خبير: أزماتنا الخانقة وراءها “دلع شعبي” وارتباكٌ حكومي

خبير: أزماتنا الخانقة وراءها “دلع شعبي” وارتباكٌ حكومي

حسين محادين: سخط الأردنيين على كل شيء له “جذر تذمّري” تسود فيه “المزاجية”

حسين محادين: وراء الأزمة.. “عقلية كسبة” تسيطر على الأردنيين والحكومة معًا

حسين محادين: ثقافة العمل رجراجة.. مواطن متنمّر على حكومة حائرة ومترددة

حسين محادين: المشهد اليومي للأردنيين يسوده “عقل ووجدان جمعي مضطرب”

حسين محادين: قصور الحكومة والإعلام الرسمي يزيد “ارتباك المشهد”

عمان – رائد الحساسنة

أكد خبير علم الاجتماع الدكتور حسين محادين، عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة مؤتة، وعضو اللامركزية في مجلس محافظة الكرك، أن سخط الأردنيين على الأزمة الخانقة التي جاءت بعد قرار الحكومة تأخير دوام القطاع العام والخاص بسبب الظروف الجوية السائدة، مرده لترسخ ثقافة “الدلع الأردني” رسميًا وشعبيًا واستمرار حضور “ثقافة الفجأة الأردنية” في كل المواسم سواءً كان في الصيف أو الشتاء وفي كافة القضايا السياسية والإدارية والاجتماعية فضلاً عن قرارات الحكومة “الحائرة والمتردد”.

وقال الدكتور حسين محادين في تصريحاتٍ لـ “البوصلة”: ثمة (دلع أردني) تشترك فيه الحكومة والمواطنون معاً، وهذه صفة مشتركة تمامًا كاشتراك المواطنين والحكومة كلٍ منهما في أن كلاهما لا يمد ساقيه بمقدار لحافه، ولذلك الجذر الثقافي للموضوع “جذرٌ تذمريٌ” لأن ثقافة التذمّر تجعل الإنسان مزاجيًا.

ونوه إلى أن دراسات الرأي العام في العادة، تدرس الاتجاهات لأنّها متقلبة لتحدٍ ما أمام قضية كبيرة… الخ، لكن أن يتفاجأ الأردنيون سواء الحكومة أو المواطنين بوجود الشتاء فهذا لم تعهده لا المعارف ولا الجامعات ولا الدراسات.

وتساءل محادين: ماذا نقول عن حجم الإنتاجية في الظروف العادية حتى لا نتحدث عنها في أيام الشتاء، وهل لدى الحكومة والمواطنين شيء أسمّيه “عقلية الكسبة”، فالحكومة تريد أن تكسب وأن تستميل استعطاف الناس والشارع حتى لو كان قرارها غير علمي أو اقتصادي في ظروف صعبة، والمواطن يعتقد أنه يكسب من الحكومة في التغيب عن العمل والمراوغة في أداء الواجبات الوظيفية، بينما الحكومة والمواطنون عندما يأتي آخر الشهر كل منهما يذهب إلى بنكه أو مؤسسته لاستلام راتبه.

وشدد على أن “المنظومة الثقافية” المرتبطة بقيم العمل في المجتمع الأردني منظومة “رجراجة” تجعل صانع القرار السياسي في حيرةٍ من أمره، وتجعل المواطن متنمرًا على الحكومة على الدوام.

وهذا مرده لغياب “الثقافة التنظيمية”، على الصعيد الأسري و المؤسسي وحتى الحزبي والنقابي، والسؤال هو: لماذا نريد مؤسسة أو نمط تنظيمي مهم كي نحدد معًا حكومة ومواطنين ماذا نريد، وعلى ماذا نتفق؟ وعلى ماذا نختلف؟، وفقًا لمحادين.

وتابع حديثه: من هنا تجد أن “العقل الجمعي” في المجتمع الأردني المتمثل في الشارع انفعاليًا متذمرًا، وكأن المطر قرار تتخذه الحكومة، وفي المقابل الحكومة التي لا ترغب في مصارحة الناس جرّاء أحيانًا ضعف أدائها أو مجاملاتها والظرف الإقليمي.. الخ، تمارس سلوكًا معينًا غير واضحٍ.

 واستدرك بالقول: بالتالي المشهد اليومي للأردنيين مشهد مضطرب، وأصبحنا لا نعرف أين من بوسعه أن يقود البوصلة باتجاه الأمان باتجاه زيادة الإنتاجية واحترام التحديات التي يعيشها الأردن، والأهم من ذلك سؤال نفسنا مواطنين وحكومة: كم ساهمنا في التخفيف من المعضلات التي نواجهها، أم أننا أصبحنا جزءًا من المشكلة ذاتها.

وأكد أن هذه الأسئلة المهمّة، بحاجة أن يطرحها الإعلاميون والعلماء والجامعات وصنّاع القرار السياسي، وبالتالي نحن بحاجة ماسّة لأن نكون صرحاء أن الحكومة والمواطنين مع الاحترام يتبادلان الاتهامات سعيًا لكل منهما لإقصاء نفسه عن تحمّل مسؤولية هذه الإشكالات.

الإنصاف وسؤال الإنتاجية واحترام العمل

وشدد محادين على أن قرار الإنتاجية وسؤال الإنتاج واحترام العمل سؤال يجب أن لا يكون مجاملاً، وعلينا أن نتذكر أن الإنسان من الضروري أن يكون آمنًا لكن أيضًا على الإنسان والمواطن العادي أن يكون منصفًا للوقائع والمستجدات الطارئة كتحديات الطبيعة، مؤكدًا في الوقت ذاته بالقول: لا نبرر تقصيرًا للحكومة عبر هذه الوزارة أو تلك.

وحذر خبير علم الاجتماع من خطورة المشهد القائم حاليا لا سيما وأن العقل والوجدان الشعبي الأردني أصبح مضطربًا وأقرب لـ “الدلع العام” الرسمي والشعبي، وبالتالي ستبقى هذه الإشكالية قائمة كلما بدأنا بموسم جديد، وفي الصيف سنتحدث عن الكهرباء والحمل وفي الشتاء سنتحدث عن ارتفاع فاتورة الكهرباء، وسنتحدث أيضًا في الربيع أن نسمات الهواء لم تكن بالمستوى المتوقع.

وشدد محادين على أن السبب في هذه الإشكالات كلها مردها إلى أنه ليس لدينا وضوحٌ فيما يتعلق بـ “ماذا نريد؟”.

وتابع حديثه في توضيح أسباب المشكلة بالقول: يبدو أن اهتزازات الإقليم والخشية من المستقبل، وعدم وجود مصدر علمي وسياسي موثوق لدى المواطن يتابعه، وقصور الخطاب الحكومي والإعلام الرسمي كلها عوامل تجعل المشهد الأردني “مشهدًا مرتبكًا” بشكل أو بآخر.

“وبصورة لا تقل ارتباكًا عن صفقة القرن ووضوح الموقف الأردني الرسمي والقيادة ومع ذلك يأتيك من يشكك وكأن الأردن دولة تشبه أمريكا والاتحاد السوفييتي ومطلوب منها أن تهزم العالم بقراراته وشرعيته الدولية لأن أحدهم يحب أن يمارس رياضاته السياسية واللغوية عبر الـ”فيسبوك” أو أمام مجموعة من المتلقين الذين لا يدققون فيما يسمعون”، على حد تعبير محادين.

وختم خبير علم الاجتماع حديثه للبوصلة بالقول: “جزء من ثقافة الدلع الأردني والرخاء ما يسمّى بـ “ثقافة الفجأة الأردنية” سواء الحكومة أو الشعب، بدليل أن المواطن لديه دوام الساعة الثامنة وليس لديه عمل قبل ذلك ويحرص على أن يخرج لدوامه الساعة الثامنة إلا خمس دقائق، وكأن ليس هناك طريق وليس هناك ازدحام وليس هناك معيقات ولا يجوز أن “تبنشر” السيارة مثلاً، أو يعيقه أحد هنا وهناك.

يذكر أن سخطًا عامًا عبرّ عنه الأردنيون بمواقع التواصل الاجتماعي ومختلف المنابر الإعلامية بسبب الأزمة الخانقة في مختلف مناطق العاصمة بعد قرار الحكومة تأخير دوام المؤسسات الحكومية والخاصة حتى التاسعة والنصف خوفًا من تشكل الانجماد على الطرقات في ساعات الصباح الباكر، وحمّلوا الحكومة المسؤولية عن الازدحامات والإغلاقات التي شهدتها شوارع العاصمة بسبب “قرارها الخاطئ”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: