حذر الاتحاد العام التونسي للشغل من أن البلاد تعيش منعرجا لا تُعرف مآلاته، وقال إن كل المؤشرات تنذر بالفشل بسبب ما وصفه بالتردد “المبالغ فيه” للرئيس قيس سعيّد في إعلان خارطة طريق تقود إلى إصلاحات سياسية وانتخابات مبكرة.
وفي كلمة بمناسبة ذكرى اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد، شدد نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد -الذي يعد أعرق منظمة عمالية في البلاد- على ضرورة الفصل بين السلطات، مؤكدا أن الاتحاد أصبح يخشى الآن على الشعب التونسي مما سماها تداعيات 25 يوليو/تموز الماضي، في إشارة إلى الإجراءات التي اتخذها الرئيس سعيّد في هذا التاريخ.
وعلق سعيّد البرلمان وأقال الحكومة في ذلك اليوم؛ في خطوة وصفها منتقدوه بأنها “انقلاب”، قبل أن يعين في وقت لاحق نجلاء بودن رئيسة للوزراء، ويعلن أنه سيحكم عبر المراسيم.
لكن الرئيس الذي تعهد بإنهاء الإجراءات الاستثنائية بسرعة لم يحدد بعد أي موعد لتقديم خطة عمله، حتى مع تصاعد الضغوط داخليا وخارجيا من أجل وضع خارطة طريق للعودة إلى مسار ديمقراطي عادي.
تردد مفرط
وفي كلمته التي ألقاها أمام الآلاف من النقابيين الذين احتشدوا بساحة القصبة (وسط العاصمة) قال الطبوبي “لقد دعمنا إجراءات 25 يوليو/تموز، وكانت فرصة لإنقاذ البلاد وتنفيذ الإصلاحات، لكننا أصبحنا نخشى على مكاسب التونسيين بسبب التردد المفرط في إعلان خارطة طريق”.
وحث الطبوبي الرئيس على الدعوة إلى حوار سريع يضم ما أسماها كل الأطراف الوطنية المؤمنة بالحرية والسيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية، للاتفاق حول إصلاحات أبرزها مراجعة قانون الانتخابات والاتفاق على انتخابات مبكرة تتسم بالشفافية.
وأوضح “كل المؤشرات تنذر بخطر داهم جراء فشل سياسي وغياب برنامج يخرج البلاد من النفق الذي تمر به، يجب تحديد سقف زمني وإجراءات عملية لإنهاء الضغط الخارجي والداخلي”.
وقبل يومين، أكد سعيّد -خلال اجتماع لمجلس الوزراء- أنه “لا رجوع إلى الوراء”، و”لا مجال للتفريط في الدولة وفي سيادة الشعب وفي اختياراته التي عبر عنها بكل وضوح”، مضيفا أنه سيتم الإعلان في الأيام القادمة عن “المواعيد التي ينتظرها الشعب”.
ويحيي العمال في تونس ذكرى الزعيم النقابي فرحات حشاد، وهو أحد مؤسسي الاتحاد العام التونسي للشغل، وأحد رموز الاستقلال في مواجهة الاحتلال الفرنسي، الذي اغتاله في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 1952.
وكالات