خبراء استراتيجيون: أمريكا تلقت صفعة أممية والموقف العربي ما زال متخاذلًا

خبراء استراتيجيون: أمريكا تلقت صفعة أممية والموقف العربي ما زال متخاذلًا

د. منذر الحوارات: الموقف العربي متخاذل وضعيف أمام شرعنة أمريكا للاستيطان

د. منذر الحوارات: الإجماع الدولي على رفض شرعنة الاستيطان صفعة لأمريكا  

د. منذ الحورات: “النظام العربي” يقدم بطاقات شكر مجانية لأمريكا وإسرائيل دون مكاسب

د. أمين مشاقبة: نثمّن الموقف الدولي ونتمنى مواقف عربية أفضل تجاه قضية فلسطين

د. أمين مشاقبة: الاحتلال أنهى أي بارقة أمل لقيام دولة فلسطينية مستقلة

د. أمين مشاقبة: نأمل أن تفلح الجهود الدولية بوقف قرارات قوننة الاستيطان

عمّان – رائد الحساسنة

أكد خبراء استراتيجيون ومحللون سياسيون تحدثت لهم “البوصلة” على أن تصويت 14 دولة داخل المجلس من إجمالي أعضائه الـ 15، على “عدم شرعية” الاستيطان الإسرائيلي الذي سعت أمريكا لشرعنته، جاء بمثابة صفعة قوية لواشنطن، تؤكد على رفض المجتمع الدولي للهيمنة الأمريكية في اتخاذ القرارات ومخالفة القوانين الدولية.

وشددوا على أن أمريكا تناقض نفسها وتخترق القوانين والقرارات الدولية التي وافقت عليها سابقًا في موضوع رفض الاستيطان واعتباره غير شرعي في كل المواثيق الحقوقية والتشريعات الدولية.

كما أشاد الخبراء بالموقف والإجماع الدولي الرافض لشرعنة أمريكا للمستوطنات الإسرائيلية، مؤكدين في الوقت ذاته على أن الموقف العربي رغم رفضه للإعلان الأمريكي إلا أن موقف الدول العربية ما زال ضعيفًا ومتخاذلاً، ويأتي في سياق تقديم عملية تطبيع وتغاضٍ شبه مجانية للعدو الصهيوني بدون أي مكاسب يمكن أن يحققها العرب أصلا.

وأعلنت 14 دولة من إجمالي أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15، في جلستها الدورية، الأربعاء، حول الشرق الأوسط، عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الإجماع الدولي على رفض الاستيطان موفق أساسي ومهم

يؤكد الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات أن القانون الدولي يتعرض للانتهاك بشكلٍ صارخٍ من قبل الولايات المتحدة، وهي تمنح نفسها الحق للحديث كممثل له، وبالتالي سمعنا قبل أيام وزير الخارجية الأمريكي يقول إن الولايات المتحدة ترى أن الاستيطان لا يتعارض مع القانون الدولي.

ويقول الحوارات في تصريحاتٍ لـ “البوصلة”: إن كل شرعات حقوق الإنسان الدولية وكل شرعات الأمم المتحدة تدين الاستيطان، وتعتبر إحلال مواطني الدولة المحتلة في مكان الدولة التي تم احتلالها خرقًا للقانون الدولي وانتهاكاً لحقوق الإنسان فضلاً عن أنه يعتبر في بعض الأماكن جريمة حرب.

ويعتبر الحوارات الإجماع الدولي على رفض شرعنة الاستيطان صفعة لأمريكا، إذ أن “الولايات المتحدة الأمريكية في تجاوزها هذا الأمر، فإنها تتجاوز على المجتمع الدولي كله، وربما موقف المجموعة الدولية بالأمس جاء ردًا على أمريكا بذاتها، أنك لا تستطيعي الذهاب بعيدًا في انتهاك القوانين وإقرار ما تريده”.

ويستدرك بالقول: لكن السؤال، هل هذا سيغير من على أرض الواقع شيئًا، للأسف الشديد لا، إسرائيل سوف تذهب بعيدًا في نشر الاستيطان، وستذهب بعيدًا في تعقيد فرص حل الدولتين وإيجاد سلام عادل في المنطقة، يضمن للفلسطينيين حقهم المشروع، مشددًا على أنها أي أمريكا تفعل كل ما تستطيعه لكي تعطي إسرائيل كل الحقوق الفلسطينية التي تعتبرها مشروعة.

وينوه إلى أنه حتى لو فعلت الولايات المتحدة كل ذلك، ربما هو حكم القوي كما يقال، لكن لن تعطى هذه المستوطنات ولن تعطى كل تلك الحقوق المشروعية ما لم يقرها الفلسطينيون ويعترفوا بها، والفلسطينيون لن يعترفوا بذلك.

ويؤكد أن الصراع اليوم مفتوح وستبقى الصيغة الاستيطانية احتلالية وغير مشروعة، وسيبقى ضم الأراضي غير مشروعا، وسيبقى تهجير الفلسطينيين وعدم الاعتراف بحق العودة لهم غير مشروع، وستبقى كل الإجراءات الإسرائيلية التي تفرضها حالة القوة غير مشروعة ولكنها موجودة، وهذا هو الفارق.

ويتساءل الحوارات: موجودة بماذا؟ موجودة بالقوة ودعم من الولايات المتحدة التي هي القوة الأعظم في العالم والتي يفترض لها أن تحقق الاستقرار والسلم العالميين هي الآن تنتهك هذه القوانين، باختصار لأنها فقدت إيمانها إلا بنفسها، وشعار أمريكا أولاً كان له مغزى كبيرة وإسقاطاته كانت كثيرة بدليل عدم احترام الولايات المتحدة لقرارات الأمم المتحدة ولقرارات مجلس الأمن.

وينوه الخبير الإستراتيجي إلى أن قرار 2334 الذي أقرته الأمم المتحدة حول وضع حد للاستيطان في الأراضي المحتلة، كانت الولايات المتحدة جزءًا من مجلس الأمن في حينه، ولم تمنح حق النقض الفيتو عليه بمعنى أنها تقره، وتقر أن الاستيطان انتهاك للقانون الدولي، ومع ذلك نجد إدارة أمريكية اليوم تقول عكس ذلك تماما.

ويشير الحوارات إلى أن إدارة كارتر في العام 1989 أقرت بفتوى قانونية بأن الاستيطان غير قانوني، ومع ذلك نحن نرى اليوم انتهاكا يوميًا.

ويشدد على أن موقف الأمس من المجتمع الدولي بلا شك هو موقف أساسي ومهم ويؤكد على أن هذه المؤسسة الدولية هي الراعي الحقيقي لمصالح الأمم وليس الولايات المتحدة بذاتها.

ويستدرك قائلا: قد لا تؤثر مباشرة على القضية الفلسطينية ولكنا تعطي انطباعًا بأن المجتمع الدولي يرفض الهيمنة الأمريكية  وهذا السلوك الأمريكي وهذا الانتهاك الأمريكي لقرارات الشرعية الدولية وللقانون الدولي.

لماذا يبقى الموقف العربي متأخرًا؟

وعلى إجابة السؤال السابق يرى الخبير الاستراتيجي الدكتور منذر الحوارات أنه وباختصار شديد فإن العرب في جل مؤسسات الحكم العربي هي محمية من الولايات المتحدة وتدور في فلك الإدارة الأمريكية كي تضمن بقاءها.

ويتابع بأننا نلاحظ أن هناك حراكاً عالميًا نحو المزيد من الديمقراطية وحقوق الإنسان والمؤسسات الحكم العربي والنظام الرسمي العربي بعيد كل البعد عن ذلك ولذلك يحاول أن يضمن دعم الولايات المتحدة لبقاء هذه المؤسسات الحاكمة وبالتالي يريد أن يقدم بطاقات شكر لأمريكا تكون بشكل التغاضي عن سلوكها مع إسرائيل والتغاضي عما تفعله إسرائيل.

“بالإضافة إلى أن مؤسسات الحكم العربي هي الآن تجد أن ثمة أعداء آخرين غير إسرائيل يجب إعطاءهم الأولوية وبالتالي لا تقيم وزنًا لأي اعتداء إسرائيلي ولا تعتبره خرقًا إلا بالكلام طبعًا وبدون موقف مؤكد”، يقول الحوارات.

ويستدرك القول: لكن في النهاية اختراق القانون الدولي من جهة سوف يعطي الحق باختراقه في أماكن أخرى.

ويؤكد أن هذه الدول العربية التي تتسابق لإقامة علاقات مع إسرائيل من تحت الطاولة أو من فوقها أحيانًا، لا تدرك أن الدائرة ربما ستدور في لحظة من اللحظات على هذه الدول ذاتها والولايات المتحدة تتصرف بالسياق ذاته في دعم إسرائيل وتتخلى عن دعم هذه الدول.

وينوه إلى أنه عندما يقال اليوم أمريكا أولاً، فكل من يخدم أمريكا هو من يتم التعامل معه ومن لا يخدمها لن يتم التعامل معه.

ويخلص للقول: إذن في اللحظة التي تقرر إن صحت لنفسها وقررت أن مصالحها تتعارض مع مصالح أمريكا فإنها ستكون في مرمى السهام الأمريكية.

ويشدد أن هذا موقف عربي متخاذل لا يمكن اعتباره إلا في إطار عملية تطبيع وعملية تغاضٍ شبه مجانية للعدو الصهيوني بدون أي مكاسب للعرب أصلا.

ويستدرك الحوارات: لو حققوا مصالح من مواقفهم المتخاذلة لقلنا، ولكن لا توجد مكاسب حقيقية تتحقق سوى أننا نعطي المشروعية لمحتل أرضٍ فلسطينية ولقاتل شعب.

“بالتالي أعتقد آن الأوان لأن تصحوا المؤسسات الرسمية العربية إلى أن ما يجري اليوم هو جريمة بحق شعب وجريمة بحق المجتمع الدولي ولم تعد تقتصر على الفلسطينيين؛ بل تتجاوزهم إلى اعتداء على المجتمع الدولي وإذا كان العرب والنظام الرسمي العربي جزء من المجتمع الدولي فهذا اعتداءٌ عليهم يجب أن يقفوا في مواجهته”، والحديث للحوارات.

ويعيد التأكيد على أن هذا موقف عربي ضعيف متخاذل لا يمكن البناء عليه في مساندة الفلسطينيين، ويضيف قائلا: “أعتقد انه يجب أن يكون هناك موقف عربي شعبي ضد هذا التخاذل الذي تقوم به المؤسسات الرسمية العربية في اتجاه القضايا الحقيقية للعرب في كل مكان”.

مشاقبة: نثمن الموقف الدولي ونتمنّى من العرب موقفًا أفضل

من جانبه، يثمن الوزير الأسبق أمين مشاقبة في تصريحات لـ “البوصلة”، الإجماع الدولي في الأمم المتحدة على رفض الإعلان الأمريكي عن مشروعية الاستيطان الإسرائيلي، معبرًا عن أمله في أن تفلح الجهود الدولية في ثني “إسرائيل” عن ممارساتها في موضوع قوننة الاستيطان.

ويشدد مشاقبة على أن الموقف العربي على الرغم من رفضه للإعلان الأمريكي، إلا أنه يجب أن تكون مواقفهم أفضل تجاه القضية الفلسطينية والأراضي المحتلة وما تتعرض له من انتهاكات.

ويؤكد أن فشل تشكيل الحكومة الإسرائيلية حتى اللحظة، جعل جميع الأطراف تسابق لكسب الأحزاب الدينية المتطرفة عبر عمليات الحفر والهدم في القدس، وإغلاق مديرية التربية والتعليم التابعة للقدس، والاعتقالات وإعلان قانون ضم غور الأردن الغربي لإسرائيل.

ويخلص مشاقبة إلى أنه لم يعد هناك أي بارقة أمل لقيام دولة فلسطينية، فإسرائيل أغلقت كل الأبواب أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة ويبدو أنه كما تخطط دولة الاحتلال بحسب “صفقة القرن” فإن الحديث عن مجرد حكم ذاتي ليس أكثر ولا أقل.

معركة أممية ضد واشنطن بعد قرار المستوطنات

ودافعت الولايات المتحدة أمس الأربعاء عن نفسها في الأمم المتحدة في وجه معارضة قوية من الاتحاد الأوروبي والقوى العالمية الأخرى لإعلان إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب أن “المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية لا تعد انتهاكًا للقانون الدولي”.

وغير إعلان وزير الخارجية، مايك بومبيو، الاثنين، الموقف الأميركي القائم منذ 4عقود بشأن المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورحبت إسرائيل بهذه الخطوة، لكنها لاقت إدانة عربية وأجنبية.

وفي الأمم المتحدة، تعرض تحول السياسة الأميركية لانتقادات من الاتحاد الأوروبي ومجموعة من أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا والصين.

وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، للصحفيين قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي “كل النشاط الاستيطاني غير قانوني بموجب القانون الدولي ويقوض صلاحية حل الدولتين واحتمالات السلام الدائم”. وكانت بيرس تتحدث نيابة عن ألمانيا وفرنسا وبولندا وبلجيكا وبريطانيا، أعضاء الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن الدولي .

من جانبها كررت نائبة السفيرة الأميركي لدى الأمم المتحدة، شيري نورمان شاليه، الموقف الأميركي الجديد بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قائلة إنها “لا تتعارض في حد ذاتها مع القانون الدولي”.

وأضافت شاليه، إن الولايات المتحدة “لا تزال ملتزمة بقضية السلام، وإعلان يوم الاثنين لا يغير هذه الحقيقة”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: