تحليل: قصف المقاومة رسالة للمطبعين وترسيخ معادلة القصف بالقصف

تحليل: قصف المقاومة رسالة للمطبعين وترسيخ معادلة القصف بالقصف

قصف المقاومة رسالة للمطبعين وترسيخ معادلة القصف بالقصف

يجمع محللون ومختصون بالِشأن الفلسطيني والإسرائيلي على أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تعزيز فرض قواعد الاشتباك بطريقتها، وليس كما يريد الاحتلال الإسرائيلي، واستطاعت تثبيت معادلة “القصف بالقصف” خلال ردها فجر يوم الأربعاء على التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة.

ووفق المحللين الذين تحدثوا لوكالة “صفا”، فإن فصائل المقاومة أرسلت رسالة واضحة للاحتلال وللمطبعين العرب، بأنها حاضرة، وهي من تمتلك مفاتيح الحرب والسلام، وأن الشعب الفلسطيني ما لم يحصل على حقوقه المشروعة، فإن السلام لن يتحقق.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية فجرًا عدة مواقع تتبع للمقاومة في القطاع، وهو الأمر الذي ردت عليه بقصف مستوطنات الغلاف برشقات صاروخية.

وفي بيان لها، أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أنها “لن تسمح للعدو باستهداف شعبنا ومواقعنا فالقصف بالقصف”، مضيفة أن “ردنا على الغارات الصهيونية الذي كان اليوم حاضرًا، سيبقى حاضرًا لمواجهة أي عدوان”.

ردع الاحتلال

الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا يرى أن المقاومة نجحت في تعزيز قواعد الاشتباك بطريقتها، وليس كما يريد الاحتلال، وجسدت معادلة القصف بالقصف لمواجهة الاحتلال واعتداءاته على غزة.

ويوضح أن التصعيد بين المقاومة والاحتلال فجر اليوم يأتي في سياق معادلة المواجهة الأخيرة بينهما، والقائمة بشكل أساسي على ضرورة ردع الاحتلال عن أي عمليات قصف تستهدف مقدرات ومواقع المقاومة في غزة دون اعتبار لكثير من القضايا.

وهذا ما تحدثت عنه الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بشكل واضح في بيانها اليوم، وأكدت أن “معادلة القصف بالقصف ليست شعارًا يُقال أو كلمات تُردد، بل تنفيذ قرار”.

ولهذا التصعيد- يقول القرا- خصوصية واضحة وعدة رسائل، كونه تزامن مع توقيع اتفاق التطبيع بين ‎الإمارات والبحرين و”إسرائيل”، برعاية أمريكية.

وبنظره، فإن المقاومة أرادت من خلال قصف مواقع ومستوطنات إسرائيلية، توصيل رسالة للعرب والاحتلال، مفادها بأن” المقاومة حاضرة ومتمسكة بمقاومة الاحتلال، ولا تضع أي اعتبارات لمن يتحالف مع إسرائيل، وأن كل هذه الاتفاقيات لا تعنيها بشيء”.

ووقعت الإمارات والبحرين مساء الثلاثاء اتفاق تطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي في واشنطن برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ووسط احتجاجات واسعة في المدن الفلسطينية وعواصم عدة في العالم.

ويشير القرا إلى أن هناك تفاهمات لم يلتزم بها الاحتلال أو ينفذها، وبدورها ردت المقاومة عليها، وأرادت أن تقول إنه “لا يمكن القبول بمعادلة الاحتلال وقصفه لغزة ولمواقع المقاومة، ويجب ردعه وصد أي عدوان على الشعب الفلسطيني في القطاع”.

الخيار الوحيد

ويتفق المختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر مع القرا على أن المقاومة أرادت تثبيت وترسيخ معادلة القصف بالقصف في مواجهة عدوان الاحتلال.

ويضيف أبو عامر أن فصائل المقاومة وضعت بصمتها وقالت كلمتها، وأكدت أن أي عدوان على الفلسطينيين ومقاومته لن يمر بدون رد.

وبرأيه، فإن ما حدث اليوم يُؤكد أن “القضية الفلسطينية هي أساس الأمن والسلام والحرب والمواجهة، وأن أي اتفاق تطبيع عربي مع إسرائيل لن يُساوي الحبر الذي كُتب به، ما لم تعود الحقوق لأصحابها ولشعب واقع تحت الاحتلال منذ عقود”.

وأرادت المقاومة كذلك- بحسب أبو عامر- تذكير الدول العربية، وخاصة دول الخليج التي تتهافت نحو التطبيع، بأنها قائمة وحاضرة طالما هناك احتلال ما زال موجودًا يمارس اعتداءاته وقصفه ضد أهالي غزة، في ذروة التطبيع العربي.

ويؤكد أن المقاومة أثبتت أيضًا أن اتفاقيات السلام مع “إسرائيل” زائفة ولا تقر بحقوق الفلسطينيين، وأن مقاومة الاحتلال هي الخيار الوحيد لانتزاع الحقوق الوطنية وإنهاء الاحتلال.

ورغم التصعيد بغزة، إلا أن المختص بالشأن الإسرائيلي يستبعد وجود أي توجه إسرائيلي نحو الذهاب لمواجهة عسكرية كبيرة ضد القطاع، عازيًا ذلك لأسباب داخلية وخارجية، بالإضافة إلى انشغال الفلسطينيين في محاربة تفشي “كورونا”، والتهافت العربي نحو التطبيع.

تثبيت قواعد الاشتباك

وأما مدير وحدة الأبحاث في مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية حمزة أبو شنب، فيقول إن المقاومة وجهت قبل فترة رسالة واضحة للاحتلال مفادها بأن أي عدوان على الشعب الفلسطيني والمواقع العسكرية بغزة، فإنها سترد على تلك الخروقات.

ويضيف أنها اليوم استطاعت تثبيت قواعد الاشتباك التي فُرضت منذ عدة شهور، وقامت بالرد على الخروقات الإسرائيلية بقصفها لمواقع ومستوطنات محاذية للقطاع.

ولتزامن التصعيد مع توقيع اتفاق التطبيع، فإن المقاومة أرسلت رسالة للاحتلال وللموقعين على الاتفاق، بأنها هي من تمتلك مفاتيح السلام، وأن الشعب الفلسطيني ما لم يحصل على حقوقه المشروعة بدحر الاحتلال عن فلسطين، فإن السلام لن يتحقق بظل الاتفاقيات العربية مع العدو. وفق أبو شنب

ويشير إلى أن المقاومة في كل مرحلة أثبتت أنها قادرة على توصيل رسالتها للعدو، وإيلام جبهته الداخلية وإرغامه على وقف اعتداءاته على غزة. (صفا)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: