكتاب التمارين، والمعلم عليه أن يشرح لهم من كتاب سابق، فأصبح يشرح للطالب في الصف الأول 3 كتب.

ونوهت بالقول: في بعض المسائل اشفق على المعلمين، معلم اللغة الإنجليزية يشرح العدد  (1.2.3) باللفظ الإنجليزي من الشمال لليمين، ثم يدخل معلم الرياضيات يعطيهم ( 1.2.3  ) باللفظ العربي من الشمال لليمين، ثم يدخل معلم اللغة العربية والتربية الإسلامية ليعطي هذه الأرقام بالرسم الهندي، وكيف سيقرأ أرقام القرآن بالرسم الهندي، ومن سيعلمه هذه الأرقام؟ هل ستعلمه أمه في البيت أم معلمة الصف؟ كيف ستتقبل عقلية الطالب هذا الأمر، وكيف سنتخيل تفكير الطالب بهذا الأمر.

وأشارت إلى أن الوزارة حاليا عكفت على الكتاب للفصل الدراسي الثاني، ونحن نتحدث عن الهدر وعدم وجود موارد، كتاب يطبع ويوزع في بداية الفصل الدراسي الأول لمائتي الف طالب كتب رياضيات وعلوم، مطبوعات وجاهزات للفصلين.

وتابعت، ثم نقوم كتاب رياضيات للطالب وتمارين وعلوم ونطبع أربع كتب للفصلين، ونوزعهم على الميدان “وما بكون فيهم خير”.

وقالت العتوم: ثم نعود لنعدل ونطبع كتب من جديد، ومن ثم نتحدث أنه ليس لدينا موارد، من الذي يهدر هذه الموارد بالملايين، حيث تم تأليف كتاب من شركة بريطانية بقيمة 4 مليون، ونحن في الأردن نحضر 4 مؤلفين ونعطيهم مكافأة (400 دينار) لتأليف الكتاب.

وتساءلت ما هذا التخبط وهذه العشوائية في وزارة عمرها 100 عام، لا يمكن أن تقع بمثل هذه الأخطاء وهذه الهفوات وفي ردة عكسية وكأننا في زمن الستينيات نجرب الكتب على أبنائنا ومرة تنجح ومرة تفشل.

وختمت حديثها بالتأكيد على أن المفارقة أن نأتي بكتب من دول مجاورة على الرغم من أن كتبنا ومناهجنا الأردنية هي المرجع في الدول المجاورة، فعلى أي أساس تكون هذه الردة من وزارة التربية بحق المناهج؟

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: