Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

دينا قيما

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

دينا قيما
رقية القضاة
في ظل إفلاس الحضارات المادية ،في إيجاد حلول لمشكلات الإنسان ،بكل جوانبها ،بل ربما ساهمت تلك البهرجة الحضارية الخاوية من الروح ،بتعقيد تلك المشاكل وتفاقمها ،وتدهور القيمة الإنسانية ،وسيطرة اليأس والشقاء والضنك والعدائية ،وانحسار القيم الأخلاقية ،المرتبطة بالدين كباعث وموجد لتلك القيم والمعاني، فقد صار لزاما علينا كأمة مسلمة ان نساهم وبفاعلية عظيمة ،بمستوى ديننا العظيم ،على إحياء مفهوم العولمة الانسانية الرحيمة العادلة، تلك العولمة{العالمية} التي نادى بها الإسلام بوضوح وصراحة ،مقررا وبكل ثقة أنه دين عالمي برسالة عالمية ،تؤكد على وحدانية الخالق وميزة الكمال للشريعة ،وتميز الرسول الحريص على تحقيق العدالة والرحمة ،والهداية والمصلحة النافعة للعالمين كافة ،دون تمييز بين جنس ولون وطبقة، فيقول سبحانه مخاطبا رسوله الكريم ،حامل الرسالة العالمية الرشيدة (0وما ارسلناك الا كافة للناس )ويقول في صفة الرسول والرسالة(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) فالرسالة عالمية ،والرسول للناس كافة ،والرحمة والعدالة لم تستثن احدا من البشر، ايا كان موقعهم ومهما كان واقعهم ،وكيفما اختلفت مرجعياتهم ومحتكماتهم وشرائعهم.

ولكي نخرج الإسلام ،من إشكالية الفرق بين العولمة كحركة ملموسة مؤثرة سلبا وايجابا ،وبين ا لعالمية كفكر وأيديولوجيا ،يطرح عبر نظريات وخطابات بليغة ،ونظريات مثالية غاية في الجمال والروعة ،وحب الخير للناس جميعا، دون تمييز، اقول إن هذه الصورة الجميلة يجب ان تدب فيها الحياة ،وأن تخرج من إطار التنظير، الى بحر الإبداع والحركة والتطبيق والعمل الفاعل، لصالح البشرية ،وأن تتفاعل مع حضارة الآخر، وفق شروطها هي لا شروطه هو، وأن تثبت قدرتهاوصلاحيتها هذه ، لكل أولئك الذين يراهنون على نجاحها، في تغيير وجه العالم البائس ،المثقل بآلام الحضارات المادية ،التي تتجاهل الروح الانسانية ،والأثرالإيجابي الدافع للدين في حياة الشعوب ، وإذاكانت الديانات الاخرى قد فقدت فاعليتها ،وتأثيرها في حياة معتنقيهالأسباب يطول شرحها، فإن ديننا ما زال هو القوة المحركة الدافعة للرقي في حياتنا ،ولكننا قصرنا كثيرا في جلاء وايضاح هذه الحقيقة عمليا ،بل وانساقت الأمة في كثير من مناحي حياتها سياسيا واجتماعياواقتصاديا وثقافيا في ركاب ما يسمى بالعولمة ،ولو ان هذه العولمة كانت انسانية النزعة رحيمة النظام عادلة القوانين، لكنا التمسنا عذرا لأولئك المتحمسين لها ، ولوانها أخذت بعين الإعتبارعلى الأقل مصلحة الانسان كانسان، وليس كآلة صماء عجماء كباقي الآلات التي صممت لخدمة رؤوس الاموال ،وإنتاج السلع ، دون مراعاة لإضمحلال القيم واندحار الاخلاق ،وتلاشي تأثير الدين كتعاليم رحيمة، أنزلت لمصلحة البشرية ،لغضضنا الطرف عن نقائصها ،ولكنها تسعى لإثبات جدارتها بالسيطرة العالمية ،على مقدرات الكون وأساسيات بقاء البشر،مما اسفر عن مانراه من مآسي وكوارث اخلاقية واقتصادية واجتماعية وكونية تهدد بانهيارات اكبر واعظم في حياة الإنسان واجيالها المتعاقبة في منهجية نفعية منظمة تكرس الباطل والظلم والنفعية البشعة .

أيتها البشرية المعذبة المهزوزة التائهة ،المادة خلق من خلق الله، والانتفاع بها هبة ومنحة لك من الله ،فاحتكمي في انطلاقتك الإنسانية الإنتاجية ،[العالميةاو العولمية ]من شرعه وحده وإلا بقيتي في دائرة الضنك والعمى والضلالة ،والتخبط العشوائي،وإن مانراه اليوم من مأساة التضاؤل القيمي وإندحار المشاعر الإنسانية ،وتحكيم الشرائع الغابية ،التي عادت أكثر ما تكون جلاء، وأشد ماتكون شراسة واستعداء من الإنسان على أخيه الإنسان ،وغير ذلك مما يضيق المجال عن الاستفاضة في بيانه ،لهو اكبر دليل على وصول الحضارات المفلسة الى غاية الإعراض عن الله ،وشرعه ومنهجه العادل الحكيم ،فاستحقت بذلك إقامة سنة الله في الظالمين عليها[ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى]

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts