الى الآن لا توجد رواية حاسمة بحق الشاب الذي ارتكب الجريمة السياحية في جرش، واسفرت عن اصابة ثمانية اشخاص بينهم سياح ورجال امن ومواطنون.
ما نسمعه شعبيا يرجح انها جريمة جنائية، بدأت بمشاجرة وتحولت الى غضب هستيري، اسفر عن طعن اعمى لمجموعة كبيرة كانت متواجدة في مكان الحادث.
الى الآن الدولة صامتة ولم تصدر بيانا، ويقال انه تم تحويل القضية الى محكمة امن الدولة، مما يعني انها صنفت قضية ارهاب وكراهية.
يحق للاجهزة الامنية ان تأخذ وقتها في التحقيق، فالاعتداء على سياح يعطي كل المبررات للتفكير بغرض قائم على الكراهية والارهاب.
لكن بالمقابل، هناك رواية شعبية يتناقلها الناس في جرش لم تصدر عن تضخيم بقدر كونها تتعلق ببعد جنائي يستحق الاهتمام والالتفات اليه.
هل الشاب «منفذ الجريمة» مصطفى ابو رويس ذئب منفرد؟ امر محتمل، وهل يمكن ربط العملية بظروف اغتيال ابو بكر البغدادي وترحيب الاردن بالعملية؟ ايضا الامر محتمل.
لكن الوجه الآخر محتمل ايضا؛ بمعنى البعد الجنائي الهستيري، ولا سيما ان رواية شعبية قريبة من موقع الحدث تتبنى ذلك، ومن هنا نتمنى ان تظهر الحقيقة، وشخصيا اتمنى ان تكون رواية الجنائي هي الراجحة.
بكل الاحوال، أدان الاردنيون الحادثة، لم يتعاطف معها احد، وهذه الاجواء لم نحظ بها في عمليات سابقة كان لها بعض المتعاطفين.
طبعا هذا يؤكد ان الاردنيين بخير فيما يتعلق بفرصة انجذاب البعض لأفكار تلك التنظيمات، فمكافحة تلك الافكار تسير بشكل معقول، ومن هنا اتمنى واتوقع ان القضية جنائية اكثر منها ارهاب وكراهية.
يستحق الجاني ان يحاسب بالقانون والقضاء، لكننا نستحق كأردنيين ان نعرف لماذا كانت الجريمة، ولا يحق لأحد ان يستثمر فيها، فالاردن في مكافحة الارهاب يحقق الكثير، ولا يجوز التشويش على ذلك.
(السبيل)