بعد عام إسقاط الحكومة.. 2019 عام آخر شهده الأردن واحتجاجات قطاعات مختلفة

بعد عام إسقاط الحكومة.. 2019 عام آخر شهده الأردن واحتجاجات قطاعات مختلفة

عمان – رغدة خليل
دخل الشارع الأردني العام 2019، وهو مرافق للحالة الذي عاشها في العام الذي سبقه، إذ كان مشتعلًا بالاحتجاجات والاعتصامات ضد غلاء المعيشة واستمرار فرض الضرائب من الحكومة على مختلف القطاعات الاقتصادية، التي لامستها كافة فئات وطبقات المجتمع الأردني.

إضراب المعلمين (الاحتجاج الأبرز لعام 2019.. والإضراب الأطول في تاريخ الأردن)

جاء إضراب المعلمين كأطول إضراب شهده الأردن في تاريخه والذي استمر منذ الخامس من أيلول، وحتى السادس من تشرين الأول؛ ليشكّل المحطة الأبرز من محطات الاحتجاج خلال العام 2019.

وجاء إعلان نقيب المعلمين ناصر النواصرة حول الإضراب عن العمل في كافة مدارس المملكة الحكومية والذي امتد لما يقارب الأربعة أسابيع، على إثر عدم تجاوب الحكومة بفتح الطرق أمام المعلمين في الخامس من أيلول للوصول للدوار الرابع وإقامة اعتصامهم الذي كان قد أعلن عنه المرحوم “أحمد الحجايا”، نقيب المعلمين لتحقيق مطلب العلاوة 50% على رواتب المعلمين، حيث تعرّض المعلمون في ذلك اليوم للاعتداء والمنع من إقامة الاعتصام على الدوار، وتوقيف عدد من المعلمين من قبل الأجهزة الأمنية.

في الساعات الأولى من يوم الأحد السادس من تشرين الأول، تم الاتفاق بين نقابة المعلمين والحكومة على تحقيق مطالب المعلمين بالاعتذار أولا متمثلًا ذلك في رسالة نشرها رئيس الحكومة عمر الرزاز صباح السبت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وثانيًا تحقيق مطلب المعلمين بالعلاوة حيث اعترفت بها الحكومة خلال اليوم التالي.

مسيرات احتجاجية للمتعطلين عن العمل من المحافظات إلى العاصمة

في الرابع عشر من شهر شباط، أقدم متعطلون عن العمل من محافظة العقبة على أسلوب احتجاجي جديد، وذلك بالمشاركة بمسيرة من الجنوب نحو العاصمة عمّان، للوصول إلى الديوان الملكي للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم بمدينتهم بدخل مالي يوفر لهم “عيشًا كريمًا”.

وصل عدد المشاركين في بداية المسيرة إلى 60 شخص كانوا اعتصموا سابقًا ما يقارب الشهرين أمام القصور الملكية في العقبة، فقرروا السير من محافظة العقبة “مسافة 350 كم” إلى عمّان طلبًا للعمل، وانضم إليهم في مسيرهم متعطلون آخرون من المحافظات حتى تجاوز عددهم 150 شخصًا، إلى لحظة وصولهم إلى الديوان الملكي في عمّان وتقديم تعهد بالاستجابة لمطلبهم من قبل رئيس الديوان، ونقلهم بحافلات إلى العقبة.

وسرعان ما اتبع المتعطلون عن العمل في مختلف محافظات المملكة “إربد وعجلون، ومأدبا، والطفيلة ومعان، والكرك” نهج المسيرة إلى عمّان للمطالبة بعمل يؤمن لهم حياة كريمة.

وعقب المسيرات، نفّذ المتعطلون عن العمل من محافظة معان، اعتصامأ قرب الديوان الملكي في عمان استمر لمدة عشرين يومًا؛ انتهى بعد فشل عدّة مفاوضات باتفاق وقّع عليه ممثلو المعتصمين ووجهاء من معان يقضي بأن تجد الحكومة وظائف لحوالي 750 اسمًا مرفقًا ينتمون إلى معان والبادية الجنوبية، ودفع 200 دينار شهريا لكل متعطل لم يحصل على عمل بحلول 13 نيسان المقبل.

وبحثًا عن حقهم في التوظيف، أقام “وما زال” أبناء حي الطفايلة اعتصامًا مفتوحًا أمام الديوان الملكي في عمان ومسيرات شبه يومية في وسط البلد للمطالبة بتوفير فرص عمل لائقة لهم.

احتجاجات مناهضة لورشة البحرين وصفقة القرن

نفذت أحزاب وفعاليات نقابية وشعبية عدة وقفات واعتصامات احتجاجية، في مخيم البقعة وبالقرب من محيط رئاسة الوزراء؛ رفضا لمشاركة الأردن الرسمية في ورشة البحرين.

وبدعوة من الحركة الإسلامية اعتصم المئات في 28 من أيار، أمام السفارة الأمريكية احتجاجا على زيارة صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى العاصمة عمان على رأس فريق أمريكي من أجل بحث تفاصيل صفقة القرن ومؤتمر البحرين المخصص لبحث الجانب الاقتصادي للصفقة.

 والتي جاءت مشاركة الأردن فيها على طريقة تخفيض مستوى التمثيل عبر “مشاركة أمين عام وزارة المالية”.

احتجاجات الرمثا

شهدت مدينة الرمثا في شهر آب احتجاجات واسعة على أثر قرار لمجلس الوزراء بتحديد كمية السجائر التي يسمح للمسافر حملها من معبر جابر “من سوريا للأردن. وفي تشرين الأول تجددت الاحتجاجات إذ قام البحارة بإغلاق الطرق الرئيسة بالإطارات المشتعلة، مطالبين الحكومة بالتراجع عن التضييق الذي تعرضوا له نتيجة الإجراءات التي اتخذتها الجهات الرسمية عبر المعبر، والتي حمّلت البحارة العديد من الخسائر.

وقفات المعتقلين لدى الاحتلال.. اللبدي ومرعي

بعدما اعتقلت سلطات الاحتلال كلاً من المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي إدارياً أثناء توجههما إلى الأراضي الفلسطينية في أغسطس /آب 2019 وسبتمبر/أيلول 2019 على التوالي، أقام الأردنيون عدة وقفات تضامنية مع الأسيرين المحررين، جاء أبرزها وقفة احتجاجية نفّذت في الثالث من تشرين الثاني أمام رئاسة الوزارء على الدوار الرابع للمطالبة بتحرك حكومي عاجل للإفراج عن كل من اللبدي ومرعي المعتقلين إدارياً في سجون الاحتلال الصهيوني وكافة الأسرى الأردنيين.

اعتصامات أهالي المعتقلين الأردنيين في السعودية

بعد اعتقال السلطات السعودية أكثر من ثلاثين أردنيا قبل عشرة أشهر من دون إسناد تهم محددة لهم، نفذ أهالي المعتقلين الأردنيين في السعودية العديد من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية من أمام رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية ومجلس النواب، وذلك لمطالبة الحكومة بكشف مصير ابنائهم المعتقلين.

اعتصام ضباط الأمن العام المتقاعدين أمام مجلس النواب

وفي أواخر شهر نيسان، اعتصم المئات من ضباط الأمن العام المتقاعدين أمام مجلس النواب، احتجاجا على المساس بحقّهم في صندوق الاسكان للضباط المتقاعدين وللمطالبة باكمال الدفعة التي تم الاتفاق عليها سابقا بصرف مستحقات الاسكان لـ 700 ضابط، وزيادة عدد المستفيدين إلى 40 شهريا بدلا من 30 مستفيدا، والعودة عن قرار هيئة الصندوق وإعادة صرف المدخرات كما كانت وفق آلية صرف الصندوق منذ التأسيس.

وتم تعليق الاعتصام في 5/5 بعد توافق المعتصمين مع مساعد مدير الأمن العام العميد سمير بينو على تشكيل لجنة من (4) ضباط متقاعدين وآخرين عاملين للتوصل إلى صيغة تلبي مطالبهم.

وحتى نهاية العام 2019، يستمر مواطنون في اعتصامهم الأسبوعي في ساحة مستشفى الأردن بالقرب من رئاسة الوزراء على الدوار الرابع، وذلك للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة وحقيقية.

وجاءت اعتصامات أخرى في بعض المحافظات منها “المفرق والكرك، والزرقاء، وإربد” في بداية العام، مطالبة بإقالة الحكومة وتغيير النهج، وضد سياسة الإفقار وفرض المزيد من الضرائب ورفع الأسعار، وكذلك اعتصامات أخرى في مختلف المحافظات ومن أمام النواب في العاصمة للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي.

وأقيمت اعتصامات ووقفات احتجاجية عديدة في مختلف محافظات المملكة في عام 2018، من قبل قطاعات وعاملين وطلاب وأولياء أمور وغيرهم، لم تكن مدتها طويلة بعدما جاء النظر في شأنها سريعًا مما اضطرها إلى تعليق احتجاجها تجاه تنفيذ كل منها مطالبها أو حتى تجاهلها، ومن ضمنها:

اعتصام أمام النقل احتجاجا على منح إعفاءات لحافلات نقل طلبة المدارس، واعتصام لطلبة الطب أمام التعليم العالي احتجاجا على السنة التحضيرية، واعتصام للمكاتب الهندسية أمام مبنى أمانة عمان احتجاجا على نظام الأبنية، ومسيرات واعتصامات في مختلف أنحاء المملكة تنديدا بالانتهاكات الإسرائيلية ورفضا لصفقة القرن، اعتصام موظفو الجامعة الهاشمية.

إضافة إلى اعتصام لحملة شهادة دكتوراة “معطلون عن العمل” أمام مبنى مجلس الوزراء وأمام الديوان الملكي للمطالبة بتعيينهم وتطبيق معايير هيئة الاعتماد، واعتصام أمام المركز الوطني لحقوق الإنسان للمطالبة بالتدخل للافراج عن معتقلي الرأي خاصة بعد دخول بعضهم في إضراب مفتوح عن الطعام، واعتصام ذوي الإعاقة وأهاليهم احتجاجا على تعديلات نظام إعفاء مركبات الأشخاص ذوي الاعاقة الذي أقرّته حكومة الرزاز، وإضراب مفتوح عن العمل نفذه موظفو وكالة الغوث الدولية “أونروا”.

وأيضًا، عودة المزارعين لاعتصامهم أمام رئاسة الوزراء، واعتصام للتاكسي الأصفر في إربد وعمّان والزرقاء، واعتصام للمرضين في مستشفى الجامعة الأردنية، واعتصام طلبة الثانوية العامة جيل 2000 احتجاجا على القبولات الجامعية، واعتصام لطلبة الطب العائدين من السودان أمام وزارة التعليم العالي والنواب احتجاجًا على عدم قبولهم في الجامعات الأردنية ضمن البرنامج العادي أو مقابل “نصف رسوم الموازي”، واعتصام في جريدة الرأي احتجاجا على تأخر الرواتب ونهج إدارة الصحيفة، واعتصام امام الديوان الملكي للمطالبة بوقف حبس المدين.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: