بوليتكو: هكذا تحولت شوارع واشنطن إلى ساحة تيانامين مصغرة

بوليتكو: هكذا تحولت شوارع واشنطن إلى ساحة تيانامين مصغرة

نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا لمراسلها في واشنطن قال فيه إن هذا الأسبوع يصادف الذكرى الحادية والثلاثين لمذبحة ساحة تيانامين، حيث قامت الشرطة الصينية بسحق المتظاهرين المنادين بالديمقراطية ثم قضت عقودا تكذب حقيقة ما حصل.

وكانت تلك الحادثة قد تحولت إلى قضية سياسية في أمريكا مباشرة. فخلال أول انتخابات رئاسية بعد فض ميدان تيانامين، اتهم بيل كلينتون، جورج بوش الأب بـ “تدليل المستبدين” لضعف رد فعله على عملية القمع. ومن وقتها وفرت تلك الحادثة الفرصة للمسؤولين الأمريكيين للتلويح، عندما يناسبهم الأمر، بشيء من الاستعلاء الأخلاقي حول مخاطر استبداد الحزب الواحد.

وفيما يمكن وصفه بالتوقيت غير المناسب، يوم الثلاثاء، بعد يوم من مهاجمة المتظاهرين السلميين خارج البيت الأبيض بالغاز المسيل للدموع، انتقد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو الصين لمنعها إحياء ذكرى ساحة تيانامين في هونغ كونغ.

ويصف المراسل مشاهد المظاهرات في واشنطن، قائلا إنها انقسمت خارج بيت الأبيض ليلة الأحد الماضي، فقد تم وضع الشرطة ومعهم معدات الشغب ليحاصروا ميدان لافاييتي، وهي حديقة تملأها الأشجار والممرات والمقاعد الخشبية.

وكان أمام الشرطة مئات المتظاهرين الذين حوصروا خلف الحواجز المعدنية والتي تم دفعها من الحافة الشمالية من الحديقة إلى داخلها.

وفي معظم المظاهرات عند البيت الأبيض سواء كانت تلك المناهضة لقانون الرعاية الصحية لأوباما أو إهمال ترامب للتغير المناخي ليس لدى الشرطة أي سبب للتدخل في المظاهرة. ولكن عندما يتعلق الأمر بوحشية الشرطة، يصبح رجال الشرطة أنفسهم هدفا للمظاهرة.

ولم يكن هناك موقف موحد متفق عليه بين المتظاهرين في ميدان لافاييتي. ويبدو أن الخلاف الوحيد الذي كان بينهم حول استخدام أو عدم استخدام العنف ضد الشرطة أو الإضرار بالممتلكات.

ولكن عددا لا بأس به قام بإلقاء عبوات المياه على الشرطة وأحجار كانت مكومة، لكن عبوات الماء هي أكثر ما كان يرمى به على الشرطة فتصيب الدروع البلاستيكية التي يحتمون خلفها.

وكان هناك صراخ متبادل بين المتظاهرين الذين يلقون بالأشياء على الشرطة وغالبية المتظاهرين كانوا يصرون على سلمية التظاهر، وردت امرأة سوداء على رجل كان يوبخها لرميها الأشياء على الشرطة “عليك اللعنة.. أنت لست أسود”.

واقترب الصحافي من الحاجز وشاهدتهم يتجنبون المقذوفات عليهم ويستمعون إلى الشتائم مثل “أيها الخنازير” و”أيها العنصريون”، وإن كان أسودا وصفوه بـ”العم توم”.

وليلة الإثنين أشعل المتظاهرون النار في أماكن عدة منها الطابق الأرضي لكنيسة سانت جونز. وفي المساء فرض منع التجول وفضت الشرطة المتظاهرين من ميدان لافاييتي.

وبعد ذلك بدأ النهب والتخريب على نطاق واسع حيث لم يكن هناك وجود للشرطة وسط واشنطن وأشعل غاضبون السيارات ونهب بعضهم متاجر المجوهرات والمتاجر العامة واستمرت المناوشات بين المتظاهرين حول عدم استخدام العنف.

وكان يوم الاثنين مختلفا؛ قليل من المتظاهرين والكثير من الشرطة. وتدفق الحرس الوطني إلى شوارع المدينة، وقامت العديد من السيارات المصفحة بالانتشار وإغلاق الشوارع المؤدية إلى البيت الأبيض. وفي ميدان لافاييتي كان المسيطرون هم المتظاهرون السلميون.

وللتاريخ يستحق الأمر أن نذكر الحقيقة بأن ما حصل بعد الساعة السادسة مساء يوم الاثنين الماضي في ميدان لافاييتي وهو أن الشرطة هاجمت متظاهرين غير مسلحين وسلميين بالغاز المسيل للدموع كي يستطيع دونالد ترامب أن يمشي إلى كنيسة سان جورج ويتصور وهو يحمل إنجيلا كبيرا أمام الكاميرات.

ولكن ميل اليسار لصياغة سردية حول التظاهرات بأن التركيز يجب أن يكون على عنف الشرطة، وليس على مظاهر العنف والتخريب والنهب، يتضاءل إن قورن بما تقوم به إدارة ترامب وإعلامها لتبرير هجوم يوم الاثنين على المتظاهرين.

إن محاولة نشر دفاع كاذب حول أفعال الشرطة صدم حتى أقرب حلفاء أمريكا وهو مثل محاولة لمسح الذاكرة على مستوى ميدان تيانامين، بالرغم من أنه لا يمكن المقارنة بين المذبحة التي حصلت هناك وما حصل في واشنطن.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: