حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

تنظيم أم اندماج..؟

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

فرق كبير بين تنظيم الاعلام ، من خلال تعريف هويته وإعلان استقلاليته وتمكينه من العمل في مناخات من الحرية والالتزام بالمسؤولية، وبين تأطير أو دمج الاعلام، وحشره في «زاوية» واحدة تحدد مساراته، وتلغي تعدديته وتحوله الى ناطق باسم الحكومات ، بدل ان يكون حنجرة الدولة ولسانها المبين.

وظيفة الإعلام – في الأصل- هي التعبير بمصداقية عن قضايا المجتمع، والقيام بدور الضمير العام في نقد السياسيات وترسيخ قيم الدولة ، وعكس ما يتمتع به المجتمع من تعددية، وبالتالي فإن ربطه بقرار مركزي عبر مجلس او لجنة، او دمجه في إطار هي أسوأ وصفة يمكن ان تقدم لتطوير هذا الاعلام، او الارتقاء بمستواه المهني، او تحريره من حالة الضعف التي يعاني منها، والضعف هذا ليس قدراً مكتوباً، وليس بسبب قلة خبرة من يتولون ادارته وصناعته، وانما بسبب مزاجية حركة «السياسة» وتقاطع التداخلات فيه، وإصرار البعض على تحويله الى منابر لتزيين الواقع ومخاطبة الذات، والترويج لبعض القرارات الفاشلة.

لا نحتاج للتذكير بتجربة المجلس الأعلى للإعلام ، او بتجارب الآخرين حين قرروا «دمج» وسائل الاعلام وتأطيرها، لكي تتوحد على «اجندة» واحدة وترسل خطاباً واحداً، فقد انتهت كل هذه التجارب الى عنوان «الشمولية» التي لم تخدم الاّ من يتصور انه في عصر يسمح له بوضع «أولويات» الناس والتفكير بالنيابة عنهم، وتوجيههم بأصبعه الى الجهة التي يريدها.

هذا العصر انتهى الى غير رجعة، ومن المفترض ان لا نعود اليه، بل على العكس تماماً، يجب ان نفعل كل ما بوسعنا لتحديث خطابنا الإعلامي وتجديد حيويته وفسح المجال امامه ليمارس عمله بحرفية وحرية، عندها سيكون في خدمة الدولة فعلاً، يتحرك وفق بوصلتها ويتحدث باسمها، ويحمل قضاياها الى المجتمع والى العالم ايضاً.

لا اريد ان ادخل في تفاصيل «الدمج» التي يبدو انها لم تكتمل بعد، لكنني ارجو من صديقنا الإعلامي والوزير الذي نثق به، أمجد العضايلة، ان لا يسجل مثل هذا «الإنجاز» في عهده، فهو أعرف من الكثيرين بمشكلة الاعلام الرسمي ومؤسساته التي تشكل أفضل «بيوت» الخبرة الإعلامية، وبوسع مزيد من النقاشات العامة مع المعنيين من أبناء «المهنة» ان ننضج قانونا يحافظ على استقلالية هذه المؤسسات وخصوصيتها ويدفع بها نحو تجاوز ما يعترضها من عقبات، لكن دون ان يجري «تأطيرها» قسرياً وإلغاء ما تتميز به من تعددية.

التعددية هنا ضرورية لأنها تتعلق بالمجتمع الذي يخاطبه الإعلام،والذي هو أصلا هدف الاعلام وجمهوره ، فيما هي ليست كذلك بالنسبة للحكومات التي تتعامل مع قرارات ذات اتجاه واحد، وخطاب لا يقبل الشراكة ولا القسمة على اثنين.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts