وائل قنديل
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

تحت الصفر: من طوكيو إلى فلسطين

وائل قنديل
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

كان من المتصوّر أن تسعى السلطات السعودية لفعل شيء يخفّف من عار طوكيو، المتمثل في إجبار اللاعبة، تهاني القحطاني، على مقابلة لاعبة صهيونية، والانهزام أمامها بنتيجة صفر مقابل 11 في منافسات الجودو، ثم مصافحتها ثلاث مرات في خضوعٍ مذلّ، هبوطًا تحت الصفر.

كان من المتخيل أن يتم اعتبار ما جرى سقطة رياضية، بعيدًا عن السياسة، والتحرّك سريعًا نحو إظهار وجه سعودي عربي، محبّ لفلسطين، منتمٍ لقضيتها ومنحاز لحلم تحريرها، كي يقول للعالم إن التي انهزمت، بسعادةٍ مفرطةٍ وسخاء باذخ، مجرد لاعبة، وليست دولة كاملة تحتوي الحرمين الشريفين، وتقدّم نفسها بأنها صاحبة الثقل العربي الكبير.

انتظرنا انفتاحًا على الفلسطينيين، يخفّف من وطأة التمرّغ في عرق الصهاينة المنسكب على ملاعب طوكيو، فيصدر، مثلًا، قرار ملكي بطي ملف تلك القضية المخجلة التي عنوانها “المتهمون بدعم المقاومة الفلسطينية”، والتي ضمّت 69 فلسطينيًا وأردنيًا وسعودية، كل جريمتهم أنهم داعمون لمن يقاومون احتلالًا صهيونيًا، يدنّس الأرض ويدنّس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. غير أن الحكم صدر أمس بأحكام الإدانة المغلظة بحق الممثل الرسمي السابق لحركة حماس في المملكة وولده، وعدد كبير ممن شملهم ملف المحاكمة، بالسجن مددا بلغت 22 عامًا.

لا يمكن لعاقل أن يفصل بين الانهزام بسعادة أمام الكيان الصهيوني في طوكيو والانتقام بغلّ وفظاظةٍ من داعمي مقاومي الاحتلال الصهيوني في السعودية، إذ إن الصورتين تكملان بعضهما بعضا، وكلتاهما تضافان إلى ألبوم صور التطبيع السعودي الصهيوني، المتخم باللقطات والتفاصيل المخجلة، منذ صعد محمد بن سلمان إلى ولاية العهد، مندفعًا نحو العرش الكبير.

ولكي تدرك أن صورة اللاعبة السعودية منبطحة أمام نظيرتها الصهيونية، لم تكن فقط لقطة رياضية تدعو إلى السخرية، بل هي مشهد سياسي مصنوع بدقة متناهية، وتحت رعايةٍ من أعلى المستويات، دعني أذكرك بما جرى خلال العام 2016 حين انتصرت السعودية لعروبتها واتخذت موقفًا قوميًا تاريخيًا، برفض مواجهة المنتخب الفلسطيني بتصفيات كأس العالم في رام الله، كي لا تقع تحت طائلة التطبيع، وتلوّث جوازات سفر أعضاء بعثتها بأختام المحتل الصهيوني.

 في ذلك الوقت، هدد الاتحاد الدولي لكرة القدم السعودية بعقوبات رادعة بعد انسحابها من المباراة وتضحيتها بثلاث نقاط، فكان رد السعودية على لسان مصدر من الاتحاد السعودي لوكالة الأنباء الألمانية “لدينا مبرّرات قانونية وواقعية لعدم اللعب، فالكل يشاهد ما يحدث بالأراضي الفلسطينية والوحشية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي.. لقد حسمنا أمرنا ونفكر بالمباراة القادمة”. وكان جبريل الرجوب، رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، يناضل بضراوة من أجل جر المنتخب السعودي للعب في رام الله، على نحو بدا معه أن إصرار الرجوب على القتال، حتى آخر نفس، يهدف إلى إغراق السعودية في مستنقع التطبيع الرياضي.

خمس سنوات فقط تفصل بين تلك السعودية العربية وهذه السعودية الجديدة التي ترتشف من فناجين التطبيع بشهية مفتوحة على آخرها، وتمضغ مواقفها القومية السابقة وتبصقها في وجه الجميع، لتقطع شوطًا غير مسبوق، لا تتفوّق عليها فيه إلا الإمارات التي صارت حديقة خلفية للاحتلال الصهيوني.

(العربي الجديد)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts