الهند تستخدم وباء كورونا لتكثيف حملاتها القمعية في كشمير

الهند تستخدم وباء كورونا لتكثيف حملاتها القمعية في كشمير

البوصلة – نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن استخدام الهند لوباء كورونا لتكثيف حملاتها في كشمير.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إنه “بينما لا يزال فيروس كورونا يستنزف العالم لاحتوائه ومع تزايد التداعيات الاقتصادية الشديدة، فقد رصدت الهند فرصة لجولة أخرى من القمع ضد سكان كشمير، التي كانت تعاني بالأصل من الآثار الوحشية للجيش، بعد أن قام بإجراءات إغلاق كاملة لمدة ستة أشهر العام الماضي”.

وأضافت: “تعمل الهند على تشديد قبضتها على كشمير والاستفادة من الإجراءات الوبائية لمنع تصاعد المقاومة ضد حكمها، من خلال إشعال فتيل الحرب مع مقاتلي العصابات، وسجن الناس بسبب الذهاب لشراء الطعام والأدوية، وتوجيه الاتهامات ضد الصحفيين، وضرب الأطباء والمساعدين الطبيين والعاملين في البلديات”.

وأوضحت أنه “في آب/ أغسطس العام الماضي، ألغت الحكومة القومية لرئيس الوزراء ناريندار مودي وضعا خاصا لكشمير، كانت قد أعطتها فيه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي كدولة ذات أغلبية مسلمة في الهند”.

وقالت؛ “إن سكان كشمير لم تتغير عليهم الحياة كثيرا في ظل القيود الجديدة، ولكنهم اليوم يعانون من الحصار. إن شوارع العاصمة وأزقتها محاصرة بلفائف من الأسلاك الشائكة وبراميل من النفط المليئة بالحجارة، وهو تذكير أليم بخسارة شعب كشمير للحرية والكرامة. إن القوات المسلحة التي تنتشر في الشوارع توحي لك بشعور غريب”.

وتابعت: “يبدو فيه الأمر كما لو أن الفيروس كائن ملموس وهناك عملية صيد جارية للقبض عليه، بمجرد أن يمسكوه ربما سيقومون بنقله إلى أحد غرف التعذيب خاصتهم، ويجعلونه يختفي هناك، كما يفعلون مع العديد من السكان المحليين”.

وأشارت إلى أن الهند اعتادت “على الرد بقوة ووحشية في كشمير. في العام الماضي بعد أن جردتها الحكومة من وضعها الخاص، تعرضت المنطقة لقمع، قطعت فيه السلطات خدمات الهاتف والإنترنت -الذي كان أطول إغلاق للإنترنت في عصر ما يسمى بالعالم الديموقراطي- وأغلقت الشركات والمدارس والجامعات، وتركت الكشميريين في طي النسيان، محصورين في منازلهم، كما مكنت الحكومة اليمينية الهندوسية المواطنيين الهنود من شراء الممتلكات والاستقرار في منطقة بجال الهيمالايا”.

وقال الموقع: “يرى السكان الأصليون في كشمير أن هذه خطة خبيثة، في محاولة لضم كشمير إلى الهند، ويخشون أن يقوموا بتغيير التركيب الديموغرافي وتحويل كشمير من دوله أغلبيتها مسلمة إلى دولة هندوسية الديانة. والآن، فإن الوباء ضاعف الخوف واليأس والقمع الذي يشعر به العديد من الكشميريين”.

وبينت الصحيفة أنه “في أوائل نيسان/ أبريل، قام الجيش الهندي بنقل مدفعية إلى قرى على طول الحدود مع باكستان بعد مقتل خمسة جنود في هجوم شنه مسلحون كشميريون. شاهد سكان القرى قصفا مروعا عبر الحدود مع باكستان. ورد الجيش الباكستاني الهجوم وقتل ثمانية أشخاص على الأقل، من بينهم أطفال على جانبي الحدود”.

وتابع: “أشعلت صورة لأم تبكي على ابنها الصغير المقتول في حضنها عاصفة من الألم والغضب، ولم يؤد سفك الدماء إلا لتأزيم الأمور، خاصة بعد أن رفضت الهند بدء عملية مفاوضات مع باكستان وشعب كشمير لحل النزاع”.

وأوضح تقرير الصحيفة أن “الإجراءات القمعية للدولة الهندية ما هي إلا إشعال فتيل لمجموعات كبيرة بائسة تنبثق عنها مقاومة ضد الهند. تم اعتقال حوالي 2500 شخص واحتجزت ألف مركبة وأغلقت عشرات المحلات التجارية بتهمة ” تحدي الأوامر الحكومية”.

وختم التقرير بالقول: “الآن، من أجل سحق المعارضة والانتقاد، تضع الهند ثقلها على الصحفيين، فحاليا تم التحقيق مع ثلاثة صحفيين وحجز اثنين منهم، بموجب قانون صارم لمكافحة الإرهاب يمكن أن يؤدي إلى السجن لمدة تصل إلى سبع سنوات. كما تم استدعاء ما لا يقل عن اثني عشر مراسلا على الأقل إلى مركز الحجز سيئ السمعة في سريناجار، حيث قيل لهم بعبارات وحشية إنه ستكون هناك عواقب وخيمة لانتقاد الحكومة. “كصحفي أخشى أن تكون هذه محاولة لإسكاتي، لكنني ما زلت أشعر بالعجز والقلق إزاء موطني وأهلي”؛ قال كاتب التقرير.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: