دراسة حديثة: توقع تقلبات المناخ لـ5 سنوات قادمة صار ممكنا

دراسة حديثة: توقع تقلبات المناخ لـ5 سنوات قادمة صار ممكنا

المناخ

بعد 5 سنوات من الآن، هل سيكون الشتاء معتدلا أم باردا؟ وهل سيكون الصيف ممطرا؟ لسوء الحظ، فإن الإجابات الموثوقة على هذه الأسئلة غير ممكنة حاليا رغم التقدم العلمي الكبير في علم المناخ والوسائل المستخدمة في مجال التوقعات الجوية.

لكن دراسة علمية جديدة أجراها باحثون ألمان توصلت إلى أن بعض العوامل الرئيسية التي تؤثر على المناخ، مثل درجة حرارة سطح المحيط شمال الأطلسي؛ يمكن التنبؤ بها لعدة سنوات في المستقبل؛ وهذا يجعل توقع اتجاهات الطقس فوق أوروبا ممكنا كذلك.

ونشرت الدراسة التي أعدها باحثون من مركز “جيومار هيلمهولتز” (GEOMAR Helmholtz) لأبحاث المحيط ومعهد “لايبينز” (Leibniz) لأبحاث البلطيق في ألمانيا في 21 يوليو/تموز الجاري، في دورية “جيوفيزيكال ريسيرش ليترز” (Geophysical Research Letters).

دور المحيط

من المعروف أن نظام المناخ على الأرض معقد جدا بفعل التأثير المتبادل لمكوناته المختلفة، مثل الغلاف الجوي والمحيطات والجليد الأرضي؛ مما يسبب تغيرات مناخية طبيعية تمتد نطاقاتها الزمنية بين بضعة أشهر وعشرات السنين، ويلعب المحيط في هذه التغيرات دورا أساسيا على المدى الطويل.

في الدراسة الجديدة قام الباحثون بدراسة إمكانية استخدام المعطيات المتعلقة بالرياح للتنبؤ بتغيرات درجة حرارة سطح شمال الأطلسي لعدة سنوات في المستقبل، وهم يعتقدون أن مثل هذه الاختلافات في درجات حرارة سطح البحر تؤثر على المناخ في أوروبا.

تقول الدكتورة أنيكا رينتغز، الباحثة في مركز جيومار “إن التنبؤات بتغيرات المناخ ممكنة في مناطق معينة على الأرض. ومن الأمثلة على ذلك ظاهرة إلنينيو المتكررة كل عامين في منطقة المحيط الهادي الاستوائية، والتي يمكن توقعها قبل بضعة أشهر”.

وتضيف المؤلفة الرئيسية للدراسة -في بيان صحفي نشر على موقع المركز- أن هذه الدراسة “تركز (على التغيرات التي تحدث) على مدى زمني أطول، في منطقة يكون فيها التباين الطبيعي أكبر بكثير مما هو عليه في المناطق الاستوائية”.

التوقعات ممكنة ولكن

إن كانت مثل هذه التوقعات ممكنة، فما نوعية المعلومات التي تتطلبها؟ وما خصائصها؟ هذه الأسئلة تناولها مؤلفو الدراسة وخلصوا إلى نتيجة مفادها أن التنبؤات طويلة المدى للتقلبات الجوية ممكنة بفضل بطء التغيرات المحيطية، والتي تمتد على مدى سنوات عديدة.

لكن الصعوبة تكمن -حسب الباحثة رينتغز- “في أن عمليات رصد المحيطات -الضرورية لتصميم النموذج الذي سيستخدم لحساب هذه التوقعات- يجب أن تكون دقيقة قدر الإمكان. في الوقت الذي ما زالت فيه عمليات رصد المحيطات، خاصة تحت سطح الأرض، محدودة كما وكيفا”.

وفي غياب هذه البيانات الدقيقة، استخدم الباحثون في بناء النموذج الحاسوبي المعد لتوقع التغيرات المحيطية على مدى سنوات قيما أولية تم استخلاصها من خلال وصف تغيرات الرياح على سطح المحيط.

ومع مرور الوقت، تصبح توقعات النموذج المحيطي مطابقة للواقع بما يكفي لبدء تنبؤات ناجحة لأكثر من 7 سنوات في المستقبل، كما توضح مؤلفة الدراسة في البيان.

لتفسير هذه الآلية التي تربط بين حركة الرياح والتغيرات على سطح المحيط، يقول الباحثون إن الرياح تسبب تغيرا في حركة التيارات داخل المحيط، فتتراكم كمية أكبر من العادة من الحرارة في منطقة معينة من شمال الأطلسي.

ثم يتم نقل هذه الحرارة نحو الشمال الشرقي على مدى عدة سنوات؛ مما يؤدي في الأخير إلى ارتفاع درجة حرارة سطح البحر في شمال شرق المحيط الأطلسي، استجابة لرياح هبت قبل ذلك بسنوات عديدة.

تؤكد هذه الدراسة ما توصلت إليه الدراسات السابقة من أن درجة حرارة سطح البحر في شمال الأطلسي يمكن أن تؤثر على المناخ الأوروبي.

ولذلك، فإن بناء نماذج حاسوبية دقيقة لتوقع درجة حرارة سطح شمال الأطلسي بعد عدة سنوات، سيكون له أهمية كبيرة لصناع القرار في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وكذلك عامة الناس.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: