انطلاق مؤتمر عالمي للإخوان بإسطنبول بمشاركة 500 شخصية (شاهد)

انطلاق مؤتمر عالمي للإخوان بإسطنبول بمشاركة 500 شخصية (شاهد)

اسطنبول – البوصلة

انطلقت صباح اليوم السبت، بمدينة إسطنبول التركية، فعاليات مؤتمر “الإخوان المسلمون.. أصالة واستمرارية”، بمشاركة أكثر من 500 شخصية عربية وإسلامية من 20 دولة.

وقال المنظمون للمؤتمر إنه جاء ليؤكد على أن جماعة الإخوان لا تزال ثابتة على منهجها الوسطي المعتدل، الذي انتشر في ربوع العالم، مشيرين إلى أنها “ستظل تدافع عن القضية الفلسطينية، ودورها المنشود في الوقوف بجانب الأقليات المسلمة”.

وطرح المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن، المهندس عبد الحميد الذنيبات، أسئلة تمثل بعض القضايا التي سيتناولها المؤتمر، قائلا: “هل ما زال منهج الجماعة السلمي هو المنهج الصحيح؟ وهل ما زالت الوسطية والاعتدال هي التي تحكم عملها في التغيير؟ وهل تنظر إلى المجتمعات العربية والإسلامية نظرة إصلاح أم تكفير؟”.

وقال الذنيبات: في هذا المؤتمر نرجو أن نسمع إجابات صريحة حول هذه التساؤلات وهذه القضايا.

إبراهيم منير: الإخوان بخير والمئوية الأولى توشك على التمام

قال نائب المرشد العام للإخوان المسلمين إبراهيم منير، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر أن هذه الفعالية تأتي والمئوية الأولى من مسيرة الجماعة المباركة توشك على التمام، تطلعًا للمئوية الثانية وقد خاضت الجماعة ملحمة كفاح تاريخية في مواجهة قوى كبرى دفاعا عن دين الله.

وأكد أن الجماعة لم تنعم باستراحة محارب، واجتاحتها عواصف هوجاء، وبات الناس يظنون أنها النهاية، و لكنها تخرج أشد قوة وتنقشع العواصف واحدة تلو الأخرى ويزول من يقفون خلفها، وتقف الجماعة بفضل الله صامدة بكل شموخ وتزداد ساحتها اتساعا وفكرتها انتشارا.

وقال منير: لم تتخلى الجماعة عن فهمها الشامل والدعوة إلى الله وظلت طوال هذا القرن الماضي بكفاحها المتواصل في ساحات العمل، وبقيت بعد هذه المدة في منصات الإعلام واهتمام مراكز الدراسات.

وأوضح أن دعوة جماعة الإخوان المسلمين ظهرت للوجود عام 1928م والأمة تعاني ضعفا في أحوالها والإسلام يعاني الغربة، بعد تغييبه عن دنيا الناس وحصره في نطاق أضيق من شموله كما شاء الله.

ونوه إلى أن الماركسية الملحدة تمكنت من إقامة دولة عظمى 1916 ذات قوة ضاربة، لم تخلوا دولة حتى الرأسمالية من تأثيرها، ثم تبعتها الماوية في الصين، ومن عايشها يعلم مدى قناعة الكثيرين في بلادنا بهذا الفكر، وتشكلت جماعات وأحزاب حظيت بدعم قوي ومالي وكادت تجتاح بلادنا هذا الفكر الاشتراكي أو الماركسي.

وأضاف، في هذه الأجواء ظهرت الجماعة بمشروعها التاريخي الإسلامي النابع من القرآن والسنة، لتجد نفسها رغم بساطة إمكاناتها وقلة أعدادها والسهام الموجهة لها، فلم تتراجع وخاضت معركتها الفكرية مع هذا الفكر، فلم ينقضي القرن إلا وقد انهارات الامبراطورية المارسكية في 91 والماوية بالصين وبقيت جماعة الأخوان بفكرها الشامل وكيانها الصلب.

وشدد على أن جهود الجماعة الفكرية في مواجهة التحدي الكبير الذي عجزت عنه المؤسسات الرسمية وكانت ملحمة الإخوان طوال القرن دفاعا عن مقدرات الأمة، وصمدت الجماعة وقدمت دماء أبنائها حسبة لله.

وأضاف، تبقى علامة هذا القرن أن قيادات الجماعة هي التي كانت تتقدم العمل وتسيل دماءها قبل أن تسير دماء افرادها، كما حصل مع الإمام الشهيد حسن البنا، الذي قتله النظام العسكري في الشارع، وانتشر فكره في المنطقة على إثر ذلك، وفعلوا ذلك مع الشهيد سيد قطب وانتشرت الدعوة في كل الأمة.

وقال منير إن جماعة الإخوان ما زالت بعافية، والجماعة بفضل الله خاضت كل قضايا الأمة التي استطاعت أن تعمل عليها من فلسطين وغيرها، ومع كل هذا الجهد توالت المحن والطعن في ظهورها من الأنظمة، وبفضل الله انتهى القرن بهذه الصورة التي يحاول الكثيرون إغفالها بما قدمت الجماعة، وهذا الجهد الذي ينساه الناس وتحاول الدراسات طمسه.

ووجه رسالة للمستبدين من الحكام قائلا: لكل هؤلاء الطغاة، استمرار تدفق دماء الشهداء الذين جاهدوا وصبروا مرضاة لله ولا يعلم عددهم ولا أجناسهم إلا الله، هذا التدفق الساخن بالدم لا يعني الموت بل يعني أن الجسد قائم وحي وقادر على الاستمرار في البذل.

وأضاف اليوم نستعد لدخول المئوية الثانية، هذا المؤتمر وقت ظروف دقيقة تمر بها الأمة والإنسانية، والإخوان يتابعون التغير عن كثب عن تغير موازين القوة ويرون أن من حق الناس عليهم وعلى أجيالهم أن يعلنوا عن معالم رؤيتهم والقضايا الكبرى التي يمر بها عالمنا، انطلاقا من صحيح فكرهم وثوابت منهاجهم، متسلحين بثبات فكرهم واعتدال مواقفهم.

وقال منير: تعاليم الإسلام الشاملة تحد مسارات الجماعة وفق مسارات أرساها كتاب الله وسنة رسوله، تكوين جيل جديد يؤمن بتعاليم الإسلام الصحيح يسهم بإيجابية في تطور المجتمع الإنساني، بما يتملكه الإسلام من ثروة ثائلة من القيم والمثل والمبادئ التي يمكن أن تسهم في إصلاح المجتمعات واستتباب الأمن والسلم وإقامة علاقة إنسانية إيجابية.

وشدد على أن الجماعة تؤكد على رفضها للإرهاب والتطرف أيا كان مصدره قولا وعملا وسلوكا وتربي أبناءها على ذلك، وتؤكد رفضها واستمرارها بقيام الأنظمة الاستبدادية بالإرهاب ضد شعوبها لمطالبتها بالحرية والحقوق من خلال ستار الحرب على الإرهاب.

وقال إن الإرهاب والتطرف في فهمنا يتمثل في ممارسة القهر والحرمان وهضم حقوق الشعوب وفرض الرأي بقوة السلاح وترويع الآمنين والتعصب للرأي والإرهاب والعنف الفكري.

وأضاف منير أن حب الوطن عند الإخوان عطاء وبذل وتضحية وفداء وهو في فكرها فريضة شرعية وضرورة وطنية تعني أن يتفانى الإنسان في خدمة وطنه، مقدما أقصى ما يستطيع من الخير تقربا لله وبناء للوطن.

ونوه قائلا: لدينا حرص أكيد على وحدة الأمة التي تتكون من مكونات مختلفة بالمساواة وتقوية الروابط بينهم ما داموا متعاونين على الخير.

وشدد على أن عمل الجماعة في السياسة لا ينفك عن عملها الدعوي، فالعمل الدعوي أيضًا لا يتم من غير سياسة، والسياسة لا تتم دون الاستنارة بنور الدعوة، على حد تعبيره.

وبالحديث عن الأهداف، يقول القيادي بجماعة الإخوان الليبية، فيصل الصافي: “جاء هذا المؤتمر للتعريف بجماعة الإخوان المسلمين، ويتناول القضايا التي تُثار حولها تساؤلات وشبهات؛ ليجيب عنها، ويزيح الملابسات حولها، من خلال طرح ورقات تكشف عن فكر الجماعة ورؤيتها ورسالتها وأدائها التربوي والدعوي والسياسي، وموقفها من القضايا الشائكة والمعاصرة”.

من جهته، أوضح عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، همام علي يوسف، أن “العديد من مفكري الجماعة في الأقطار المختلفة سيعرضون- في هذا المؤتمر- لفكر جماعتهم الأم، من خلال تراث مؤسّسها الأول، إضافة إلى الكشف عما وصلت إليه من تطورات في فكرها وبرامجها ووسائلها وإجراءاتها المختلفة”.

واستطرد قائلا: “يأتي هذا المؤتمر ليؤكد أن الجماعة لا تزال ثابتة على منهجها الوسطي المعتدل، الذي أخذته من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم”.

ونوه الأكاديمي والباحث فلسطيني محمد مكرم بلعاوي، إلى أن المؤتمر سيتطرق لمحور “الأقليات الإسلامية، حيث أنها مُستهدَفة بمؤامرات ومشكلات مُصطنعة؛ لدورها المهم في مسيرة الحضارة الإسلامية، والمحافظة عليها وتطوير وضعها؛ وهذا يدعونا إلى التفكير في كيفية معالجة هذه الأمور وإعادة هذه الأقليات إلى دورها المنشود الذي يقدم الخير لبلدانها وللعالم أجمع وللأمة الإسلامية”.

وتابع بلعاوي: “في هذه الأحداث الجسام التي يمر بها عالمنا الإسلامي، وخصوصا أرضنا المقدسة في فلسطين والقدس الشريف والمسجد الأقصى، كان لزاما أن تكون لنا وقفة جادّة، نراجع فيها المسيرة ونستشرف المستقبل ونعالج المشكلات الجمّة التي تعانيها أمتنا الإسلامية، وعلى رأسها قضايا الاستبداد والفساد والتبعية والجهل”.

بدوره، أكد المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، طلعت فهمي، أنه صار لزاما على دعوة الإخوان المسلمين- التي شارفت على نهاية قرنها الأول- أن تعيد تقديم “فكرتها للناس وللعالم أجمع، وأن تقدم لهم الحق الذي اعتقدته، ومنهاجها في سائر ميادين الحياة، في مجالات السياسة والدعوة والعلاقات الخارجية والدولة، ونظرتها إلى العالم من حولها”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: