د. هشام توفيق
د. هشام توفيق
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

حكاية التلميذ والقبَّعة.. فشل “التطبيع التهويدي” زمن “القنب الهنديّ”

د. هشام توفيق
د. هشام توفيق
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

كنت في مقال سابق تتحدث عن تزامن التطبيع، وتصاعد شعاراته لجلب الاستثمار ودعم الإصلاح مع فياضانات المغرب، التي عرت كشفا مثالب الإصلاح في المغرب، وبنيته التحتية وشعاراته الزائفة منذ عقود، فلا فرنسا ولا المخزن المغربي أصلحا المغرب بل أفسداه، ولا الكيان الصهيوني والتطبيع سيصلح البلد بما أن عقيدة هؤلاء هو الفساد والإفساد وصناعة الفوضى.
هذا تزامن أول، التزامن الثاني هو قصة وحكاية هذه الأيام في المغرب، ففي الأسبوع الذي استقبلت فيه الأسر المغربية في سوس شبابها الذين ماتوا غرقا هروبا من الظلم والتفقير والقمع كانت بعض الجهات التعليمية، تنظم زيارات ميدانية لتلاميذ بعض المدارس في مكناس (أرض الجهاد والعلم)، إلى معبد “حمرية اليهودي” (استغلالا للتراث اليهودي المغربي وتوظيفا من الصهيونية) بل وأجبروا على طقوس المعبد ومنها لبس القبعة المعروفة العبربة…
عمل معيب ومخز لكن له سبع دلالات من حدث “قبعة المعبد” :
1- الدلالة الأولى : جواسيس الاحتلال
سياق الحدث يدعو إلى التساؤل، لماذا أقدم هؤلاء الأشخاص إلى نقل هؤلاء التلاميذ إلى المعبد، مع الإجبار على فعل بعض الطقوس، من هؤلاء؟
وهل يحق محاسبتهم قانونيا لعدة أسباب، من بينها توظيف الطفل والتلميذ وبراءته، بل والمتاجرة به في مساقات سياسية لخدمة أجندة صهيونية إرهابية.
أي أنك تعمل إما موظفا في الدولة، أو إما جاسوسا تنقل الأطفال والتلاميذ إلى المعابد من أجل التوظيف أو التجنيد والغسل الدماغي.
أي أنك تعيد المشهد الصيني في تعامله مع مسلمي الإيغور، ففي الوقت الذي عجزت فيه الآلة الصينية عن إقناع الايغور بالتراجع عن الدين الإسلامي، انتقلت الصين إلى الإجبار بالقوة للعمل بالطقوس العنصرية الصينية، ونقلت الإيغور إلى سجون كمعابد وأسوار لغسيل الدماغ.
فهل تسعى هيستريا التطبيع إلى الجنون والتخبط، وتوظيف أطر الدولة في التعليم للسقوط في هذه الزلة التي تضر أولا بمسار التطبيع وتفضحه وهو مفضوح من بدايته..؟
سؤال آخر:
تصور لو أن مغربيا نقل تلاميذ يهود أو مسيحيين إلى مدرسة قرآنية وأجبروهم على ارتداء الجلباب والطاقية وقراءة القرآن كيف سيكون الرد من اليهود والمسيحيين..؟
2- الدلالة الثانية : التهويد والتعبيد
هذه العملية التطبيعية تجاوزت كل أصناف التطبيع خصوصاً الإماراتي، فلم نشهد مشهدا كهذا في الإمارات، ولو سمعت حدث (نقل التلاميذ إلى المعابد اليهودية من أجل التهويد والتعبيد، تعبيد العقول لقبول التطبيع) في الكيان الصهيوني لسخرت وقبلت الرواية، لكن في المغرب، هذا غباء سياسي قبل أن يكون تعليميا..

3- الدلالة الثالثة : من الموت إلى الإماتة
دلالة الحدث هو أشد مما فعله الخاطف والسفاح بالطفل عدنان في الحدث المشهور في شمال المغرب، من اختطاف واغتيال وقتل، “التهويد من نافذة التلميذ” أشد من حدث الإسباني الذي اغتصب كم من طفل في المغرب واعتقل ثم أفرج عنه، لماذا تهويد الأطفال أشد وأشنع؟
السبب أن نقل أطفال أو تلاميذ صغار إلى المعبد وإجبارهم على طقوس يهودية باستغلال صهيوني، هو اختطاف لعقل وهوية هذا التلميذ المسلم والسعي، إلى غسل دماغه ليتحول حسب العقيدة الصهيونية التلمودية، إلى منتوج إفساد وفساد.
إن الخطر هو أشد حين ينقل الإنسان من “مرحلة الموت” ( موت نفسه وعقيدته بسبب تغيير هويته) إلى “فعل الإماتة” أي العمل على المشي بالمشروع الإفسادي في الأرض تنزيلا في المدارس والثانويات والمؤسسات، ليحقق الموت النفسي والديني والثقافي التخريبي للشباب والأطفال..
حذاري وكلمة توعية وتوجيه للعائلات المغربية، أن يحصنوا أولادهم فنحن في حرب، أراد المخزن والاستبداد إدخال الإفساد الصهيوني إلى داخل بيوتنا وزهرات عمرنا كي ينجح الإفساد ( الصهيوني)فيما فشل فيه الاستبداد ( المخزني والفرنسي).

4- الدلالة الرابعة : كيان عالمي في كيان مغربي
بعد الدلالة الثالثة ( وهي من الموت إلى الإماتة ومن الاستبداد إلى الإفساد) ما النتيجة، ماذا يريدون من ولدك وابنك وعصفورة حياتك وزهرة عمرك؟
بعد التغلغل في عقل التلميذ بالتهويد سوف لن يرضى الإفساد والتطبيع من الشاب والتلميذ، فقط التأثر والانقلاب على نفسه وهويته الإسلامية، بل يرغبون من التلميذ أن يحول إلى “كيان صغير” يتحرك بحرية مزيفة، وبقانون مخزني مغربي، وعقيدة صهيونية تلمودية، هدفها نقل “المفهوم الإفسادي” من “كيان دولة ومشروع” إلى “كيان إنسان وجسم” آنذاك.
لن يحتاجوا إلى انتظار الشعوب العربية والشعب أو المغاربة حتى يقبلوا أو لا يقبلوا، بل وكأن الروح الصهيونية تخرج وتقول دون خجل : ( كونوا أو لا تكونوا اقبلوا بنا أو لا تقبلوا…
قولوا نحن قتلة أو أرباب سلام، لا ضير، لن ينفعنا قولكم أو اعترافاتكم ما دام أنتم وأولادكم ستتحولون بإجبار يليه اختيار، إلى “كيانات صغرى” مدجنة مبرمجة متحولة إلى عناصر فساد وكيانات في الأرض..
لا نحتاج لاحتلال المغرب إلى ذبابات، بل فقط إلى أجسام يمسها مس شيطاني تلمودي، فتدخل المعابد، وتلبس القبعة وتحمل الدجاج تعبد العجل السامري وحكم الاستبداد، وتنكر التاريخ الإسلامي والقرآن وتكره العرب والمسلمين..
لن نحتاج إلى استعمار مباشر فشلت فيه فرنسا وأحزابها المغربية، ما دامنا صنعنا من أولادكم وعقولهم وفطرتهم، أسلحة دمار وفساد وإلحاد، وأيدلوجية، وعنصرية، تنخر عقل التلميذ والإنسان، فتحوله إلى “كيان فاسد إلى مفسد” ينخر بيته وأسرته وقسمه ومدرسته ووسطه ومجلسه بالشبهات، والأفكار الهدامة والأعمال غير الصالحة، أي أننا سنوقف ذاك الزحف الإسلامي الذي كنا نخشاه ( بشكل صريح) ومشروع بناء جيل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، فإما تصنعوا فتنجحوا، وإما نصنع فنفلح فنفسد)…

5- الدلالة الخامسة : هذا ليس تطبيعا، حرب ضد مشروع إسلام…
دلالة تهويد الطفل والتلميذ بشكل مخز وغباء، هي حرب ولا بد من وعي والفقه بها، فالمسألة أكبر مما يتصور أو يتوهم، أو مختصرة في فتح مكتب في الرباط، بل “هو فتح العقول لصناعة مكاتب إفساد في أجسامنا ونفوسنا وعقولنا وحركاتنا، لماذا؟ لمنع أي توجه للأمة، إلى مفهوم الرباط، والجهاد بتدرجه وأبوابه، لتحرير العالم مما أوصى به القرآن وهو الإفساد”.
هي معركة وحرب واضحة في كتبهم وتلمودهم تمنح لهم الأحقية لتخريب الأمة والمسلم والعرب..
لا أرغب في تضخيم الحدث، لكن الأمر جلل وحقيق، التطبيع والاختراق، له أبعاد أكبر مما نتصور ويكتب في بعض الأحيان ويصرح به من أفواه حزب مطبع، أو وزير غبي، أو خادم عارف متصهين.
العدو والصهاينة رفقة فرنسا والمخزن يعملون وفق استراتيجية منظمة، وبرصيد مالي ضخم، وجهود عنصرية تنسيقية لا تنشر حتى لا تكشف اللعبة، ولإعادة صياغة الشعوب العربية والإسلامية والمغاربية من جديد، لماذا؟ كي لا تنهض يوما فتسعى إلى تحرر من أفكار سايكس بيكو، فالتحرر من الأقطار المصطنعة التي صنعها الاستكبار العالمي، فننمو ونتطور ونتقوى ونتحد، ربما يوما نفكر إلى تحرير ثالث، من تحرير الأفكار إلى الأقطار إلى شر الاستكبار، هو الكيان الصهيوني والداء المؤقت..

باختصار لو نجحت الأنظمة الديكتاتورية العربية في ضبط الشعوب وحجبها عن الثورات الشعبي، والربيع العربي، لما دفع المشروع الصهيوني للتدخل والتطبيع الجديد بهذا الحجم والتنسيق الجماعي، لاختراق الشعوب بشكل شعبي تحتي ورسمي، هي قاعدة صهيونية ( إما انضباط الشعوب وخضوعهم لحكامهم، أو تدخل شخصي رسمي بخراب يروضهم ويؤخرهم)..

7- الدلالة السادسة : من التطبيع الحكومي إلى التفويضي..

هذه باختصار رؤية الصهيوني التلمودي في المغرب بل وفي الشعوب لإحداث انكسار ثالث ونكبة كبرى وثقب وباء عميق.
أشد ما لديه من سلاح هو “سهولة صناعة الإفساد” من عجينة أنظمة عربية تتحول إلى كيانات صغرى من خلال سياسة :
1-( التعزيز والتفويض) كمرحلة أولى، أي تفويض الاستبداد للإفساد ليقود البلد من جديد والشعب تنسيقا ودعما للأحزاب والمخطط الاستبدادي ولو من أوهام سياسة “تطبيع فقنب هندي فقاسم انتخابي” بل فشل سابق حكومي تناوبي)، ثم في مرحلة ثانية تسمى :
2- (التعبيد والتمهيد) تتحول هذه الأنظمة إلى بنيات تحتية تعبيدية، وقنوات ومجاري مياه لتمكين الصهيونية من النزول إلى الشارع والشعب والتلميذ، والمؤسسات الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية، من أجل الاختراق بعد فشل النظام الاستبدادي في إضعاف الشعب وقواه الحية وشبابه وجماهيره الصداحة كالبلبل ( رجاوي فلسطيني) أرادوا تغييرها بسبب الغزو العبري الصهيوني والمخزني إلى ( رجاوي إسرائيلي).والله محيط وعليم وقادر ومحب لعباده، من فعلوا الأسباب، وأبغضوا العدوان ..

  • الدلالة السابعة : دون إحباط…
    لكن في المقابل وكي لا نسقط في الإحباط واليأس، فإن هذا التحرك الهيستيري للصهيونية في المنطقة المغاربية، دلالة على جنون وتسارع في تغيير منهجية التطبيع من المؤسساتي الحكومي الحزبي والسياسي الفاشل في التأثير، إلى التطبيع الأكثر تأثيرا وهو “التطبيع التفويضي” الشعبي الذي يسمح بالصانع الصهيوني، إلى النزول إلى الشعب بنفسه من خلال المؤسسات الخيرية والجمعية والعلمية والثقافية والاجتماعية والمعابد، لتحقيق غاية التملود والعقيدة الصهيونية، وهي الإفساد وإضعاف الشعوب، لمنع أي وجود لتحرك مستقبلي ونهضة في المنطقة المغاربية وأفريقيا الشمالية…

هذه الهيستيرية في التطبيع دلالة فشل على المحاولات الأولى في التطبيع، ولو نجحت الأولى مع النظام المغربي إقناعا وتأثيرا، لما تحول المشروع الصهيوني إلى هذا التصعيد من البوابات الضيقة التي قد تنجح أو تفشل، أي أننا في انتصار رغم الحصار والاستكبار، فقط نظر ورؤية شمولية من فوق والأعالي، كي لا ننحصر في جبل ولد نوح ، فنرضى بالاعتصام به ظنا منا، أن المعركة انتهت وأن الطوفان لا مفر منه، لكن تعلمنا العبرة والفعل السياسي والحركي والتدافعي من منظار الوحي والواقع وقصص الأنبياء عليهم السلام (قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) نوح(43)…

ختاما
يحدث هذا التطبيع الفاشل التهويدي في فترة مهمة من تاريخ المغرب، وهي مرحلة غضب الشعب من سياسات الدولة خصوصاً فيما يتعلق بقرارات النظام المغربي حول القنب الهندي والقاسم الانتخابي، قرارات تدل على أن الاستبداد نال الضوء الأخضر من الكيان الصهيوني لتدمير الشعب المغربي وقواه الحية بتنزيل قرارات تخريبية للشعب سواء المرتبطة بالتطبيع أو الاقتصاد أو السياسة أو القنب الهندي..
هناك قاعدة في التطبيع، ينمو مسار القمع وتنتشر الجرائم والمخدرات ويتم استهداف الهوية والتعليم ومقومات الشعب كلما طبع نظام مع الكيان الصهيوني، في المقابل ينمو غضب الشعب الذي يفقه غايات الإفساد الصهيوني والاستبداد المخزني للتكالب على الشعب المغربي وإفقاده كرامته وروحه وفطرته…

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts