بين التخبط الحكومي و”أوميكرون”.. خبير يطالب المجتمع بالمحافظة على صحته العامّة

بين التخبط الحكومي و”أوميكرون”.. خبير يطالب المجتمع بالمحافظة على صحته العامّة


عمّان – خاص – البوصلة

قال الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ على المجتمع الأردني أن يحافظ على صحته العامّة عبر الالتزام بمثلث السلامة لمواجهة الجائحة وهي الكمّامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي والإقبال على تلقي المطاعيم بما فيها الجرعة المعززة، محذرًا من الوقوف مطولاً أمام الأخطاء والارتباك الحكومي والتناقض في القرارات وتأثيراتها السلبية على اتساع انعدام “الثقة المجتمعية” بإجراءات الحكومة لمواجهة المتحور الجديد “أوميكرون”.

وأكد الحوارات على ضرورة عدم دخول المجتمع في حالة من التساهل واللامبالة إزاء المتحور الجديد أوميكرون في ظل دعوات تقلل من خطورته وتأثيره على الصحة العامّة، مشددًا على أنّ الفيروس بالغ الخطورة في سرعة انتشاره وتركيبته الجديدة التي ما زالت قيد الدراسة.

ونوه إلى أنّ المتحور الجديد “أوميكرون” هو نتيجة لما يزيد عن 32 طفرة من الطفرات التي أدت إلى إيجاد سلالة جديدة تركيبتها قادرة على أن تحتال على المطاعيم وتحتال على المناعة، موضحًا أن خطورة الفيروس لم تقدر بالدرجة الأولى، وما زال تحديد هل هذا المتحور الجديد معاند للمطاعيم قيد الإجابة.

واستدرك الحوارات بالقول: “لكن الثابت سرعة انتشار الفيروس كبيرة جدًا، ودُرس حتى الآن بأنه كان خفيف التأثير لمن تلقوا المطاعيم ولكن لم يدرس بعد لمن لم يتلقوا المطاعيم”، محذرًا من أنه ما زال هناك ثغرة معرفية فيما يتعلق بجانب الشدة من حيث الإصابة لمن لم يتلقوا المطاعيم.

د. منذر الحوارات: إذا أردنا أن نجاري الحكومة في أخطائها باعتقادي سيدفع المجتمع الثمن

تشديد الالتزام بمعايير السلامة ضرورة ملحة

وقال الحوارات إن المتحور الجديد أوميكرون “مدعاة للعودة من جديد للقول بضرورة الالتزام بمعايير السلامة العامة والالتزام بالوقاية الشخصية ولبس الكمامات والتباعد الاجتماعي، باعتبارها العنصر الأول في محاربة هذا الفيروس”.

وشدد على أن “هذه الطريقة لا تزال هي الأجدى والأكثر فاعلية”، محذرًا من أن الاجتماعات الصاخبة العامّة الكبيرة أعتقد أنها ستكون لصالح هذا الفيروس.

وأكد أن التجمعات غير المنضبطة بمعايير السلامة ستكون لصالح هذا الفيروس، وعدم القناعة العلمية بأن هناك متحور جديد خطير سيكون في صالح هذا الفيروس، منوها إلى أن “تلقي جرعة داعمة من اللقاح سيكون مضادًا لهذا الفيروس، ونحن ندرس اليوم ما في صالح الفيروس وما يضاده”.

وشدد على أن تلقي جرعة من المطاعيم من شأنه أن يقف في وجه انتشار المتحور الجديد، بالإضافة إلى الإدراك الواعي لخطورة فيروس “أوميكرون” وأي متحور جديد.

الارتباك في اتخاذ القرار

وحذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة” من أن “الارتباك والارتجال في اتخاذ القرار يصب في مصلحة إرباك المجتمع وجعله يكون متوترًا وغير مدرك أن الدولة تسير بخطى واثقة وحكيمة ذات جدوى في محاربة الفيروس.

وقال الحوارات: إن الارتباك هذا قد يوجد ثغرة مجتمعية، ونتذكر سابقًا عندما كان يسمح بالاحتفالات وتمنع التجمعات العادية في الصلاة، أخذت على الحكومة وضد موقفها من محاربة الفيروس، وأصبحت تشكل منعطفًا اجتماعيًا ضد أي توجه يجعل الناس تتفق في مواجهة هذا الفيروس.

“في تصوري قرار موحد حكومي يصدر من جهة مرجعية واحدة، لها القوة والفعالية والمقدرة على التأثير، هو الأجدر في هذه المرحلة الخطيرة”، على حد تعبيره.
وأضاف بالقول: نحن نمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع الفيروسات، وهذه الخبرة تؤهلنا بعد عامين من الجائحة للتعامل مع أي متحور بثقة، ونتعامل مع أي تغير جديد للفيروس بثبات ودون ارتباك.

وحذر في الوقت ذاته من أن العودة لمربع الارتباك والقرارات الحكومية المتشنجة سيخلق فرصة جديدة لعدم الثقة المجتمعية وفرصة جديدة للتعارض بين المجتمع والحكومة، وسيساهم في إعادة انتشار الفيروس.

وأكد الحوارات على أنه يؤيد “رقابة مشددة جدًا وتطبيق العقوبات بشكل عادل، على من يرتكبوا الأخطاء والمخالفات”.

ووجه الحوارات رسالة للمجتمع الأردني يحذره من صنع المقارنات بين “ما يجب أن يفعله المجتمع وما تفعله الحكومة”، منوهًا إلى أن “الحكومة لا يصلح العطار ما أفسده دهرها”.

وطالب الحوارات بضرورة “أن ينتبه الناس لمصلحتهم الشخصية، لا سيما وأنه أجدى من الوقوف موقفًا تجاه الحكومة، ويقولوا الحكومة فعلت هذا ويجب نحن أن نفعل ذاك”.

وختم بالقول: “الحكومة ارتكبت أخطاء كثيرة خلال الجائحة وما زالت ترتكبها، وإذا أردنا أن نجاريها في أخطائها باعتقادي سندفع نحن الثمن، وهذا يدعو كل مواطن للحرص على صحته وسلامته، وهذا الحرص سيجعله يتخذ قرارا جديًا للالتزام بمعايير الصحة والسلامة العامة”.


(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: