تقلبات بايدن.. هل تعيد الإدارة الأمريكية الجديدة التوازن إلى المنطقة؟

تقلبات بايدن.. هل تعيد الإدارة الأمريكية الجديدة التوازن إلى المنطقة؟

بايدن مع أوباما

عمان – البوصلة

لم ينتخب الأمريكيون وحدهم الرئيس الجديد جو بايدن، فالكثير من القوى الإقليمية في المنطقة كانت تصلي وتدعو له، كما كانت أخرى تفقد توازنها بقدومه، فما الذي تغير؟

تنبثق معظم وعود بايدن من كونه سيعيد بناء ما هدمه سلفه دونالد ترامب، فالرجل في أيامه الأولى غمز ولمز حول وضع الحريات المدنية والسياسية في العالم العربي، إضافة إلى فتحه ملف قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ولم يتأخر عن حجبه لما دفعه ترامب ثمنا لتطبيع عدد من الدول العربية وعلى رأسها المغرب، ومن ثم أعاد فتح الملف الأشد خطرا وهو الملف النووي الإيراني.

وعلى الرغم من الميولات الصهيونية الواضحة لبايدن إلا أنه يفضل السير على نهج أستاذه باراك أوباما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، فالأخير ورغم معاصرته مرحلة الربيع العربي إلا أنه لم يكن داعما لهذه التحركات، ففترة حكمه شهدت توسعا ضخما للقمع الإيراني في العواصم العربية، دون اكتراث بالحلفاء العرب.

وإن كانت خطوات بايدن الآن شديدة الشبه بخطوات أستاذه في التعامل الحذر مع الملف الإيراني، إلا أنه لا يمكن للمراقب إلا أن يرى الابتسامة الإيرانية العريضة، فبعد 4 سنوات ساهم فيها ترامب بعزل إيران وحصارها ماليا، بل واغتيال أحد أهم قادتها قاسم سليماني، وهو ما انعكس على الوضع المالي للنظام السوري وحزب الله، فإن إيران اليوم تتحدث عن محادثات للإفراج عن أموالها المحجوزة في عدد من الدول وعلى رأسها كوريا الجنوبية.

والشاهد أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تبحث خطوات عسكرية ضد إيران، فإن إدارة بايدن تبدي تحفظا تجاه هذه الضربات على ما يبدو، دون أن يغير من ولائها للموقف الإسرائيلي في المنطقة، فالبيت الأبيض سارع لاستنكار قرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيقي بجرائم حرب نفذها جيش الاحتلال ضد مدنيين فلسطينيين، فما الذي يسعى له بايدن؟!

ابتزاز بملامح جديدة!

تعرف فترة الرئيس السابق ترامب بأنها عهد ابتزاز عالمي كان واضح المعالم ولم يقتصر على دولة أو اثنتين، فالرجل كان صريحا بشكل فجّ في نظرته حتى إلى الصين أو حلفائه الأوروبيين، وهو ما أنهى حقبة دبلوماسية أمريكية ناعمة، كانت تأخذ في بلاد العم سام ما تريده دون أن تصدر صوتا، وهو ما أراد ترامب تغييره إلى الأبد.

وتأتي إدارة بايدن في محاولة إضفاء اللمسة الناعمة إلى الابتزاز الأمريكي مجددا، فالدعم كما كان سابقا ليس على بياض، لا بد من الاهتمام بملف حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية وما إلى ذلك مما كانت تعتبره الولايات المتحدة جانبا من خطابها الهوياتي إلى العالم، إلى أن جاء ترامب وألقاه في غياهب الجبّ.

وفي الوقت الذي عبر فيه بايدن عن دخوله خطّا لا ابتزاز فيه بطرح ملف خاشقجي إلى العلن مجددا، فإنه قرر أن لا يحاسب المسؤولين الآن، وهو ما يمنح السلطات السعودية مجالا للعب دون الوصول إلى تجميد العلاقات أو القطيعة.

الملف الفلسطيني

ونظرا لأن العرب كانوا أكثر من طرف في التعامل مع الإدارة الأمريكية في عهد ترامب، فإن الأمر يسير على ذات الخطى حاليا، فالملف الفلسطيني العالق الآن، يقف بين رغبة أردنية بالعودة إلى حل الدولتين، وبين خطوات تقدمت بها دول عربية أخرى في ملف التطبيع على حساب حل الدولتين، وهو ما يعني صعوبة العودة إلى طاولة المفاوضات الآن.

وإذا ما قررت الإدارة الأمريكية القفز على ما دفعته الدول المطبعة إلى صالح إيران، فإن الملف الفلسطيني وخلفه الملف الأردني سيبقى مجمدا، فيما سيعود العرب بخفّي حنين، فثمن التطبيع كان هدفه حلف عسكري سياسي اقتصادي ضد طهران، دون الالتفات إلى ما تم هدمه في المشرق العربي.

حرب اليمن

وأعلنت الإدارة الأمريكية رغبتها الواضحة لحرب اليمن المستمرة منذ سنوات حتى الآن، إلا ان هذا الموقف المتشدد من الولايات المتحدة تجاه التحالف السعودي الإماراتي، يقابله تساهل مع الحلف الإيراني الذي يبدو أنه يحتفل بفوز بايدن عبر إرسال الصواريخ إلى الأراضي السعودية.

وبمقابل الموقف الخشن من التحالف العربي، فإن كل ما قالته الإدارة الأمريكية للحوثيين: عليكم أن تعودوا إلى الحوار مع السعودية.

فهل تكون إدارة بايدن بوابة الإقليم للعبور إلى الاستقرار مجددا؟ أم أنها ستسكت عن إيران و”إسرائيل” وتطبق فكيها على العرب؟

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: