خبير عسكري يحذر: تدخل مصر عسكريًا في ليبيا سيكون “انتحارًا”

خبير عسكري يحذر: تدخل مصر عسكريًا في ليبيا سيكون “انتحارًا”

عمان – رائد الحساسنة

حذر الخبير العسكري الدكتور قاصد محمود في تصريحاتٍ إلى “البوصلة” من أي تدخل عسكري مباشر للجيش المصري في الجغرافيا الليبية، مؤكدًا أن ذلك إن حصل سيكون انتحارًا للجيش المصري ولن يشكل أي فائدة للأمن القومي المصري.

وأكد محمود أن مصر لم تتوقف للحظة عن التدخل في الشأن الليبي مشددًا على أن تدخلاتها كان لها دورٌ كبيرٌ في تأزيم المشهد الليبي من قبل.

وأشار إلى أن احتمالية دخول الجيش المصري للأراضي الليبية وتدخله عسكريًا أمرٌ وارد وليس مستحيلاً، منوها إلى “أننا نعيش في عالم تحكمه المصالح الشخصية ولا تحكمه الإستراتيجيات، فإذا كان ترامب يقود العالم من خلال صفقاته الشخصية وعلى طريقته كثير من قادة الدول الذين يغلبون مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الأمن القومي لدولهم”.

الجغرافيا الليبية قاتلة والدخول إليها انتحار

وقال محمود: لا شك أن الحرب في ليبيا هي امتداد للأمن المصري القومي بدون أي نقاش، لكن استخدام القوة العسكرية بشكل واضح في الجغرافيا الليبية القاتلة بكل الأحوال سيكون نوعًا من الانتحار، ولن يؤدي إلى أي نتائج تحمي الأمن القومي المصر، مستدركًا: “إلا إذا كان الأمر المصري القومي ليس بحاجة لجيش، وهذا أمرٌ مستحيلٌ في أي حالٍ من الأحوال”.

وأضاف، إن أخذنا الأمر من باب حسن النوايا فإن إعلان النظام المصري نيته التدخل العسكري في ليبيا ما هي إلا شكلٌ من أشكال الاستعراض وليس عرضًا للقوة، والهدف منه إرسال رسائل لأطراف أخرى ليست ليبيا تحديدًا، وقد تكون أثيوبيا أو تركيا.

وأوضح الخبير العسكري أن النظام المصري يعيش في أزمة حقيقية من سد النهضة والسبب الرئيسي هو عدم نضوج الأداء القيادي فأداء الرئيس المصري هو الذي أدى لهذه المصيبة وتعامل مع الموضوع بطرية أوصلت المشهد إلى ما هو عليه اليوم الأمر الذي يثير الشك والريبة في تورط القيادة المصرية بموقف مشبوه حيال القضية.

وشدد على أن النظام المصري يعيش اليوم في ورطة اليوم ويسعى للاستعراض أمام الرأي العام المصري، معبرًا عن أمله في أن لا يكون ذلك التدخل العسكري المصري في ليبيا لأنه سيشكل انتحاراً للقوات المصرية.

تحذير من السيناريو الأسوأ

ونوه محمود إلى أنه إذا حدث وتدخل الجيش المصري في ليبيا ستفتح الحرب على أبواب أوسع، وقد تكون مقدمة لإنهاء ليبيا كدولة بشكلها السياسي المعروف ويصبح تقسيم ليبيا مطمحًا لأن الطامعين في ليبيا كثر.

واستدرك بالقول: يتهمون تركيا بأنها طامعة، وصحيح أن تركيا قد تكون لها مصالح، لكن لا أحد يأتي على ذكر كلٍ من روسيا وفرنسا اللتين تتواجدان على الأرض الليبية وهما الطامعتان في نفط ليبيا وموقعها الاستراتيجي.

وحذر محمود من أن” الملف الليبي للأسف سيدخل في دوامة كبيرة جدًا، والحل الليبي هو الشعب الليبي نفسه، وآن الأوان لليبيين أن يلفظوا خارجًا كل الذين أداروا المشهد في السابق، وينبغي على هؤلاء أن يخجلوا من أنفسهم من أمثال خليفة حفتر ويغادروا المشهد”.

وشدد على أن أبناء الشعب الليبي من القبائل العربية قادرون على أن يجترحوا الحلول، وليسوا بحاجة لأي تدخل خارجي، خصوصا التدخل العربي الذي أظهر أنّه يحمل أجندات مشبوهة

وأشار محمود إلى أن الإعلام المصري يتحدث من جديد عن الاستعمار التركي والقومية العربية، متسائلاً أين ذهبت القومية العربية بالعرب، أو ليست هي االتي كانت سببا في تدمير العالم العربي”.

وختم الخبير العسكري حديثه بالقول: “إن سوء الاختيار للحلفاء وسوء التحالف والاستقطاب غير الرشيد يؤدي إلى خلق الأوراق ويؤدي إلى العميان والتوهان وطغيان المصالح الشخصية على حساب مصالح الدول”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: