انتهاء جولة فيينا النووية ومصادر تكشف جانباً من كواليس المفاوضات الشاقة

انتهاء جولة فيينا النووية ومصادر تكشف جانباً من كواليس المفاوضات الشاقة

أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، اليوم الجمعة، أن الجولة السابعة من مفاوضات فيينا اختتمت أعمالها على أن تستأنف بعد أسبوع، فيما كشفت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” عن جانب من كواليس المفاوضات الشاقة التي بدأت يوم الاثنين، وما شهدته الساعات الأخيرة من ضغوط لعدم إنهاء الجولة الحالية من مفاوضات فيينا قبل تحديد موعد لاستئنافها.

وأوضح باقري أن اجتماع اليوم أجرى تقييماً إجمالياً بشأن نتائج المباحثات منذ الإثنين الماضي. وبيّن أنه تم التأكيد خلال اجتماع اليوم الجمعة أن مقترحات إيران حول رفع العقوبات والمسائل النووية تبقى على طاولة المفاوضات.

وأضاف المسؤول الإيراني أن الأطراف الأخرى كانت بحاجة إلى التشاور مع عواصمها بشأن المقترحات الإيرانية، في إشارة إلى المسودات الإيرانية الجاهزة التي عرضت على المشاركين في المفاوضات، ولفت إلى أن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل في فيينا بعد عودة الأطراف من العواصم.

مفاوضات فيينا: ضرورة القيام بتحرك عاجل

من جانبه، قال نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي يترأس اجتماعات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا في إطار المفاوضات، إن المفاوضات ستستأنف الأربعاء أو الخميس المقبلين، قائلا إنه تم خلال هذه الجولة تحديد التحديات والعقبات الأساسية التي يجب العمل على معالجتها.

ورفض مورا، في مؤتمر صحافي بعيد اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، الحديث عن تفاصيل المقترحات الإيرانية حول رفع العقوبات والمسائل النووية، قائلا إن “المباحثات مستمرة والأطراف كافة ستدرس جميع المقترحات”.

وأكد منسق المفاوضات أن “الوقت ليس مفتوحا أمام المفاوضات، وهناك شعور بضرورة القيام بتحرك عاجل للتوصل إلى اتفاق”، مضيفا أنه أجرى “مشاورات مثمرة مع الوفد الإيراني الجديد”.

وعن تفاصيل المفاوضات، قال مورا: “لن أتحدث عن التفاصيل، المباحثات لم تنته، وهي مستمرة، والأسبوع المقبل كلنا هنا سنواصل العمل”، لافتا إلى أنه “ربما تتوصل مفاوضات الأسبوع المقبل إلى نتيجة”.

وأكد المبعوث الصيني إلى مفاوضات فيينا وانغ غان، بعيد اجتماع اليوم، أن “هناك حاجة إلى المزيد من العمل”.

كواليس الاجتماعات الشاقة والضغوط

ويبدو أنّ الجولة السابعة من المفاوضات، التي بدأت يوم الاثنين الماضي، كانت شاقة. وتكشف مصادر مواكبة للمفاوضات في فيينا، لـ”العربي الجديد”، عن كواليس ما جرى في الاجتماعات، التي سخنت في الساعات الأخيرة، خصوصًا مع ضغوط مورست لمنع إنهاء الجولة الحالية دون تحديد موعد لاستئناف المفاوضات.

ويبدو أنّ هذه الضغوط أتت أكلها بإعلان الأسبوع المقبل موعدًا لجولة جديدة.

وقالت المصادر، التي فضلت عدم نشر هويتها، إن اللجنة المشتركة للدول الأعضاء بالاتفاق النووي عقدت اجتماعًا اليوم بطلب من الأطراف الأوروبية بعد “امتعاض” الأخيرة من مسودات المقترحات التي قدمها الجانب الإيراني، مساء الأربعاء الماضي.

وأضافت المصادر قبيل إعلان باقري انتهاء الجولة الحالية من المفاوضات، أن اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي جاء أيضًا لتقييم نتائج الجولة، و”يبحث مستقبل المفاوضات، وعلى الأغلب سيعلن انتهاء هذه الجولة”.

وكشفت المصادر نفسها عن أن “الساعات الأخيرة شهدت ضغوطًا ومساعي من الأطراف الروسية والصينية وممثل الاتحاد الأوروبي لعدم إنهاء الجولة من دون اتفاق على موعد لاستئناف المفاوضات”.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، قالت مصادر لـ”العربي الجديد”، إنّ الوفود ستعود إلى عواصمها ومعها المقترحات الإيرانية لمناقشتها، مشيرة إلى أن “هناك امتعاضاً أوروبياً وأميركياً” من فحوى المقترحات الإيرانية.

وأوضحت أن هذه الأطراف ترى أن المسودات الإيرانية تتعارض مع مسودة اتفاق توصلت إليها أطراف المفاوضات خلال الجولات السابقة، مشيرة إلى أن “الفجوة في المواقف بين إيران والأطراف الغربية باتت أعمق وأكثر مما كانت سابقاً”.

وتابعت المصادر أن “أطراف المفاوضات فوجئت، الأربعاء، بالمسودات الإيرانية الجاهزة، لكونها وضعتهم أمام أجندة مختلفة عن الدورات السابقة، بناء على أولوية رفع العقوبات بالكامل وربط التقدم في المسائل النووية برفع العقوبات، لكن هذا التوجه ترفضه الأطراف الأميركية والأوروبية”.

وسبقت اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، اليوم الجمعة، لقاءات واتصالات مكثفة في فيينا وبين طهران والاتحاد الأوروبي خلال الساعات الماضية، لبحث الوضع المعقد في مفاوضات فيينا، فعقدت لجان الخبراء، مساء الخميس، اجتماعين منفصلين، فضلًا عن لقاءات مضغوطة لمنسق المفاوضات إنريكي مورا مع كبير المفاوضين الإيرانيين وأطراف التفاوض الأخرى، خلال اليوم وأمس، وكذلك لقاءات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي مع باقري كني والمبعوث الأميركي الخاص بالشأن الإيراني.

كما أجرى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، اليوم، اتصالًا مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لمناقشة أوضاع مفاوضات فيينا.

(العربي الجديد)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: