خبير إستراتيجي: “الحظر الذكي” استخفاف بعقول الأردنيين وجريمة بحق الوطن

خبير إستراتيجي: “الحظر الذكي” استخفاف بعقول الأردنيين وجريمة بحق الوطن


عمان – رائد الحساسنة


عبّر الخبير الإستراتيجي والطبيب منذر الحوارات في تصريحاته إلى “البوصلة” عن أسفه الشديد للمصطلحات والتسميات التي يطلقها المسؤولون في الحكومة بين فترة وأخرى مؤكدًا أنها بلا معنى ولا قيمة لها، مشددًا في الوقت ذاته أنها “استخفاف بعقول الأردنيين وجريمة بحق الاقتصاد والوطن”.


وقال الحوارات: إن فكرة الحظر الآن تغير مفهومها فالحكومة كانت تتحدث عن حظر كلي شامل واليوم تتحدث عن حظر ذكي وهذا استخفافٌ بعقول الأردنيين.
وأكد أنه يجب أن نتعامل مع الوباء بواقعية أولاً، وهذه الواقعية تستدعي دراسة الحالة الاقتصادية والحالة الصحية بالسوية ذاتها، وبما لا ينعكس بشكلٍ متردٍ على الوضع العام والحالة الصحية.
وأضاف “لاحظنا في المرحلة السابقة تراخيًا حكوميًا شديدًا بمتابعة المخالفين ومتابعة الحالة الوبائية يدعو إلى القول إنها جدية”، منوها في الوقت ذاته إلى أن “أماكن التجمعات تعقد وغياب حس المسؤولية من كافة الأطراف، واليوم بعد أن فشلت الحكومة بفرض أمر واقع يلزم الجميع بالتزام قواعد السلامة العامّة التي هي المثلث الذهبي للوقاية (تباعد/لبس كمامة/وغسل الأيدي بالمعقمات)، لأنها خرجت الأمور عن سيطرتها”.
وتساءل الحوارات: “ماذا يعني حظر ذكي وحظر غبي، فهذا في النهاية يعني “غياب الحيلة”، لاحظنا في دول أوروبا هناك حظر للأنشطة التي تثير الوباء وانتشاره، فمثلا في ألمانيا وفرنسا الحظر يقتصر على عدم القيام بالزيارات وتخفيف الحركة العامة ومنع الاجتماعات لكن المدارس تعمل ووزارات الصحة تعمل ومحال السوبرماركت تعمل”، منوها إلى أن آليات الحظر لديهم متطورة وليست “ذكية”.
وعبر الخبير الإستراتيجي عن خيبة أمله لا سيما وأن “الحكومة تبتدع مصطلحات وأسماء شبيهة بموضوع المصفوفات التي سقطت سقوطًا ذريعًا بألوانها المتعددة”.
وقال: “الآن تخرج علينا الحكومة بحظر ذكي وغبي، هذا أمرٌ يجب أن يتوقف ويجب أن يحترم عقل الناس وذلك عبر تطبيق القانون على كل مخالف وعدم الاكتفاء فقط بالحديث عن تطبيق القانون”.
وتابع، “الأمر الآخر إيجاد وسائل لتحسين الحالة الوبائية العامة، فكيف تعمل الحكومة حظرًا شاملاً في الوقت الذي يتحدث فيه العلماء عن أن الحظر المجدي يجب أن يكون لمدة ثمانية أسابيع، هل لدى الحكومة إمكانية أن تنفق على المجتمع طيلة هذه المدة”.
وشدد على أن “تطبيق الحظر أمرٌ مستحيل في ظل عجز الموازنة وحالة الارتباك العام وفقد العديدين من الناس لعملهم وزيادة البطالة، إذن عملية الموازنة بين الحالة الصحية والاقتصادية هي واجبة في الأردن وليست ضرورية فقط”.
وأكد الحوارات أنه “يجب أن تتحدث لنا الحكومة ماذا فعلت لمواجهة الوباء، هل زادت عدد الأسرة وزادت عدد المستشفيات، ونحن نسمع في الإعلام حقيقة في إحدى المرات كان أحد الأعضاء وكأنه يصنع فيديو دعائي لنفسه من موقع لإنشاء مستشفى ميداني لعمل برنامج تلفزيوني وكان هذا مثارًا للسخرية”.
واستدرك معبرًا عن أسفه بالقول: “يبدو أن الحالة الدعائية هي التي ما زالت تسيطر على الحالة الوبائية، ونلاحظ ارتباك في أداء الحكومة وتشتت في التصريحات ونلاحظ عدم وجود خطة محكمة يستطيع المواطن الأردني أن يثق فيها ويقول ها هي الحكومة أنجزت مشروعًا متكاملاً لمواجهة الوباء سواء على الصعيد الصحي أو الصعيد الاقتصادي أو الصعيد المجتمعي”.
وأضاف أن المجتمع الأردني ستجده يعاني من الاكتئاب من الوضع العام وبالتالي نحن أمام وباء وفقر وحالة من “القنوط”، والناس لم تعد كما هي في السابق.
ونوه إلى أنه “حتى الظاهرة الانتخابية وحالة الغضب ما بعد الانتخابات وإطلاق العيارات النارية بهذه الكثافة يعبر عن حالة احتقان أكثر منه حالة فرح”، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة بدراسة الحالة الصحية في إطار الحالة الاجتماعية والاقتصادية.
وحذر الحوارات من أنه يجب أن تكف الحكومة عن إطلاق التسميات التي لا معنى ولا قيمة لها، تريد أن تطبق الحظر فهو كل دول العالم تطبقه بسهولة ويسر دون القيام بإغلاق كلي.
وخلص الخبير الإستراتيجي والطبيب في تصريحاته إلى “البوصلة” أن “الإغلاق الشامل الذي يطبق اليوم جريمة بحق الاقتصاد أكثر منه إغلاق، وعندما تغلق كل القطاع التجاري والقطاع الخدماتي وبالنهاية تقول أنك تحارب كورونا؛ بل أنت تحارب الدولة بهذه الطريقة”.
(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة:

Comments 1

  1. فيحان ابومشعان says:

    عبيدات زلمك فاشل فاشل فاشل عم يتخوت علينا