خبير يحذر من خطورة “حالات كورونا الصامتة”.. ما القصة؟

خبير يحذر من خطورة “حالات كورونا الصامتة”.. ما القصة؟

عمان – رائد الحساسنة

حذّر الطبيب والخبير الإستراتيجي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” ممّا اسماه “حالات كورونا الصامتة” التي لم تظهر عليها أعراض المرض، مشددًا على ضرورة الاستمرار بعمليات العزل والتباعد الاجتماعي لمواجهة المرض وعدم التسرع في إعلان نصر مبكر على كورونا.

وقال الحوارارت: خلية الأزمة في الأردن أدت دورها بشكل ممتاز، لكن لا بد أن لا نتعجل بإعلان النصر على “كورونا”، فما زلنا بعيدين عن هذه النقطة وعلينا التريث، لأنه من الممكن أن يكون جزء كبير من الناس أصيب بالفايروس بشكلٍ صامت ولأن مجتمعنا مجتمعٌ فتي فإن الأعراض لم تظهر على كثيرين وربما ظهرت كأعراض عادية مرت مرور الكرام.

وتابع حديثه بالقول: بالتالي قد يساهم هؤلاء الناس بنقل العدوى إلى أشخاص أكثر ضعفًا منهم مثل المرضى المضعفين لديهم ضغط او سكري، وكبار السن الذين يعانون من أمراض قلب مزمنة أو أمراض سرطان أو دم، وهذا يؤدي لمخاطر مستقبلية تكشف في لحظة ركون إلى اننا انتصرنا وحققنا المراد.

وحذر من أن “التسرع في كثيرٍ من الأحيان يجلب مخاطر كثيرة، وأعتقد أنه حتى لو تقرر فك العزل الاجتماعي أو التباعد الاجتماعي فيجب أن يتمّ قطاعيًا بحيث لا يؤدي لتخالط كبير في المجتمع”.

د. منذر الحوارات: خلية الأزمة في الأردن أدت دورها بشكل ممتاز ويجب استمرار العزل الاجتماعي لمواجهة كورونا

ضرورة المحافظة على العادات الصحية

وشدد الحوارات على ضرورة المحافظة على العادات الاجتماعية المكتسبة من خلال محاربة الفايروس مثل التباعد بين الأشخاص والكمامات وغسل اليدين واستخدام المناديل عند العطاس، الإبقاء عليها وعدم تركها خلال العمر كل لأنها عادات حميدة وليست سيئة.

وأضاف، “صحيح أن التباعد الاجتماعي يؤدي لمخاطر اقتصادية، وأعلم أن بلدنا فقير وإمكانياته محدودة، وهو يقوم بجزء كبير منه على القطاعات غير المسجلة في الدولة التي تشكل 41% وبالتالي تعطلها عن العمل سيضر الاقتصاد، ويضر السياحة التي تساهم بـ 10-12% من الدخل الوطني”.

وتابع القول: “كل هذا معلوم، لكنّه ليس أهمّ من صحة الإنسان، ويجب أن نعيد عجلة الاقتصاد إلى مسارها ولكن رويدًا رويدًا وبهدوء وعدم التسرع، وعدم إعلان انتصار على “كورونا” ربما ينقض بعد فترة بسبب الحالات الصامتة التي تحدثنا عنها، أو حالات العدوى التي لم تظهر عليها الأعراض بعد لأن هذه حالات خطيرة”.

كما حذر الحوارات من أن “الانفتاح على المحيط يحمل مخاطر العدوى من تلك الدول، ويجب أن ننتبه بالتالي إليه”.

وقال الخبير الإستراتيجي: أعتقد أن الأمور تدار في الأردن بشكلٍ جيد، قد يؤدي إلى تجنيبنا وقوع جائحة على مستوى الوطن ككل والجميع ساهم وأدلى بدوله في مواجهة المرض، وأتمنى أن نستمر بهذه الجدية والحفاظ على تماسكنا حتى النهاية وعدم إعلان نصر مبكر لأن ذلك سيكون ثمنه كبيرًا جدًا.

الصين ودول آسيا تواجه “حالات كورونا الصامتة”

وحول الحالات الصامتة المصابة بكورونا في العالم، أشار الحوارات إلى أن هناك تقديرات في الصين أن هناك 40 ألف حالة لم تظهر عليها الأعراض ومرت بشكلٍ صامت، وهذه قد تكون مصادر خطر في نقل العدوى وانتشارها بعد أن يزال الحجر الصحي في الصين.

ونوه إلى أن “هناك بدايات لفك العزلة في الصين وهؤلاء الناس سيذهبون لأعمالهم وبهذه الحركة المتواصلة يقومون بنشر الفايروس”.

وأضاف، وهذا يجعل السلطات في تلك البلاد تشدد على فتح المجال العام للحركة الفاعلة في دول آسيا كلها والصين بالدرجة الأولى، خشية أن يعود الفايروس من جديد وينتشر بين الناس، مستدركا بالقول: لذلك نلحظ هناك تباطؤ في عملية فتح المدن والسماح للطيران، لوجود مخاوف كبيرة من عودة الجائحة.

وأوضح الحوارات بالقول: حتى أن منظمة الصحة العالمية حذرت دول آسيا أن عليها أن لا تستكين وتطمئن أن الوباء قد انتهى بل يمكن أن يعود من جديد وبشكل قوي، وعليها أن لا تركن للراحة أو تخلد للثقة بأنها تجاوزت مرحلة الفايروس.

وأضاف أنه يوجد جزء كبير من مسيرة هذا الفايروس صامت، وفتح المجال للحياة العامة للعمل في المصانع وحركة الطيران فقد يعود الفايروس.

وشدد على أن الحذر واجب بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، والحذر واجب بالنسبة للدول التي ابتليت بهذا الوباء الذي أنهك اقتصادياتها وجعل المدن شبه أشلاء، بسبب ما ألحقه بها من خسائر بشرية واقتصادية، وها هو يفتك في العالم عابرًا للقارات قارة قارة دون أن يأخذ الإذن.

وحذر من أن “فايروس كورونا ليس بحاجة لجواز سفر هو ينتقل خلسة بشكل خبيث بين الدول والقارات، ويقتل هنا ويفتك هناك ويدمّر اقتصاد وربما يؤدي لحالة من الكساد العالمي إذا ما استمر بهذا السلوك، وبالتالي الحذر واجب، والشعور بأنّ الانتصار قد تحقق ما يزال وهميًا بالذات وأن الطريق للوصول للقاح للفايروس بحاجة لثمانية عشر شهرًا، وجميعها في طور التجارب”.

وختم حديثه بالتأكيد على أنه “ليس أمام الدول من علاجٍ ناجع للفايروس سوى الحجر والتباعد الاجتماعي، وهي الوسيلة التي أثبتت أنها قادرة على عكس توقعات الدراسات الكمبيوترية التي تنبأت بجوائح خطيرة بأقصى طاقاتها، بالتالي الحجر الاجتماعي يعطي نتائج ممتازة وعلى الدول الاستمرار به وإن كان له انعكاسات اقتصادية وهذا ما توصي به منظمة الصحة العالمية”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: