حدث فريد.. مذنب نيو-وايز يُرى عيانا في السماء

حدث فريد.. مذنب نيو-وايز يُرى عيانا في السماء

في مارس/آذار الجاري، اكتشف تلسكوب “نيو-وايز” (NEOWISE) المتتبع للأجرام المقتربة من الأرض جرما جديدا في السماء، ظنه في البداية أحد الكويكبات ما بين المريخ والمشتري.

ولكن تبين فيما بعد أنه مذنب جديد يزور سماء الأرض قادما من سحابة المذنبات البعيدة “سحابة أوورت” أم المذنبات الواقعة على أطراف المجموعة الشمسية، والتي تبعد 100 ألف وحدة فلكية عن الشمس (الوحدة الفلكية هي المسافة بين الأرض والشمس، وتساوي 150 مليون كلم).

سطوع مفاجئ

غير أن اقتراب المذنب شيئا فشيئا لم يكن أمرا غريبا، الغريب كان سطوعه المفاجئ بحيث أنه أصبح يرى بالعين المجردة في أقل من أسبوعين فقط من بدء ظهوره بالتلسكوبات العادية.

فثمة مذنب آخر في السماء كان الحديث والعيون متجهة نحوه في نفس الناحية من السماء هو مذنب أطلس (ATLAS) المذنب الذي لم يوات تطلعات هواة الفلك بسبب خفوته النسبي.

ظهر “نيو-وايز” واختفى أطلس، وفوق ذلك، أصبح مرئيا بالعين المجردة، وهو أكثر من أحلام هواة الفلك الذين ينتظرون مثل هذه الظاهرة بفارغ الصبر.

فالمذنبات ظاهرة مميزة عرفها القدماء باسم “نجمة أم ذنب” ولطالما وصفوها بنثرهم وأشعارهم، واشتهر أكثر ما اشتهر في التاريخ مذنب “هالي” الذي قال فيه أبو تمام يوما:
وخوفوا الناس من دهياء مظلمة     إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب

بعيد الفجر

وها هو الكوكب ذو الذنب يظهر ثانية لكنه شرقي هذه المرة، وما عليك إلا أن تخرج بعيد الفجر مع انشقاق ضوء النهار وتنظر ناحية الشرق لترى بقعة غبشاء واقفة عموديا كأنها تنقض على الشمس.

إنه المذنب الجديد، فإن كانت سماؤك جبلية أو صحراوية صافية بعيدة عن رطوبة البحار، فستكون محظوظا بهذا الزائر الجديد.

ولا تقلق، فالمذنب بعيد جدا عن الأرض ولا يشكل عليها خطرا، فأقرب مسافة سيبلغها من الشمس ستكون حوالي 27 مليون كيلومتر، وهي مسافة بعيدة جدا عنا، حتى أنها لن تترك شهبا تدخل الغلاف الجوي على شكل زخات شهابية بعد ذلك.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: