بين البنغالية والعربية.. واقع الترجمة ببنغلاديش في ندوة لجائزة الشيخ حمد

بين البنغالية والعربية.. واقع الترجمة ببنغلاديش في ندوة لجائزة الشيخ حمد

شعار جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي

عقد الفريق الإعلامي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ندوته الثالثة للموسم السادس بعنوان “واقع وآفاق الترجمة في بنغلاديش من وإلى العربية”، وذلك يوم الخميس 2 يوليو/تموز الحالي، وشارك بها عدد من الأكاديميين والمترجمين البنغاليين.

ويتحدث البنغالية أكثر من 200 مليون شخص حول العالم، وتعد لغة بنغلاديش الرسمية والقومية، وثاني أوسع اللغات انتشارا في الهند بعد اللغة الهندية، وسابع أكثر اللغات انتشارا حول العالم بالنسبة لعدد السكان.

وافتتح الندوة الدكتور أبو جمال محمد قطب الإسلام نعماني الأستاذ بقسم اللغة العربية في جامعة دكا ببنغلاديش، وفي كلمته بعنوان “تجربة بنغلاديش في الترجمة إلى العربية والعكس.. طبيعة الجهود الرسمية والفردية”، تناول تاريخ حكم البنغال ودخولهم الإسلام، وأشار إلى أبرز الترجمات وأولها التي حصلت في بنغلاديش، ومنها القرآن الكريم الذي ظل يترجم عدة مرات متتالية بجهود العديد من المترجمين، نظرا للإقبال على كتاب الله.

وتحدث نعماني في مداخلته عن المؤسسات التي اهتمت بالترجمة في بنغلاديش، ومنها المؤسسة الإسلامية التي تعد من أكبر المؤسسات التي تعنى بترجمة الكتب الدينية، ومنها التفاسير وكتب الفقه والسير والسنن وغيرها، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى ودور نشر تهتم بالترجمة، منوها إلى شح الترجمة من البنغالية إلى العربية بشكل عام.

وفي المقابل، أشار النعماني إلى تأثير الترجمة من العربية الكبير على المجتمع البنغالي، معتبرا أن “دور الصحوة الإسلامية له أكبر الأثر في تسويق الكتب العربية المترجمة إلى البنغالية”.

تجربة وصعوبات

وتطرق الدكتور محفوظ الرحمن محمد ظهير الأستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الإسلامية بكوشتيا ببنغلاديش في مداخلة بعنوان “تجربة شخصية في عملية الترجمة من وإلى البنغالية.. قراءة إحصائية في حجم المترجم من البنغالية إلى العربية والعكس”؛ إلى بدايات اشتغاله في الترجمة منذ ارتباطه بالعمل الأكاديمي.

وأشار إلى شيوع الترجمة الدينية في بنغلاديش، كون المترجمين يعرفون العلوم الدينية، وعدم معرفتهم بالعلوم الفلسفية -على سبيل المثال- حال دون اشتغالهم بتلك العلوم.

كما بين بعض الصعوبات في الترجمة من العربية إلى البنغالية، التي تواجهه كمترجم، ومنها صعوبة بعض الألفاظ العصية على الثقافة البنغالية، وافتقار المترجمين إلى المصادر والمراجع التي تساعدهم على الترجمة، علاوة على صعوبة بعض الموضوعات التي يطلب منهم ترجمتها ولا تقع في مجال اشتغالهم كعلم النفس وغيره.

وأكد ضرورة تحلي المترجم بالصبر، وبذل الجهد المضاعف والأمانة العلمية والأمانة مع النفس؛ كونها خصائص أساسية في بناء وعي المترجم الحق، كما دعا إلى ضرورة دعم المترجم ماديا ومعنويا لتزدهر حركة الترجمة.

مجالات الترجمة بين اللغتين

وأشار الدكتور عبد الله المأمون عبد اللطيف، المعروف بالأزهري والمحاضر بقسم الدراسات الإسلامية في جامعة شانتو مريم للتكنولوجيا الإبداعية في دكا ببنغلاديش- إلى أن عدد المتحدثين باللغة البنغالية يزيد على 189 مليون متحدث حول العالم، وهي من اللغات الحية التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة، ونوه إلى اهتمام بنغلاديش بالترجمة التحريرية والشفوية.

وتحدث الأزهري في ورقته التي بعنوان “مجالات الترجمة في اللغة البنغالية (الأدب/العلوم الإنسانية) وطبيعتها” عن عصور الترجمة، والمراحل التي مرت بها في العصرين المتوسط (1200- 1600) والحديث (1601- الآن).

وتناول بعض ترجمات الأدب البنغالي إلى العربية، كترجمة أشعار فاروق أحمد خان، وأكد أن ما تمت ترجمته إلى البنغالية ما زال قليلا باستثناء الترجمة ذات الطابع الديني.

دافع ديني

من جانبه، تحدث البروفيسور أبو محمد صالح، الملقب بطريق الإسلام والأستاذ بقسم الدعوة والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية بكوشتيا ببنغلاديش؛ عن الإقبال على الكتاب المترجم، وتاريخ الترجمة عبر العصور وبدايات الترجمة البنغالية مع الكتب المقدسة المجوسية والهندوسية.

ونوه إلى مفارقة مفادها أن تلك الترجمات كانت بأمر سلاطين مسلمين، مما يؤكد وعيهم بأهمية الترجمة.

كما تطرق طريق الإسلام إلى مستويين من اللغة البنغالية؛ تلك التي تنتشر في دكا، وذات طابع إسلامي، في حين تنتشر في كلاكتا ذات الطابع الهندوسي، مما يقتضي الدقة في التعامل مع المترجمات من اللغات الأخرى إلى البنغالية، واعتبر كتاب “يوسف زليخة” أول ما ترجم من العربية إلى البنغالية عام 1500 ميلادية.

وفي الختام، عرضت الدكتورة حنان الفياض، المستشارة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة؛ أهداف الجائزة ورؤيتها وآلية توزيع القيمة المالية السنوية، بالإضافة إلى فئات الجائزة، وأهمية اختيار اللغة الكورية كواحدة من اللغات الخمس في فئة الإنجاز لهذا الموسم السادس.

وأشارت الفياض إلى أن الجائزة توجه اهتمامها في موسم 2020 إلى اختيار اللغة الفارسية كلغة رئيسية ثانية إلى جانب الإنجليزية، واختيار 5 لغات جديدة في فئة الإنجاز، وهي: البشتو والبنغالية والسويدية والهاوسا، بالإضافة إلى الكورية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: